وائل نعمة......... تصوير أحمد عبدالله الساعة الثانية ظهرا ولا حاجة لأن أقول لكم ماذا يحدث في هذا الوقت خصوصا اذا كنت تسكن في الطابق الرابع في  عمارة تتكون من العدد نفسه، وشقتي تقع بجوار الشمس! او هكذا اشعر! ففي درجات الحرارة المتصاعدة تتضاعف المعاناة مع وجودي بين أربعة أطفال وزوجة لا تكف عن الكلام، والطلبات لا تهدئ وتيرتها، أين الخضار؟ اين الرز؟ اين حليب الأطفال، اين الماء؟
 وأخيراً الكهرباء انقطعت! سكنت الأصوات وانقطعت الأسئلة، انتظرنا طويلا ولكن لم نسمع صوت المولدة الكبيرة وهي تبعث دويا وسوادا يملأ الجو! تكلمت من جديد، "روح لابو المولدة "، نفذت الامر ووضعت "الخاولي " المبلل على رأسي، وصلت الى "ابو حسام " الرجل الضخم الذي تلطخت "دشداشته " بالدهن الاسود ويتصبب عرقا، ترددت قليلا قبل ان اسأله لان وجهه لم يكن مشجعا على ان استفسر منه عن سبب عدم تشغيل المولدة! التفت الي وقال " لا تسألني ماكو  كاز "!"ابو حسام " مسؤول عن اكثر من خمسين عائلة، قاموا بسحب خطوط من مولدته الضخمة التي ومع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد الحمل على المولدة الواحدة  دعمها باخرى فأصبح لديه أكثر من 1000 (كي في)، هو يدرك ان الاهالي يكيلون له الشتائم في السر والعلن  لانه قام باطفائها، لكن له اسبابه الموضوعية التي يسوقها لنا " الكاز اكثر المعوقات التي تحول دون عمل المولدة بشكل صحيح إضافة الى التخوف من انفجار المولدة بسبب الحرارة العالية، ونحن الان نعاني من شحة المياه أيضاً، لتبريد المولدة ".rnانفجار المولدات وفي الآونة الأخيرة شهدت بعض مناطق بغداد والمحافظات حوادث جراء  انفجار المولدات الاهلية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فقد استشهد عدد من المواطنين بحي الشعب واصيب اخرون بجروح جراء انفجار مولدتين اهليتين متجاورتين وقد ادى  الانفجار الى احداث حريق كبير، يذكر ان المنطقة كانت قد شهدت قبل ايام حادثاً مماثلاً نتيجة انفجار مولدة اهلية أيضاً. وكذلك قتل عشرون شخصا في الأقل وجرح العشرات في انفجار هز مدينة البصرة، واشارت التقارير إلى أنه نجم عن انفجار مولد كهرباء وسط احد الأسواق في مركز المدينة. كما وقع الانفجار في وقت سابق في  سوق العشار المزدحم وسط البصرة، وقالت الشرطة هناك إن الانفجار نجم عن سوء عمل أحدى مولدات الطاقة الكهربائية في السوق.ومن جانبها ترمي الدفاع المدني باللائمة في حرائق المولدات على "أصحاب المولدات " التي "لم تستمع لعشرات التحذيرات التي أطلقوها من خطورة الربط العشوائي للاسلاك".rnالارتفاع الطردي "أم محمد " من سكنة حي الجهاد تشكو من سوء عمل المولدة الخاصة في المنطقة وتلخص كلامها في " رفع اجور الامبير من 12 الف دينار في الشتاء الى 15 الفاً ومن ثم اصبح الان 18 الفاً "، صاحب المولدة يرفع الاجور ثلاثة آلاف بشكل طردي مع ارتفاع درجات الحرارة، هذا بالاضافة الى انه سحب كل الماء من المنطقة لانه يضع " مضخات الحرامي "، وكذلك اهالي المنطقة يشكون من الانقطاعات المتكررة بذريعة ان المولدة سخنت ويجب إطفاؤها.الكثير من اصحاب المولدات يحملون وزارة النفط مسؤولية ارتفاع اسعار "الامبيرات "، كما يشكو عدد من اصحاب الفنادق عدم كفاية "الكاز " المجهز من قبل الوزارة وتاثيره على عملهم وعلى مستقبل قطاع الفنادق في البلاد، حيث يقول " مصطفى " مدير فندق اطلس " لدي اكثر من مولدة وبسعة 350 (كي في) والحصة التي نأخذها من الوقود نحتاج الى ضعفها لمواصلة عملنا "، زبون الفنادق،خصوصا في اوقات الصيف، اكثر شيء يحتاجه التبريد المستمر في الغرفة لذلك أصحاب الفنادق يحرصون على تشغيل المولدة 24 ساعة لجلب الزبائن. "مصطفى " يستهلك في المولدة شهريا قرابة 15 الف لتر بينما ما يأخذه من وزارة النفط يصل الى 7 آلاف لتر شهريا. rnفوضى ورشاوى بعض اصحاب المولدات يعانون من مشكلة الحصول على الوقود المخصص من قبل وزارة النفط بسبب عدم التنظيم في منافذ التجهيز، حيث يقول " ابو حاتم " صاحب مولدة اهلية في شارع فلسطين " العمال القائمون على تجهيز الوقود في المحطات والمستودعات يتعمدون التأخير حتى يحصلوا على مبالغ "رشوى" مقابل سرعة العمل في التجهيز، والا نتاخر في الحصول على الكاز "، فيما شكا آخرون من قضية تجديد الدفاتر الخاصة بالتجهيز التي يقول عنها " حيدر " وهو يحاول تشغيل المولدة بعد انقطاع الكهرباء " كل صاحب مولدة يملك دفتراً خاصاً يذكر فيه كمية الوقود المجهز، وهذا الدفتر يجدد كل فترة وعند المراجعة أحياناً نتأخر شهرا او اكثر مما يؤدي الى توقف تجهيزنا بالوقود وبالنتيجة سنقوم بقطع الكهرباء  عن المواطن "، في حين "سجاد " صاحب مولدة في منطقة السعدون يفضل الحصول على "الكاز " من السوق السوداء ولا يفضل ان يحصل على حصة الوزارة، حفاظا على الوقت والتخلص من الروتين وبالإضافة الى عمله بصعوبة الحصول على دفتر التجهيز، حيث يقول " لدينا مولدة أخرى في منطقة