TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > دراما رمضان.. هل تستحق إنفاق ملايين الدولارات؟

دراما رمضان.. هل تستحق إنفاق ملايين الدولارات؟

نشر في: 22 أغسطس, 2010: 05:42 م

القاهرة - د ب أوسط طوفان الدراما العربية التي تعرضها الشاشات المختلفة في شهر رمضان، اختلفت الآراء حول تكرار الموضوعات وزيادة الأموال التي تنفق على تلك الأعمال عاما بعد عام، وهل تؤتي تلك الأعمال ثمارا أم تزيد من إفساد المجتمعات وتغييبها بدلا من هدفها الأصلي المفترض وهو التثقيف والتوعية.
وبينما يرى بعضهم أنها بلا فائدة، وأن المال الذي ينفق عليها مهدر ولا يستفيد منه إلا عدد محدود من المنتجين والنجوم الكبار، يؤكد قسم آخر أن الدراما التليفزيونية باتت طقسا رمضانيا، لا يمكن الاستغناء عنه، وجزءا من صناعة مهمة يتكسب منها مئات الآلاف من العاملين. واستطلعت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب .أ) آراء عددٍ من النقاد والعاملين بالإنتاج الدرامي في العالم العربي حول ما إذا كانت تستحق الدراما العربية المقدمة في رمضان هذا العام ما أُنفق عليها، خاصةً وأن الرقم المخصص لإنتاج تلك الأعمال في مصر وحدها تجاوز 150 مليون دولار.وقال الناقد المصري شريف عوض إن الدراما المصرية في عصر النايل سات والعرب سات أصبحت تتبع سياسة الكمّ بدلا من الكيف بعدما كانت القنوات في الماضي محدودة العدد، وتقدم كل منها مسلسلا واحدا من 15 حلقة تعد له العدة طوال العام ليخرج بمستوى رفيع في كل عناصره.وأضاف أن المنتجين والكتاب والمخرجين أنفسهم انغمسوا في الأداء المستهلك الذي تتحكم فيه شركات الإعلان، وأصبح للمسلسل حيز ضيق يملأ دقائق قليلة بين الحملات الإعلانية المستمرة، مطالبا الكتاب بالتوقف عن ضخ المزيد من أعمال "السيت كوم" أو دراسة كيفية صنعها أولا، وكذا التوقف عن دراما السير الذاتية التي تفتقر إلى التحري التاريخي.في الوقت نفسه، قال المنتج المصري عمرو قورة إن الحل الوحيد لتقديم أعمال جيدة هو الاهتمام بالنوعية والجودة قبل النجم، مشيرا إلى أن النجوم في رمضان أسعارهم غير منطقية، والموضوعات لا يتم الاهتمام بها، والإنتاج لا يأخذ وقته لأنه ليس هناك أي تخطيط عند المنتجين. وأضاف قورة أن المؤشرات الأولية لنسب المشاهدة تدل على أن اسم النجم وحده لم يعد يكفي، وأن النجوم الكبار لم يعودوا يجتذبون أموال المعلنين، و"أعتقد أن معظم المنتجين سيعيدون النظر في طريقة إنتاج المسلسلات بعد الخسائر التي ستنالهم هذا العام" على حد قوله.مطّ وتطويلوأكد الناقد المصري أشرف البيومي أن الدراما المصرية لا تستحق ما أُنفق عليها هذا العام بسبب استمرار المطِّ والتطويل الذي نتج عنه العديد من الأعمال متوسطة المستوى سواء من الإنتاج الحكومي أو الخاص.وأضاف "مع الأسف لا تقدم الأعمال التليفزيونية ما ينتظره الجمهور من تثقيف وتوعية، ويقتصر الأمر على التسلية فقط، بل ربما يتجاوزها إلى الإفساد بالتركيز على العري والخمور والمخدرات".وأوضح البيومي أن التألق يمكن أن يعود للدراما عندما يتخلص الجميع من عقدة العرض الرمضاني، وتوزيع عرض المسلسلات على أوقات مختلفة من العام، لكنه اعتبر أن أهم أسباب فسادها "دلع النجوم"، وعدم رغبة الجهات الإنتاجية المصرية في تقديم أجيال جديدة من الشباب.ورصد الناقد المصري محمد قناوي حالةً من البذخ الإنتاجي هذا العام في الدراما العربية بصفة عامة، والدراما المصرية بصفة خاصة؛ حيث بلغ عدد ما أنتجته الاستوديوهات المصرية في 2010 ما يزيد على 56 مسلسلا متنوعا بين الاجتماعي والتاريخي والكوميدي بميزانيات تزيد على 150 مليون دولار، وهو رقم مخيف مقارنةً بالظروف الاقتصادية والاجتماعية العربية الراهنة.وقال لوكالة الأنباء الألمانية "برغم حالة البذخ تلك فإن المحصلة النهائية للأعمال الدرامية ركزت في أغلبها على التسلية فقط، واعتمدت في غالبها على الثالوث المحرم؛ وهو: الدين والجنس والسياسة، متجاهلةً القضايا العربية الساخنة وهموم المواطن العربي" حسب قوله.rnالدراما الخليجية على الصعيد الخليجي، قال الناقد السعودي مشعل العنزي لوكالة الأنباء الألمانية إن نسبة الجيد من الإنتاج الخليجي هذا العام لا تتجاوز 30%. وأضاف: "بينما كان الإنتاج في سنوات ماضية يراعي كثيرا حرمة شهر رمضان اتجهت الأعمال مؤخرا إلى إثارة قضايا وموضوعات تاريخية ذات خلافات مذهبية وعقائدية لا تفيد أحدا ولا تسهم في رسم صورة إيجابية عن التاريخ الإسلامي بل تثير التشكيك والتناحر".في المقابل، قال الكاتب السعودي عبد الله الهاجري إنه لا يمكن إصدار أحكام نهائية مبكرة، "وحتى نكون منصفين في إطلاق أحكامنا يجب أن ننتظر، لكن النظرة الأولية تؤكد أن الجميع لا يزال يدور في نفس الفلك الساذج الذي عرفناه سابقا".أما الكاتبة الجزائرية المقيمة في الإمارات "حنين عمر علي" فقالت إنها انتظرت هذا العام أعمالا قوية ومختلفة بعد موجة الإعلانات التي بدأت مبكرا على القنوات الفضائية، لكن ما حدث أن خيبات كبيرة أصابتها بعد العرض.. حيث لم تستطع الأعمال معالجة الموضوعات التي تناولتها بشكل منطقي، وفاضت الكوميديا عن حدِّها، واستمر تفصيل الأعمال على مقاس النجوموكالة الانباء الالمانية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram