كربلاء /علي لفتةفي كربلاء ثمة طقوس في رمضان قد تتشابه مع طقوس المحافظات الأخرى او أنها تختلف في تطبيقها ومعالمها وصورها..فهي طقوس حتمت متميزة ومتفردة في طقوسها .فما يتشابه منها استعدادات العوائل قبل الشهر الكريم حيث التوجه إلى الأسواق للتبضع
وتحزين المواد الغذائية التي لا تتعرض للتلف كالدقيق والزيت والسكر والرز والهيل والكزبرة والكركم وطحين الصفر والتمر والمحلبي والكاستر وغيرها الكثير حتى إن ميزانية العائلة قد تصرف في شهر واحد وخاصة بالنسبة للعوائل المتوسطة الدخل وكما يقول المثل الشعبي (چدّ الدهر، واكله ابشهر) ولان الطقوس الآنية لها امتدادات في الذاكرة الشعبية فان الباحث سلمان هادي طعمة ذكر لنا في كتابه كربلاء في الذاكرة الصادر عن مطبعة العاني ببغداد 1988...ان هناك عادات لاهالي كربلاء قبل بدء الشهر وخاصة في ليلة الثلاثين من شعبان حيث يصعد الناس على سطوح البيوت والفنادق والمرتفعات والمساجد لمراقبة هلال رمضان. rnمجالس وعزاء يقول طعمة إن البيوتات الكربلائية في جميع المحلات السكنية تقيم مجالس أفراح إضافة إلى مجالس حسينية وابرزها ما تقيمها الدواوين المعروفة آنذاك والتي تكثر في كربلاء ومنها ديوان السادة آل النقيب، وديوان السادة آل الرشدي، وديوان السيّد صالح السيّد سليمان آل طعمة، وديوان السيد علي الأحمد آل نصر الله، وديوان السيّد عبد الوهاب آل طعمة وسادن ، وديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم وزير المعارف الأسبق، وديوان السيد عبد الحسين الدده، وديوان السادة آل طعمه سدنة الروضة الحسينية. وديوان السادة آل ضياء الدين سدنة الروضة العباسية، وديوان السادة آل ثابت، وديوان السيّد مصطفى الشروفي آل طعمه نائب سادن الروضة الحسينية وولده السيّد سعيد الشروفي، وديوان السيّد عبد الحسين طعمه مدير الأوقاف، وديوان الحاج محمّد رشيد الصافي، وديوان آل عوّاد، وديوان الحاج علوان الجار الله رئيس عشيرة بني سعد، وديوان عشيرة ابزون برئاسة الشيخ عمر العلوان وشقيقه عثمان العلوان، وديوان الحاج حسن الشهيّب وولده الشيخ محمّد والد الوجيه الحاج إبراهيم الشهيب، وديوان الشاعر السياسي الحاج عبدالمهدي الحافظ ، وديوان الشيخ طليفح الحسّون رئيس عشيرة النصاروه، وديوان الشيخ كمر النايف رئيس عشيرة السلالمة، وديوان السادة آل الشهرستاني، وغيرها. إضافة إلى إن هناك أيضا مجالس للعلماء الأعلام لا تخلو من الفوائد والفرائد هي محافل عامرة بأطرف الأحاديث وأمتع المناقشات، حيث تُلقى الخطب الرنانة في فضائل الشهر المبارك..ومن هذه المجالس المجلس المقام في ساحة الإمام علي (ساحة البلوش قديما) من قبل سواق سيارات الأجرة، ومجلس باب قبلةِ العباس، والمجلس المنعقد في الصحن الحسيني، والمجلس المنعقد في الصحن العباسي. بالإضافة إلى المجالس الأدبية التي تعقد في منتديات كربلاء، وتدور بين روادها الأحاديث الرمضانية الشيّقة وإلقاء الشعر فيها، حيث إنّ النوادر النثرية والنكات الشعرية يكون مجالها أوسع، وشذاها أضوع. rnطرائف المجالس ويذكر آل طعمة في كتابه إن هذه المجالس تشهد إلقاء القصائد الارتجالية التي يتبارى فيها الشعراء مثلما كان يحدث فيها طرائف عديدة ..ويقول إن من بين هذه الطرائف ما حدث أن المرحوم الشيخ موسى الأصفر المتوفى سنة 1289هـ، وهو من شعراء كربلاء المعمَّرين المعروفين بعمق التفكير وسرعة البديهة، وكان في مجلس العالم الفاضل السيّد عليّ نقي الطباطبائي النادرة التالية مخاطبا السيد بأبيات يستفتيه بأنه: هل يصوم المفلس في رمضان أم لا ؟ فقال: مـسألـة أتـعـبنـي حـلُّها وأنـت فـيـها سيـدي أخبَرُ رمضانُ شهرٌ جاءنا مُسـرعاً يصومه المـفلس أم يُفطـرُ ؟ وكان مجلس السيّد حاشداً بعِلْية القوم من الأدباء وأهل الفضل يحتضن نخبة صالحة من رجال العلم والأدب وهواة الشعر، وكان من جملة من يرتاده الشيخ محسن الخضري المتوفى سنة 1245هـ، فارتجل مجيباً الشيخَ موسى نيابة عن السيد قائلاً: رمضان شهرٌ واجبٌ صـومُهُ وغير ذاتِ الـعـذر لا يُعذَرُ الصوم إمساك وكـفٌّ، ومَن أفـلس فـي إحرازه أجـدَرُ ومن المساجلات الأدبية والطرائف الواردة في شهر رمضان ان كتب بعضهم هذين البيتين إلى الخطيب الشاعر السيّد جواد الهندي: تحمّل شهر الصوم عنا فأفطرنا فما بالنا عن نيل وصلكمُ صمنا وكنّا به في عيشة ذات بهـجة وإنّا لَنرجو أن نعود كـما كنّا فأجابه السيّد جواد: أأحبابَنا تِهْتُمْ بمـا نـحـن أضمرنا وهجـتم لمـا فـي لبّة القلب أسكنّا فلا تزعموا أنّا نـسِيـنـا عهـودكم&nbs
طقوس رمضانية في ليالي مدينة كربلاء
نشر في: 22 أغسطس, 2010: 05:16 م