كتابة وتصوير /إيناس طارق قبل دقائق قليلة من بدء تحضير مأدبة الإفطار التي دعينا إليها من قبل مجموعة من الأصدقاء،الساعة بدأت تشير عقاربها الى السادسة والربع بدأت تقدم أشكال وأنواع من الأطعمة العراقية والعربية، وكان نصيب الفاكهة والخضراوات
حصة الأسد على طاولات احد المطاعم الراقية والواقعة في مدينة بغداد، إلى حد الآن كل شيء يبدو طبيعياً الى ان تقدم احد العاملين في المطعم بعربة خشبية صغيرة تحمل في طابقها الأول، فاكهة نحتت بنسج خيال وانعكاس لجمال روح فنان استطاع عكس الخيال الفني على الواقع بلمسات فنية رائعة،شدت نظر كل من كان في القاعة،ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تقدم شاب يبلغ من العمر العقد الثاني، من هذه العربة وبكل خفة ورقة رفع الفاكهة من العربة الى الطاولة المخصصة لعرضها، نعم عرضها، فهي لوحة رسمتها انامل فنان (بأدوات ناعمة) متمثلة بسكين،لكن تختلف عن أدوات المطبخ المتعارف عليها والتي نستعملها في مطابخنا،وبدأ بتشكيل وترتيب هذه الفاكهة بطريقة لم نعتد على مشاهدتها،مع العلم أنها الفاكهة نفسها التي اعتدنا على مشاهدتها يومياً وهي تزين واجهات محال الخضر والفاكهة والبسطيات المنتشرة على الأرصفة والطرق العامة.البعض من المدعوين لم يبال لماراه لأنه شاهد هذا الفن بكثرة نتيجة سفراته المستمرة والبعض الآخر ترك الطاولة وهم بالتقاط الصور قبل ان تلتهم الأفواه هذه الفاكهة.يقول مروان انه تعلم فن النحت على الفاكهة والخضار في لبنان عندما كان يعمل هناك لمده خمس سنوات، فالفاكهة هناك لها طقوس خاصة عند التعامل معها فلابد من أن يكون (الشيف) فناناً وبدلاً من أن يمسك فرشاة رسم،يمسك سكيناً ناعمة ويبدأ برسم لوحته على الفاكهة، ويضيف مروان ان عمله لا يخلو من الصعوبة لأن أي خطأ في تقسيم الفاكهة يؤدي الى تلفها.فلابد من رسم الشكل الذي يرغب في نحته على ورقة ومن ثم يبدأ برسمها ونحتها على الفاكهة.وأضاف مروان ان الفاكهة التي تزيد من إبراز موهبته (الرقي والبطيخ والأناناس).وأخيراً نحن نقول من الجميل ان يكون لدى الإنسان ذوق راقٍ في كل ما يفعل في الحياة بغض النظر عن ماهية عمله. سألنا مروان هل تعرف أين ومتى ظهر هذا الفن؟فقال:أول ظهور لهذا الفن كان في دولة تايلند، حيث كان التايلنديون يحضرون إلى أحد مهرجاناتهم، فقام أحد خدام الملك بالتفكير بطريقة تشد انتباه الملك، فقام بنحت بعض الفواكه على شكل أزهار وأشكال أخرى نالت استحسان الملك والزوار،ثم بدا الاهتمام بشكل أكثر بهذا الفن حتى تكونت بعض المعاهد لتدريب المهتمين بهذا الفن حتى صار سمه لمعظم الفنادق والمطاعم والقصور التايلندية، ومنها أنتشر إلى الكثير من دول العالم، وصار يتنافس عليه كبار الطباخين لتزيين أطباقهم ومطاعمهم وتقام المهرجانات السنوية لتغطية أبداع الطباخين فيه في كثير من دول العالم.
فن النحت على الفواكه يغزو المائدة العراقية
نشر في: 25 أغسطس, 2010: 06:37 م