TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مكتب مكافحـة المخدرات:العراق مصـدر رئيـس لإنتاج وتصديـر المخدرات إلى الجوار

مكتب مكافحـة المخدرات:العراق مصـدر رئيـس لإنتاج وتصديـر المخدرات إلى الجوار

نشر في: 22 أغسطس, 2010: 08:24 م

 بغداد/ هشام الركابي تشكل ظاهرة تعاطي المخدرات في العراق احدى الاخطار المحدقة بمستقبل شبابه، نظرا للنتائج السلبية المترتبة على زيادة متعاطيها.وتنفق حكومات دول اوربا وامريكا الشمالية والجنوبية، فضلا عن قارة اسيا وافريقيا مئات الملايين من الدولارات سنويا كحملات اعلامية متتابعة للحيلولة دون تعاظم مخاطر المخدرات،
 وفق ما اعلنته تقارير دولية، لكن في العراق لا تزال هذه الظاهرة تستفحل كالسرطان في جسد المجتمع، مع الامكانات المحدودة للاجهزة الامنية في السيطرة على عملية دخولها الى البلاد، ومطاردة مروجيها.مصدر في مكتب مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية اوضح لـ(المدى) أن العراق أصبح مصدرا رئيسا لإنتاج وتصدير المخدرات إلى دول الجوار من خلال زراعتها في عدد من المحافظات العراقية، بعد أن كانت البلاد ممراً لنقلها من الدول المنتجة إلى الدول المستهلكة لها.واضاف إن الانفلات الأمني الذي شهده العراق كان الانطلاقة الحقيقية لتنامي ظاهرة تعاطي وتجارة المخدرات في البلاد، والتي ازداد شيوعها عام 2009.واوضح أن وزارة الداخلية اكتشفت عدداً من الاماكن التي تزرع فيها المخدرات بالمحافظات التي تشهد وضعا امنياً ساخناً، مثل نينوى وديالى وذي قار، إذ تم ضبط مزارع لنبتة تسمى (الداتورة).وأشار الى أن الوزارة ضبطت اشخاصا من جنسيات مختلفة في العراق لهم علاقة بتجارة المخدرات متوقعاً أن يكون هؤلاء الأشخاص الموّردين الأساسيين المسؤولين عن ادخال تلك المواد إلى العراق.وتفيد التقارير الرسمية بأن عدد المتعاطين والمتاجرين والمروجين والمهربين للمخدرات في البلاد عام 2003 كان لا يتجاوز 321 شخصا، الا ان اعدادهم تنامت خلال السنوات الست الماضية حتى وصلت عام 2009 الى 1415 شخصا ليتحول العراق من معبر لهذه المواد الى منتج ومصدر لها.وتنتشر تجارة المخدرات في منطقتي الفرات الاوسط وجنوب العراق، وبغداد، بحسب ما اعلنه مراقبون لـ(المدى).ناصر حبيب وهو ناشط في مجال حقوق الانسان بمحافظة ميسان قال تعد المحافظة من اكثر مدن العراق انتشارا لظاهرة تجارة المخدرات، وهناك العديد من العصابات المختصة بهذا الشأن، لكن من الصعب تتبعها او الاصطدام بها، نتيجة للقوة المادية وكثرة افرادها المسلحين، ما يجعل من المستحيل مطاردتها او تسليط الضوء على تصرفاتها، في النشاطات التي نقوم بها كمنظمات مجتمع مدني، خوفا من عمليات انتقامية قد تواجهنا.واضاف حبيب: طول حدود المحافظة مع الجارة ايران، واستحالة السيطرة على عمليات تسلل المهربين وتجار المخدرات ادى ذلك الى ان تكون ميسان من اكثر المدن نشاطا لتجارة المواد المخدرة، وتأتي بعدها محافظة البصرة، وكذلك فأن نسبة متعاطيها بدأت بالازدياد، ما يضع مستقبل شبابنا على المحك. ويشير صاحب شركة نقل الوفود والزائرين الى العتبات المقدسة مرتضى حميد الى ان بعض الاشخاص ينتحلون صفة زوار، لكنهم في الحقيقة مروجو مخدرات، واضاف: كان العراق في الماضي دولة مرور للمخدرات من دول الإنتاج الى دول الاستهلاك، اما في الوقت الحاضر فقد أصبح العراق في مصاف دولة الاستهلاك للمخدرات، فكما هو معلوم، فأن افغانستان تعد الدولة الاولى في زراعة وانتاج المخدرات على مستوى قارة اسيا، وتقوم بتصريف بضاعتها الى دول الخليج وشمال افريقيا، عن طريق العراق باعتبار ان طريق الحرير الذي تمر منه الى تلك الدول يبدأ من ايران ثم العراق لينتشر الى دول اخرى، غير ان هذا الطريق قد تحول، وبالاخص قبل سنوات، اذ اصبحت البلاد من الدول المستهلكة، وتدخل المواد تلك عن طريق اشخاص ينتحلون صفة زوار، وهذا ما عرفنا به من خلال اختلاطنا بالزوار الايرانيين، لذا نشاهد ان انتشار المخدرات بدأ من المحافظات التي توجد فيها المراقد المقدسة واشخاص من جنسيات مختلفة يحمل بعضهم المخدرات بغرض التجارة المربحة.الباحث الاجتماعي منصور الراوي قال لـ(المدى): تأثير تعاطي المخدرات على المجتمع لا تظهر بصورة سريعة، بل انها على درجات، تبتدئ بامتناع الشباب عن العمل ومحاولة جني الاموال بأية طريقة، ومن ثم انتشار الجريمة، واصابة اهم شريحة في المجتمع بخلل وتعطيل كبير لدوره.واضاف: هذه العملية تأخذ وقتا، وان استمرت اوضاع شبابنا في عدم الامتناع عن تناول المخدرات وقلة فرص العمل فأن الجريمة ستنتشر بصورة كبيرة لا محالة، لذا فأن على الجهات الامنية المختصة، والحكومة المقبلة العمل على منع تجارة المخدرات بكافة الطرق وتوفير فرص عمل للشباب كي لا يجدوا في تعاطي المخدرات سبيلا لهم على مواجهة مصاعب الحياة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram