البصرة / واعبالرغم من الارتفاع المفرط في درجات الحرارة التي يعاني منها أهالي البصرة وفي ظل غياب الكهرباء وما رافق ذلك من غلاء بأسعار المواد الغذائية فقد استقبل أهالي تلك المحافظة شهر رمضان المبارك وفق الطقوس والتقاليد التي حرصوا على أحيائها وعدم التخلي عنها إضافة إلى البحث عن منافذ أخرى لقضاء أيام رمضانية تتحدى كل الظروف القاسية المحيطة بها.
طقوس عن أجمل طقوس رمضان التي مازالت حاضرة في البصرة رغم الصعوبات التي يواجهها أهالي المحافظة تقول المهندسة أزهار نوري: تواصل سماع صوت (ابو طبيلة) المسحراتي وهو يجوب الأزقة والأحياء البصرية رغم الظلام الذي عادة ما يخيم على اغلب شوارعها مساء وفي وقت السحور، وأضافت ازهار : ولكن هناك طقوساً بدأت تتلاشى مثل ابتعاد الناس عن التزاور او تبادل اطباق الأطعمة والأكل خلال وقت الفطور، هذه العادات اختفت بسبب مشاغل الحياة وأصبح الصائم يفضل البقاء في المنزل بعد الفطور. عن الأكلات والحلويات التي تشتهر البصرة باعدادها وتحضيرها في ذلك الشهر المبارك تقول ام خالد (ربة بيت) : تشتهر البصرة بأكلة (اللكيمات) وتسمى لقمة القاضي ونحن نعدها في البيت وهناك عوائل تشتريها وكذلك الزلابية والبقلاوة وأنواع من الشرابت الى جانب اكلات كثيرة اخرى نحرص على إعدادها لهذا الشهر. ويرى الطالب حسن توفيق: ان ليالي رمضان تغريه كثيرا فيتجول مع اصدقائه في الجزائر او الجبيلة اضافة الى المتنزهات ومدن الألعاب التي تقضي فيها جميع العوائل البصرية سهرتها الرمضانية. سفينة السلام التي تنطلق مرتين في الاسبوع برحلة مسائية في شط العرب قبل رمضان أعلنت عن برنامج لإحياء ليال رمضانية فيها، يقول فؤاد الرهيف احد المسؤولين في ادارة الباخرة: نحن نعد لإقامة ليال خاصة برمضان تتضمن نشاطات عدة على متن السفينة وذلك بعد الافطار بساعة وحتى ساعات متأخرة من الليل. ومن العصائر التي يقبل الصائمون كثيرا على تناولها في البصرة، النومي بصرة وقد عرف السيد ابو حميد الرويمي كأفضل بائع نومي بصرة منذ 16 عاماً، يقول الرويمي: اصبح بائعو نومي بصرة كثيرين لكن اغلبهم يغش بالعصير لأنهم يضيفون للسكر دبساً ثم لا يقومون باعداد النومي بصرة بالطريقة الصحية والصحيحة والتي تضفي طعماً ونكهة خاصة على الشراب الذي أصنعه اذ انني اغسل النومي وأضعه في علبة كبيرة مهيأة لاستيعاب كمية كبيرة من النومي، ثم اقوم باضافة الماء اليه عصرا حتى الصباح وبعدها افرغ العصير من العلبة وأضيف له ثلجاً وسكراً وماء بدون استعمال الأصباغ حتى يبقى العصير محافظاً على لونه الطبيعي، وفي رمضان احضر عدداً اكبر من العلب والأواني الجاهزة للعوائل (سفري) بينما معظم بائعي النومي البصرة يقومون بتسخين العصير مما ينقل مرارة البذرة في الثمرة الى العصير. يتحسر ليث خليل على مائدة الصائم البصري (مال أيام زمان) يقول: الخير راح مع أهله وكما كانوا يقولون الصيف ابو الفقير في زمان كان فيه طعام الصائم يشتمل على تناول الرقي والرطب واللبن في حينها كان ( يسوى أكل الدنيا كله) اما الان فلم يعد الصيف ابا للفقير بعد ان صار سعر الرقي يتجاوز الستة او السبعة آلاف و كيلو الرطب أربعة او خمسة آلاف فالاسعار أصبحت ناراً في البصرة، (يا فقير اللي يكدر يا كل مثل قبل) خاصة إن أجواءنا الحارة تتطلب تناول هكذا نوعية من الطعام البارد. احمد سعدون الذي يعمل موظفا في احدى دوائر الدولة يرى ان غلاء الأسعار أصبح أمراً معروفاً قبل حلول شهر رمضان لان العائلة تتسوق بالجملة استعدادا لذلك الشهر الكريم والتجار يستغلون ذلك الموسم، كما أن البيت البصري لم يعد بمقدوره ان يجهز احتياجاته الغذائية قبل رمضان كالسابق لانها ستفسد حتما جراء ارتفاع درجات الحرارة والانقطاع المستمر في الكهرباء وبالتالي سيضطر رب الاسرة الى شراء الغذاء كل يوم بيومه وهذا ما زاد من جشع بائعي اللحوم والخضر في السوق.