اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > رحيل محيي الدين زنكنه..كاتب رصد تحولات المجتمع بفكر وعاطفة وخيال

رحيل محيي الدين زنكنه..كاتب رصد تحولات المجتمع بفكر وعاطفة وخيال

نشر في: 22 أغسطس, 2010: 05:04 م

المدى الثقافيتوفي ليلة السبت، الأديب محيي الدين زنكنه في أحد مستشفيات محافظة السليمانية اثر نوبة قلبية ويذكر إن زنكنه عمل تدريسيا لأكثر من 20 عاما داخل محافظة ديالى ويعتبر من أشهر من كتب المسرح في العراق والوطن العربي وله العديد من المسرحيات أبرزها ( رؤيا الملك، الخاتم ، تكلم يا حجر،  زلزلة تسري في عروق الصحراء، العلبة الحجرية)
 وهو من مواليد كركوك وقد تخرج في كلية الآداب 1962 قسم اللغة العربية .rnوبحسب موسوعة الأدباء العراقيين، يعد محيي الدين زنكنه من أكثر كتاب المسرح فصاحة في الأسلوب وفي اللغة فهو لا يكتب مسرحياته بالعامية كما اعتاد كتاب المسرح، بل يكتبها باللغة الفصحى.  له أكثر من 22 عملا مسرحيا منشورا في كتب وفي مجلات. وكل هذه الأعمال تقريباً عرفت طريقها إلى المسرح.عرضت مسرحياته في القاهرة وتونس والمغرب ولبنان وسوريا وفي دول الخليج ولاقت اهتماما نقديا وجماهيريا.و له ثلاث روايات، احداها حملت عنوان ئاسوس تتحدث عن إنسان عراقي كردي هُجر من أرضه ومسكنه ووطنه إلى بقعة لا يجيد فيها الحياة. ومن خلال رمزية اسم الطير ئاسوس الذي يموت عندما يفقد طبيعته نلمح المدى الذي تركه فعل التهجير على فكر وحياة هذا الكاتب.وله مجموعتان قصصيتان أيضاً.لا تختلف قصصهما عن المدار الذي تدور فيه كل أعماله الأدبية : الهجرة والعمل والملاحقة والبحث عن الحرية والوقوف بوجه الطغاة المستبدين في العالم. حيث كان يربط مصائر شخصياته ليس بما يحيط بها وما تعيشه بل بما تفكر به حيث ينتمي أبطاله إلى فئة المناضلين.عمل لفترات طويلة في التعليم الثانوي، وفي الصحافة ونشر عشرات المقالات في الصحف العراقية والعربية كما نشرت له المجلات العربية في عموم الوطن العربي الكثير من أعماله المسرحية قبل أن تظهر في كتب.وخاصة المجلات السورية...في مجمل تقييمه لأعمال زنكنه يكتب الناقد علي جواد الطاهر: وجد محيي الدين زنكنه أحجاراً متآكلة وبقايا تراب وعظام، هي مادة خام يقف الكثيرون إزاءها عاجزين عن أن يفهموا منها شيئاً. ويستحيل آخرون جماعين رقاعين يزيدون الموت موتاً. أما هو فكان قوياً قادراً على إعادة البناء حياً متماسكاً..بعد أن خلق عددا ًمن الناس يكملون المجتمع..فكان لابد من محيي الدين زنكنه ليعيد بناء الحقيقة مستعيناً بفكره وعاطفته وخياله مالِئاً بذلك الثغرات في براعة تجعل الناظر يرى الأمور وكأنها هكذا كانت، ومن يدرينا فلعلها هكذا كانت وإلا فلم سمي الأديب أديباً؟ ولم إشترطوا فيه القوة الإبداعية ؟..محيي الدين زنكنه أديب غير مجهول لدى الخاصة.. وتواضعه من العوامل التي حالت دون الشهرة.. أما قصصه... فإنها لقصص فيها ما يفوق ما كتبه آخرون مصحوباً بادعاء طويل... يقع فن زنكنه ضمن عمود القصة، يقتضي هذا.. التكامل.. الوعي بالفن، وحدة الحدث، الإلمام بالبيئة، الوضوح في الشخوص، الفكرة الخيرة، الموقف النفسي المناجاة، الحوار، الإدارة بين البدء والانتهاء، تناسب الأجزاء.. في لغة سمحة.. ولعلك واجد في لغة زنكنه من الشاعرية ما قل أن تجده عند غيره، من دون أن تسيء هذه الشاعرية إلى الواقعية لأنها منها.. وفي حدود وبمقدار ما يمليه السمو في الطبيعة.. أو الخلق.. أو الفكر أو الطفولة.. في حين يحدد القاص عبد المجيد لطفي ملامح أدب زنكنه قائلاً :حين تمضي معه- بعض الوقت تدرك كم هو رقيق ودقيق الملاحظة هذا الكاتب الإنساني في نظرته لأشياء وأحداث المجتمع الكبير..القاص يستهدف دائماً أهدافا اجتماعية وإنسانية أوسع أفقاً من أفاق المحلية الخاصة..فان أنبل ما يفعله القاص أن يحتفظ دائماً بانتمائه للإنسانية في حضارة هذا القرن المليء بالعقد والمظالم والأحداث..وأرى أن زنكنه قد فعل ذلك في كل مؤلفاته..ويكتب سامي عبد الحميد :مسرحيات  محيي الدين زنكنه نداء للحياة في بعدها الإنساني كبير ودعوة حب للعالم لأن يعيش الإنسان باطمئنان في خضم الدوامات لبناء الحضارات الإنسانية.. دعوة للحياة والاستقلال والعيش الرغيد بين ينابيع الفرح.. إنها من المسرحيات الجادة المساهمة في استمرارية الحركة المسرحية العراقية.. ويرصد الناقد يوسف عبد المسيح ثروت  الطاقة الفكرية في أعمال زنكنه :في كتابات زنكنه ثمة التحرر الواعي من التجربة الواقعية، وعنصر الوعي موجود بصورة تلفت النظر وهو يتلظى شعاعاً باهراً في كل منحى من مناحيها وفي كل منعطف من منعطفاتها. وهو عنصر مهم في تفهمها، وفي الوقت الذي يتحرر زنكنه من الواقعية بوعي واضح يلجأ إلى الرمز ليضع بواسطته يدنا على النبض الذي يشير إلى حركه الدم فيها بأسرها..في كلمات زنكنه من الصدق والإخلاص والعرض الواقعي للشعور بالإثم لدى شخوصه ما يجعلنا نتوقف عندها، على أمل أن تكون كلمتنا استهلالاً لدراسة أكثر تفصيلاً، فهي قمينة بذلك لما تمتاز به من جدية وروح إنسانية شفافة وغضب مقدس يصفع الجور والاجتياح والظلم على مدى التاريخ.ويقيم يوسف العاني مسرحه قائلا :أزاء محيي الدين زنكنه، ندرك بسرعة إننا أمام كاتب مسرحي كبير ، يملك من الفكر وحرفية الكتابة المسرحية ما يجعلنا لانغالي كثيراً إذا قلنا إننا لسنا بصدد مؤلف مسرحي جيد حسب وإنما مفكر مسرحي واع تحتاجه الساحة العربية الثقافية.. إنه يطرح جملة مضيئة واعية وذكية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram