بغداد/ إيناس طارق ساعات الفجر الأولى في بغداد تشهد عادة انطلاق عشرات الأطفال والمراهقين بحثا في النفايات وهم بعيدون عن كتبهم وحقائبهم ومقاعد الدراسة والرقيب، فضلا عن امتهان هذا " العمل" مئات النساء اللواتي تكلفن بمسؤولية عيش أولادهن بعد أن فقدن أزواجهن بسبب
الحروب التي خاضها النظام السابق والعمليات الإرهابية التي تلت سقوطه في التاسع من نيسان 2003 . أكرم البالغ من العمر 13سنة يخرج فجر كل يوم (بحثاً عن الرزق) على حد تعبيره، فهو المعيل الوحيد لإخوته الصغار وأمه بعد أن فقد أباه في انفجار سيارة مفخخة العام الفائت، يقول أكرم :العمل على تجميع مخلفات القناني الغازية وقطع النايلون شاق جداً، وليس بالعمل السهل كما يتصوره البعض، فتجميع كل كيلو من القناني الفارغة مقابل 1250 ديناراً فقط، وهو أيضاً لا يخلو من الخطورة فقد تعرض الكثير إلى الإصابة بسبب انفجار العبوات الناسفة المخبأة في أكوام النفايات أو التي يضعها المسلحون في الصباح الباكر على الجزرات الوسطية أو زرعها بالقناني الفارغة حتى لا يكتشف أمرها.وتلاقي مهنة جمع القناني وقطع البلاستك من النفايات منافسة عالية بين ممتهنيها فيقول حبيب 17 سنة: بسبب كثرة الممتهنين وتزايدهم أصبح هنالك تنافس كبير ،فنقوم بالتسابق إلى أماكن كثرة هذه النفايات بغية الحصول على أوزان أكثر من التي يحصل عليها أقراننا لنبيعها بالسوق مما يشكل لنا دخلاً بسيطاً،وقد تظهر في بعض الأحيان مزايدات على بعض أكوام القمامة التي تنقلها السيارات وتتم المزايدات بين المشرفين على رفعها وأصحاب المعامل أو المستفيدين من هذه النفايات ، حيث تباع حمولة السيارة لليوم الواحد بمبلغ 50 ألف دينار.يقول احد سائقي سيارات نقل النفايات من الحاويات إلى المكابس الخاصة :هذه المهنة الطارئة على المجتمع أختص بها الأطفال والنساء من الشرائح الفقيرة بل والمعدمة من الذين يسعون لتغطية نفقات عائلاتهم ومعظمهم يعيش في مناطق تعاني الإهمال مثل سبع قصور، والعبيدي والكثير من المناطق الفقيرة الأخرى،ويعتبرون من العوائل المسحوقة اقتصادياً وقد جعلتهم هذه المهنة يمارسون عملهم بعيدا عن مناطق سكناهم.التفاصيل ص7
أطفال وأرامل يبحثون عن الأحلام بين النفايات
نشر في: 24 أغسطس, 2010: 09:19 م