TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > رمضان ومقاهي بغداد أيام زمان..

رمضان ومقاهي بغداد أيام زمان..

نشر في: 24 أغسطس, 2010: 07:43 م

كانت الخيارات المتاحة امام المواطن البغدادي لقضاء وقت فراغه، متعددة ابان ثلاثينيات القرن المنصرم وما تلاها من عقود، حيث تتعدد الاماكن ما بين ناد ومقهى، وفي ايام رمضان التي تكتسب طابعا خاصا، تأخذ المقاهي حصة الاسد في البيئة البغدادية.
والمقاهي في بغداد قديمة، واول ذكر لوجودها في اواخر القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، والمقهى هو المكان العام الذي يؤمه بعض البغداديين، اما للتسلية او للقاء الاصحاب والاصدقاء وقضاء الوقت، وهي اشبه بنواد عامة، ولاتكاد تخلو محلة او منطقة في بغداد من وجود مقهى ولاسيما قبل ربع قرن، وكان لرمضان حضور بهي في تلك المقاهي حيث تجري وقائع اكثر من وسيلة للتسلية، كلعبة الدومينو والطاولي واكثرهن ممارسة في رمضان لعبة المحيبس التي تشكل لوحدها مملكة لها تقاليدها وفيها اساطين مهرة سجلوا اسماءهم في تاريخ اللعبة، والمحيبس توثق العلائق بين لاعبيها المنتمين لمناطق مختلفة من بغداد، فضلا عن توفيرها المتعة لهم عبر حماس وتعليقات المتبارين، على خلفية من الغناء التقليدي البغدادي الاصيل المتمثل بالمقام العراقي والمربعات البغدادية، ويجري كل ذلك في فضاء من الحميمية توفره المقهى التي تحتضن روادها الدائميين، ولاتخلو اي من مقاهي بغداد، صغرت ام كبرت، من تلك النشاطات.. واقدم مقاهي بغداد كان مجاورا لخان بغداد المشهور بخان جغالة زاده باشا والي بغداد بحدود سنة 999هـ/1590م، والمعروف عند البغداديين بخان جغان، وكان موضع هذا المقهى على اقرب الاحتمالات مكان خان الكمرك المقام جنوب المدرسة المستنصرية، وكانت على بابه بعض الكتابات كان قد شاهدها بعض الباحثين، وكان يستخدم في المقهى غلمان ملاح ملابسهم فاخرة، يقومون بتقديم القهوة وتسلم اجور المقهى، وكانت الموسيقى تعزف فضلا عن توفر بعض وسائل التسلية واللهو، وقد سميت بالقهوة او المقهى لان مادة القهوة كانت تحضر للزبائن وهي من المشروبات الحديثة التي دخلت مدينة بغداد. وبعد مقهى خان جغان انشىء في بغداد مقهى اخر عرف بمقهى حسن باشا والي بغداد، وقد شيد هذا المقهى قريبا من نهر دجلة والارجح انه كان الى جنوب جامع الوزير الواقع في سوق السراي وبالضبط في سوق السراجين. وكان هناك مقهى يعرف بمقهى وهب خلف جدار وزارة الدفاع الجنوبي وكانت هذه من المقاهي المعروفة بروادها ونظافتها وهي في محلة البقجة (تعني الحديقة) وقد زالت، وحل محلها بناية مصلحة اسالة الماء ثم شغلتها احدى دوائر وزارة الدفاع. ومن المقاهي المشهورة القديمة مقهى عزاوي في سوق الاحمدية بالميدان، وكان يعرض في هذا المقهى القره قوز (خيال الظل) في ليالي رمضان، كما كان يغني في هذا المقهى المغني نجم الشيخلي واحمد الزيدان وهما من رواد المغنين في بغداد، كما كان الى جوار باب وزارة الدفاع الحالية من ناحيته الجنوبية، مقهى يعرف بمقهى (كل وزير) بين باب المعظم والميدان، وكان يرتاد هذه المقهى طبقة راقية من المجتمع البغدادي، وكنت لاتجد في هذا المقهى الطاولي ولاالدومينو وقد ادخلت ارض هذه المقهى ضمن ابنية وزارة الدفاع.ومن المقاهي المعروفة في اواخر العصر العثماني مقهى القرائخانة وهي في باب المعظم وكان الى جوار باب السجن وموقعها معروف اليوم جزء من وزارة الصحة. وهناك في المنطقة بين باب المعظم والميدان مقاه عدة، منها مقهى الحاج محمود مقابل وزارة الدفاع، و مقهى لطيف ومقهى احمد كلك وقد زالت هذه المقاهي بسبب تنظيم وزارة الدفاع او بناء المكتبة الوطنية الحديثة في منطقة باب المعظم.وكان هناك مقهى بجوار المدرسة المستنصرية بل هي جزء من ارض المدرسة عرف بمقهى المميز على رأس جسر الاحرار، وكان من الذين يقدمون فيه اغاني المقامات العراقية المغني العراقي الرائد احمد زيدان، وهناك مقهى الخفافين عند جامع الخفافين ولايزال هذا المقهى قائما في سوق الخفافين، ومن مقاهي بغداد المشهورة مقهى الزهاوي وقد عرف بهذا الاسم لان الشاعر الزهاوي على مايبدو كان يرتاد هذا المقهى، كما سمي المقهى الذي في الاعظمية في محلة السفينة بمقهى الرصافي لان الرصافي الشاعر الكبير كان يرتاد ذلك المقهى. ومن مقاهي بغداد التي تذكر مقهى عارف اغا الذي يقابل مقهى الزهاوي في شارع الرشيد، ومقهى حسن عجمي وهو من المقاهي البغدادية الجميلة ويرتاده المعلمون والمدرسون ويمتاز بتراثه البغدادي، والى جنوب مقهى حسن العجمي، مقهى البرلمان الذي كان يرتاده معظم زوار بغداد والى جنوب مقهى البرلمان وفي الجانب الشرقي من شارع الرشيد يقوم مقهى خليل، وكان للتجار مقاهيهم الخاصة في شارع البنوك، ومن اشهر تلك المقاهي مقهى العنبار، حيث طبقة التجار ولم نجد لتلك المقاهي اليوم من اثر، وفي محلة المربعة مقهى معروف يعرف بقهوة المربعة وهو مايزال يستقبل رواده، وهو مطل على شارع الرشيد في ركنه المعهود وتعرف ايضا عند الخاصة بمقهى ملا حمادي.وكان هناك مقهى السويسرية في شارع الرشيد في منطقة المربعة ومقهى البرازيلية وهو من المقاهي القديمة ويعود تاريخه الى الاربعينيات ويؤمه طبقة من المثقفين. وفي منطقة باب الشيخ كان هناك مقهى راس الساقية، مقابل جدار جامع الشيخ عبد القادر، يقوم على ساحة الكفاح (شارع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram