فرات إبراهيمعلى الرغم من ان قناة البغدادية هي المسؤول الأول والأخير عما يعرض من أعمال على شاشتها وان تكون للرقيب حظوة وتواجد في الأعمال التي غالبا ما تخص الأحداث التاريخية ومدى صحتها ومطابقتها إلى الواقع الا ان هذا الأمر لا يبرئ مؤلف العمل الذي وقع في أخطاء (كارثية) من أحداث المسلسل العراقي (قنبر علي )
على الرغم ونحن في الحلقات الأولى من هذا المسلسل مما شكل ثغرة كبيرة بين المشاهد وما عيش من أحداث لم يمتد وقتها الى زمن بعيد مما يشكل هذا الأمر فقدان المصداقية في التعامل مع الحدث التاريخي لتصبح علامات الاستفهام تجول حول صدقية البغدادية في كل برامجها ، حالها حال أية وسيلة إعلام، لا تعتمد الدقة والموضوعية في برامجها، ومن دون أدنى شك أن موافقة صاحب القناة على بث مسلسل يزخر بالأخطاء وعلى النحو الذي شاهدناه في الحلقات الخمس الأولى، يعني أن الكثيرين سيضعون خطاب هذا المنبر الإعلامي بين هلالين، ويستخدمون باستمرار التشكيك وعلامات الاستفهام في كل ما يشاهدونه من خلال شاشة البغدادية.وهنا بعض ما تم رصده من أخطاء تضمنتها الحلقات الخمس الأولى من هذا المسلسل اولا : غالبا ما يتحدث ابطال المسلسل ومن خلال لقاءاتهم عن معاناة العراقيين من الحصار وما جره من ويلات على هذا الشعب بينما الأحداث التي نشاهدها في المسلسل تجري في مرحلة الثمانينيات وان قرار الحصار على العراق حصل في 2/8 1990 ثانيا : كلنا يعلم وخاصة من خدم في دوائر الدولة في فترة الثمانينيات وبالأخص منهم من خدم في السلك التربوي بان قيمة الراتب في ذلك الوقت لا تتجاوز ال200 او 300 دينار فقط بينما نرى في المسلسل الفنان طه علوان وهو يتحدث عن ضعف راتبه الذي لا يتجاوز الأربعة آلاف دينار ثالثاً : في الحلقة الثانية يذكر المؤلف أن مجموع إيرادات (المطحنة) موضوع الخلاف هو (ألف دينار) في الشهر، وفي الحلقة الرابعة يطفر الى (عشرة آلاف دينار) في الشهر، وفترة الأحداث مع وجود المحامي لا تتجاوز الأسبوع، فكيف حصل هذا المتغير الكبير في الأرقام، وفي الوقت نفسه فإن راتب المدرس (أربعة آلاف دينار). رابعاً : يقع المسلسل في خطأ تأريخي لا مثيل له، عندما يزج المسلسل تلاميذ المدارس ومدرس التأريخ في قضية دخول الكويت الذي صادف (2/8/1990) والجميع يعرف أنها العطلة الصيفية، في حين يظهر المدرس وهو يكتب على السبورة (2/8/1990) بحضور الطلاب، وهذا أمر أضحك الجميع فهل حصل في تأريخ العراق، أن ذهب طلبة إلى المدارس في العطلة الصيفية وفي شهر آب تحديداً. خامساً : هل يعقل أن يقدم صاحب مطحنة (رشوة) الى أثنين من الفرقة الحزبية بمبلغ نصف مليون دولار في عام 1990، وهو مبلغ طائل جداً في ذلك الوقت، وبإمكان صاحبه شراء المطحنة نفسها او شراء عشرة مطاحن في وقت واحد كذلك فان الحزب لم يملك صلاحيات مثل هذه ولم تكن لديه القوة لفرض رأيه على وزارات يشغلها أقارب او أخوة رئيس النظام المبادسادسا: في المقهى وحينما يدور الحوار بين اثنين من الممثلين نستمع إلى إحدى أغاني الفنان صلاح حسن وهي أغنية حديثة أنتجت في العام 1999مع العلم ان الأحداث التي يدور فيها هذا المشهد في فترة ما قبل دخول العراق الكويتنرى بطل المسلسل (أياد راضي) يصول ويجول ويرتكب الجرائم ويهدد الحزب في ذلك الوقت ، بينما نرى إغفال دور أجهزة الاستخبارات و دور الأمن الذي كان عصا النظام الغليظة في القبض على اي شخص وإناطة مهمة البحث عنه للحزب فقط وهذا أمر لا وجود له في الواقع فالفرق الحزبية لم تكن سوى واسطة للكتابة إلى أجهزة الأمن والاستخبارات ولا تملك سلطة إلقاء القبض فضيحة الأخطاء في ( مسلسل قنبر علي ) الذي تبثه قناة ( البغدادية ) تجاوزت جميع الاشتراطات ، وأنطلق في خطاب يسخر فيه من المشاهدين العراقيين بطريقة غير مسبوقة من ثقافتهم وحياتهم والأحداث التي عاشوها وعيش وشوف!!!الملاحظة الأخيرة قد يجدها البعض تجنيا على المخرج وأدوات عمله لكن الغريب في الموضوع أن كل المشاركين في هذا العمل يحتسون الخمر وبالأخص (العرق) ولم نشاهد ممثلا واحدا يشرب البيرة او الويسكي وكأنها دعاية لهذا المشروب العتيق حيث يمكث في كل الجلسات الأبطال وهم يتناولون الأبيض وكأنه شربت فرات وعسى أن لا تكون عبارتي الأخيرة هي دعاية أخرى لاسم كاتب هذا المقالrn
مسلسل( قنبر علي) يغوص في الأخطاء التاريخية والاجتماعية
نشر في: 24 أغسطس, 2010: 05:41 م
جميع التعليقات 1
احمد محمد
بس ملاحظة صغيرة حول المسلسل السيارات الموجودة في المسلسل كلها حديثات موديلات حديثة وهي عود بسنة 1990 مسوينها هذا خطأ فادح في المسلسلة سيارات موديل 2008 وموديل 2010 بسنة 1990 اني هذا الشي المدوخني