وديع غزوانلم يختلف صباح يوم أمس عن ما سبقه، فقد اعتدنا نحن البسطاء من خلق الله ان نتخذ من الحديث وسيلة تنفيس عن همومنا وتذمرنا مما آل إليه حال البلد نتيجة صراعات السياسيين، التي ندفع ثمنها غالياً.وكما هو متوقع فقد استثمرت القوى الظلامية الإرهابية، هشاشة المشهد السياسي وما وصل إليه من ضعف بعد انتهاء عملية انتخابات آذار 2010، فعاودت نشاطها الإجرامي بعد انكفاء شراذمها.
نعم.. وبواقعية نجرؤ ونقول ان المشهد السياسي قبل الانتخابات كان أفضل، وهو عكس ما توقعناه، ونقيض لكل نواميس وقوانين وآليات العمل السياسي في العالم المتقدم او المتأخر، ليس تأخير تشكيل الحكومة السبب الوحيد للحالة التي اشرنا إليها، بل هو نتيجة لتراكمات علاقات غير طبيعية، ولا تتناسب مع ما تدعيه بعض القوى السياسية من إيمان بالديمقراطية، قوى وكتل يبدو انها استهوت، مغريات السلطة وما توفره من هيبة وقوة وفرص لتهميش الآخرين، فتحول مسعى بعضها الى نيلها بأي ثمن وصار الآخر يولول خوف فقدانه فرصته فيها، وكل واحدة منها تعمل من حيث تدري أو لا،لترسيخ مبادئ التفرد والتسلط ومحاولة تهميش الآخر، وترسخ لمنهج عفا عليه الزمن وهو اقرب ما يكون الى الدكتاتورية رغم ظاهره الديمقراطي، لكن باطنه موغل بالتعصب للعودة لعقد الماضي ومآسيه، خاصة في ما يتعلق بالحريات وصيانتها وترسيخها كنهج في المجتمع.وبدون مجاملة وبقليل من الصراحة، لان كثيرها يغضب او باللغة الدارجة (يزعل)، فان شخصيات غير قليلة من نخبنا السياسية تعيش، وما زالت، أسيرة الماضي، وبنرجسية فلا ترى غير نفسها، وأخرى صعدت قطار العمل السياسي بالمحاصصة من دون ان تفقه منه شيئاً، وبينهما عدد محدود يريد ان يقدم معالجات، لكن صوته ظل خافتاً وسط ضجيج مدعي الديمقراطية الذين امتطوا حصانها ليمنعوه من مواصلة المشوار حتى النهاية.لا نريد ان نلغي كثيراً مما تحقق من مظاهر ديمقراطية، بقيت محل اعتزاز المواطن الذي حرص بفطرته على حمايتها، لكن هذه المظاهر على ما لحقها من تشويه، ما كان يمكن ان تتحقق لولا تمسك كل فرد من الشعب بها وبالعملية السياسية و طول صبره وحلمه على ما جرى من شطط وخطايا كادت تودي بالعملية السياسية برمتها، هذا المواطن الذي ما زال رغم كل ما جرى، يضع ثقته بالقوى السياسية، لذا فإننا نعتقد ان اقل ما يمكن ان تبادر به هذه القوى والكتل هو الارتقاء بحواراتها الى مستوى يسهم حقاً بتشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية، ويؤسس لبرلمان فاعل قادر على أداء دوره، يكون أعضاؤه مشغولين بمشاريع قوانين تنتشل المواطن من واقعه، أكثر من انشغالهم بسن قرارات لامتيازاتهم، أعضاء برلمان متلهفون لحضور جلساته أكثر من لهفتهم على قضاء الوقت في الخارج.. وعذراً إذا ما اقتربنا من توصيف جزء من الحقيقة، لكن تضحياتنا ما زالت تترى ودماؤنا تسيل، وما زال البعض لا يبالي.
كردستانيات :عذراً.. ولكن
نشر في: 25 أغسطس, 2010: 06:33 م