 أربيل /آكانيوز تشير المصادر الرسمية الى ان نسبة الاصابة بالعقم بين مواطني اقليم كردستان شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الاعوام الاخيرة، ويشير عدد من الاطباء المتخصصين بالولادة وأمراض العقم الى ان تلوث البيئة ونوعية الاطعمة والاوضاع النفسية للمواطنين لها تأثيرات كبيرة في الاصابة بالعقم.
ويقول الدكتور دلير نوري رشيد، المتخصص بالامراض النسائية والاطفال والعقم :ان "هناك نوعين من العقم، الاول الا يرزق الزوجان باطفال مطلقاً، او الا ترزق الزوجة باطفال على الرغم من انها لاتزال في عمر يسمح لها بالانجاب، ويطلق على الحالة العقم الابتدائي، وتطلق تسمية العقم المتوسط على  المرأة التي  رزقت بطفل او اكثر ثم توقفت عن الانجاب، او تجاوزت عمر الانجاب.وبشأن اسباب العقم، يقول الدكتور رشيد ان "اسباب العقم تكون اما ناتجة عن الرجل او المرأة او الاثنين معاً، ويكون الرجل سبباً لحالات العقم بنسبة 50%، و25% من الحالات يكون الزوجان فيها سبب العقم، وغالباً ما يدور الحديث بشأن العقم، ان المرأة هي السبب، الا ان العلم كشف عن ان الامر غير صحيح، فكلا الزوجين مسؤولان عن حالات العقم".  ويضيف ان "التوصل لاسباب العقم يحتم اخضاع الزوجين للفحوصات المختبرية، ولا يتضح الامر إذا تم اخضاع المرأة فقط للفحوصات وكأن الرجل سليم ولا يعاني اية مشكلات صحية، او العكس، وهنا اشير الى ضرورة الاطلاع على التاريخ الطبي لكلا الزوجين، وبشكل خاص العمر ومدة الزواج". ويكشف رشيد عن ان "20 % من حالات العقم تعود الى مخاوف المرأة والرجل من عدم تمكنهما من انجاب الاطفال، ويعد هذا الامر سبباً رئيساً للاصابة بالعقم.من جهتها، تقول الدكتورة عطية حمه سعيد، رئيسة قسم المرأة في مستشفى "رزكاري" واخصائية أمراض النسائية والولادة ان "العقم ظاهرة عالمية، ونسبة الاصابة بها تشهد تزايداً مستمراً في العراق واقليم كردستان، وتشير الاحصائيات المتوفرة لدينا الى ان نسبة العقم في اقليم كردستان ازدادت من 23% لتصل الى 38%، ومن تلك النسبة بالامكان ايجاد معالجات سهلة لـ 10% فقط". وتؤكد الدكتورة عطية، المستشارة الصحية في مجلس وزراء اقليم كردستان ان "غالبية اسباب العقم تعود الى الرجل". وتكشف عن ان "السبب الرئيس للعقم يعود الى تلوث البيئة، وتناول الاغذية المعلبة والمحفوظة لمدة طويلة في الثلاجة كاللحوم والفواكه، فضلاً عن التهاب المجاري البولية لدى الرجال، والتهاب المبيض لدى النساء، كلها اسباب تمنع الانجاب وتؤدي الى العقم".وتلفت سعيد الى ان "هناك 6 آلاف حالة عقم يراجع اصحابها باستمرار طلباً لعلاجات شافية من المرض"، مشيرة الى انه "غالباً ما يتلقى الزوجان في اقليم كردستان علاجات خاطئة لحالات العقم من لدن الاطباء، كتناول العقاقير غير المناسبة او اجراء العمليات غير الناجعة مما يحدث تأثيرات سلبية في الرجل والمرأة". وتشير احصائيات مركز العقم في مستشفى الولادة بمدينة اربيل الى ان حالات العقم آخذة بالازدياد، حيث يتم فتح (200-500) ملف جديد سنوياً لتلك الحالات في المركز، وبالتالي يكتشف الزوجان بعد الفحوصات انهما يواجهان حالة العقم.وبحسب الاحصائية التي اجراها المركز المذكور عام 2008، تم تسجيل نحو 427 حالة عقم جديدة سببها الرجل والمرأة، وفي عام 2009 تم الكشف عن 476 حالة عقم من مجموع 2565 رجلاً وامرأة ممن يراجعون مركز العقم.ويقول الطبيب المختص بالامراض النفسية سامان حلبجيي ان " العقم في مجتمعنا ليس مشكلة الرجل والمرأة حصراً، بل ان الاشخاص المحيطين بهما يمارسون ضغوطات ضدهما بسبب عدم انجابهما".ويؤكد ان "المرأة غالباً ما تلجأ الى عدد من الاطباء المتخصصين، الا انها لا تجد العلاج الناجع لها، مما يجعلها عرضة لشتى الحالات النفسية وتشعر بمخاوف شديدة نتيجة عدم قدرتها على الانجاب، وبالتالي تكون عرضة للقلق والامراض النفسية لشعورها باحتمالية زواج زوجها من امرأة ثانية، وانتهاء علاقتها بالتفريق". ويشير الطبيب النفسي الى ان "الرجل والمرأة يتحتم عليهما اثناء مواجهتهما حالة العقم ان يناقشا الامر بروية فيما بينهما، وان يقوما بزيارة طبيب نفسي لمساعدتهما في تجاوز ازمتهما".