فرات ابراهيمسؤال قد يخطر في بال احد منا هو لماذا تبقى بعض الشخصيات في الاعمال الدرامية راسخة في ذاكرة المشاهد وعلى الرغم من تكرار اعادتها فانها تمتلك سحرا يشد المشاهد اليها من دون ملل اوكلل ومع ان بعض هذه الشخصيات قد تبدو مساحتها في الفعل الدرامي
غير مؤثرة الا انها مع مرور السنين على بثها أول مرة تحقق ذات الابهار لدى المشاهد وربما اكثـر بكثير ..هذا مايحصل مع عدد من الشخصيات الفنية بادوارها المؤثرة فهل تستطيع يوما ما نسيان شخصية (حجي راضي)و(عبوسي)و(عذافة) وغيرها من الشخصيات راسم الجميلي : ابو ضويةحدثني الفنان المرحوم راسم الجميلي في حوار معه قبل وفاته مستذكرا تلك الايام :شخصية (ابو ضوية) وقال بقدر مامنحتني من نجاح جماهيري الا انها كانت سبب ارقي وعصبيتي في حينها لم استطع ان امشي في الشارع من دون ان اسمع مئات التعليقات من هذا وذاك ووصل بي الامر ان اذهب الى البيت متخفيا ..ويستطرد مستذكرا تلك الايام بالقول باني كنت ضمن فرقة 14 تموز المسرحية وكنا نقدم اعمالا جميلة جدا مازالت في ذاكرة الجمهور لواقعيتها .كانت هنالك طقوس في العمل التلفزيوني هي اشبه بالكرنفال الرائع بين الممثلين .تصور ان اداء الفنان القدير سليم البصري كان يوهمنا في احيان كثيرة بانه حقيقة ..في مشهد السلم مع سهام السبتي كان (سكرانا)بل حتى السكران لايمثل المشهد بهذه التلقائية والعفويةخليل الرفاعي..ابو فارسالممثل الكبير المرحوم خليل الرفاعي (ابو فارس)هو الاخر لم يسلم من تبعات هذه الشخصية فكم من الاعمال قام بها وبمسميات اخرى الا ان (ابو فارس)هي الراكزة في اذهان المشاهدين ..وقد قبل الرجل بالامر من دون ان يكون له ولد اسمه فارس ..الفنان خليل الرفاعي حصد بعد مسيرة طويلة عدداً من الجوائز والاوسمة ومنها وسام الريادة من مهرجان قرطاج عن مجمل اعماله ..قدم ابو فارس شخية بائع الكبة في مسلسل تحت موس الحلاق وشخصية السبع صنايع وشخصية (ابو البلاوي) وشخصية عصفور في مسرحية الخيط والعصفور قال عن هذا نحن نفتقد الى كتاب الدراما الذين يمتلكون تلك الروحية وابداع الشخصيات كما هو الحال في السابق وهذا لايعني ان كتابا مثل صباح عطوان وفاروق محمد وعادل كاظم لايملكون هذه الميزة ولكني اقول ان مجريات الاحداث ومامر بالعراق من احداث جعل التلقائية والعفوية في خانة متأخرة لتحل محلها لغة الارقام والسوق والحسابات على العكس مما كان يجري في السابق ..كنا نتسابق على اداء الادوار ونشعر بنشوة حينمانجتمع معاً وتكون في احيان كثيرة أجورنا عبارة عن (وجبة دسمه).المهم في هذا الامر ان عبق الماضي قد اختفى .rnعلي داخل: دخلت قلوب الجماهير بسبب تلقائيتيعلى الرغم من ان شهرته جاءت متأخرة حاله حال شخصيات عربية واجنبية حققت شهرتها بعد وقت طويل من العمل الا انه ومع هذا التاخر كان ذلك سببا لنيل حب الجمهور له بسبب تلقائيته في الاداء في عدد كبير من الاعمال المسرحية والتلفزيونية وقد توجها اخير بدوره الجميل في مسلسل بيت الطين حيث كان أداؤه ممتعا للجمهور ونال اعجاب المشاهدين الذين كانوا ينتظرون ظهور شخصيته في المسلسل يقول: نعم التزمت بكل تعليمات المخرج عمران التميمي في العمل لكن المشاهد الذكي يدرك اين يكون الارتجال ففي مشاهد كثيرة كانت تجمعني باولادي ( هليل و ) كانت هنالك حوارات وقفشات لا يد للمخرج بها ولكنه ما ان يدرك حلاوة الاداء فيها حتى يوافق مباشرة عليها واذكر اني مرة استبدلت العقال الذي جاءوا به من الاسواق وهو مصنوع من مادة الفلين الطبيعي لكي لايتألم الممثل الذي اقوم بضربه ولكني وخلسة استبدلته بعقال حقيقي وما ان حان وقت التصوير وبداية المشهد الذي اقوم به بضرب ( هليل) وبالفعل ضربته بقوة حتى اخذ يصرخ لكني لم اتركه واستمر الضرب حتى كاد يغشى عليه وبعد انتهاء المشهد هرول المخرج ومن معه ليتأكدوا من العقال فوجدوه حقيقياً علا الضحك في مكان العمل وباركني المخرج على هذه الخطوة التي اغضبت ابني (هليل ) والتي شفيت اثاره بعد فترة طويلة من الزمنrnحمودي الحارثي .. عبوسيلم يقدم سوى بعض الادوار البسيطة واهمها دوره في (تحت موس الحلاق ) لكن من من العراقيين بكل مذاهبهم وطوائفهم لايعرف هذا الفنان الذي غادر عدسات التلفاز منذ زمن ليس بالقريب من من الناس بكل اعمارهم لايعرف عبوسي صبي الحلاق حجي راضي عرفه الناس وعاشوا مع تفاصيل دوره وكانهم يشاهدونه أول مرة اننا اذا ما اردنا ان نذكر الكوميديا بوصفها الاكاديمي وبلغتها الساحرة فعلينا ان نعد هذه الشخصية من اهم الشخصيات الكوميدية في تاريخ العراق ..في بدايات تأسيس فرقة 14 تموز ، زار الاستاذ سليم البصري.. وقد سلم الحلقة الاولى التي كتبها في دفتر صغير من (60) ورقة بقلم رصاص وعنونها بعنوان ( حلاق بغداد).وبعد دراسة النص من قبل اعضاء الفرقة ، اقترح الفنان وجيه عبد الغني تغيير العنوان لأنه يقترب من ( حلاق اشبيلية ) كما طلب منه تغيير أسماء الشخصيات ، وبعد أيام قدم نصاً منقحاً . وكان العنوان الجديد ( تحت موس الحلاق ) وحل ( حجي راضي ) محل عبد الرضا و( عبوسي ) محل عباس .. ثم توزعت الادوار وبقيت
شخصيات فنية أسعدت الجمهور في ليالي رمضان
نشر في: 25 أغسطس, 2010: 06:25 م