إياد الصالحييجني حصاده بقناعة ورضا من يعمل بلا ضجيج! حكمة نستل منها فوائد جمّة من تجارب الحياة حتى وإن كان بعضها قاسياً، فالعبرة ان تنجز ما خططت اليه من دون مبالغة او تهويل إعلامي لتكسب النتائج التي تصبو الى مقارنتها مع مراحل عملك السابقة لتعرف أين تقف ومدى وسع طموحك لمضاعفة الآمال لتجاوز العقبات المفاجئة.
هكذا خيّل لي عمل الاتحاد العراقي لرفع الأثقال في ورشة تحديه العامرة بالتفاؤل التي ضيّفها المركز التدريبي الخاص برباعي منتخبنا في مدينة الكوت معقل صناعة أبطال الحديد ومنهل الأفكار التدريبية التي كثيراً ما أسهمت في تحقيق انجازات خالدة للعراق في الصالات الآسيوية والعالمية، وها هي اليوم تعد الأجندة وتحزم أمرها لأصحاب السواعد العراقية كي تقهر الأوزان الثقيلة وتحطم الأرقام التنافسية في بطولة العالم بتركيا المؤمل إقامتها في شهر ايلول المقبل.حقيقة أثلجت صدورنا التقارير التي وردت من معسكر تدريب المنتخب الوطني في الكوت بمواصلة 12 رباعاً، جلّهم من الشباب تناول الجرعات التدريبية التي قدمها المدرب خضير عباس بمنتهى الحماسة والارتياح والحرص في تقبل المزيد من الضغوط اليومية لتحمل اوزان الحديد المختلفة وسط مناخ لاهب يقوّض المزاج أحيانا للنفور من الواقع، إلا ان منتخبنا الوطني عازم على إنهاء مفردات برنامجه التدريبي بالصورة التي تضع الرباعين الأبطال بكامل الجاهزية للمنافسة على الميداليات المتنوعة والتأهل الى اولمبياد لندن عام 2012، ذلك الهدف الاسمى وراء حملة الإعداد قبل الشروع بالمشاركة في البطولة العالمية.إن إشارات التفاؤل التي ضمنتها ثقة المدرب خضير عباس اثناء ايجازه رؤيته لمستويات الرباعين ورهانه الواثق من قدرة بعضهم على كسر حاجز الخوف والقلق لبلوغ ناصية الذهب تؤكد سلامة العلاقات المتبادلة بين اسرة اتحاد رفع الأثقال بخلاف الكثير من الاتحادات التي انشغلت بقضاء رحلات سياحية خارج البلاد كلفت اللجنة الاولمبية الوطنية اموالا طائلة بذريعة توفير اجواء ملائمة لمنتخباتنا تنسجم مع طبيعة منافسات الخصوم، بينما الحقيقة غير ذلك، فشتان بين ثراء منهج رئيس اتحاد رفع الاثقال صالح محمد كاظم في قيادة اللعبة بتوفير مستلزمات نجاح منتخبنا الوطني في مهمته العالمية، وبين خواء بعض رؤساء الاتحادات المركزية من ستراتيجيات قصيرة المدى بعد ان انهمكوا في البحث عن ملذاتهم، ضاربين مصالح المنتخبات الوطنية عرض الحائط.ولعل من المفرح ان يجد مدرب منتخبنا الوطني التقارب الواضح في امكانات شبابنا مع ذوي الخبرة والمتمرسين في المحافل الدولية بعد ان نجح اتحاد اللعبة مع الملاك التدريبي في تأهيل المشاركين في المعسكر نفسيا وفنيا، ونأمل من اللجنة الاولمبية وانسجاما مع توجيهات رئيسها رعد حمودي الخاصة برعاية أبطال الحديد تعضيد مهمة المنتخب لتوفير جميع المستلزمات التي تعزز حضوره المشرف في بطولة العالم وتساعد رباعينا على تسجيل الأرقام التأهيلية للاولمبياد الكبير.ان اهل رفع الأثقال ادرى بطموحاتهم في اولمبياد لندن 2012 ويكفيهم فخراً وسط نظرائهم في الالعاب الاخرى ان الميدالية الاولمبية الوحيدة التي حققها العراق عبر تاريخ مشاركاته في الدورات الاولمبية كانت من نصيب زميلهم عبد الواحد عزيز المولود في البصرة عام 1931 والذي توفي عام 1982 بعد ان شارك في ثلاث بطولات عالمية كشفت عن أنموذجه الحقيقي كرياضي عراقي استثنائي تمكن من دخول المجد الاولمبي من بوابة روما عام 1960، وفعلا حقق افضل ارقامه برفع مجموعة قدرها (380) كغم في وزن (67.5) وضعته في المركز الثالث ليتقلد الميدالية البرونزية التي لا تزال تضيء درب الرياضة العراقية في رحلات البحث عن المنجزات العظيمة.Ey_salhi@yahoo.comrn
مصــارحة حـرة: رباعون بوزن الذهب
نشر في: 21 أغسطس, 2010: 06:48 م