علي حسين شعرت بالارتياح وانا اقرأ الخبر الذي يقول ان نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي بادر إلى الحضور إلى مجلس النواب والبقاء تحت قبته لمدة ساعة ونصف الساعة مطالبا بإنهاء تعطيل البرلمان وبتفعيل دوره للمساهمة في حل أزمة تشكيل الحكومة.
داعيا جميع النواب المسافرين خارج البلاد إلى العودة وممارسة مسؤولياتهم الدستورية ومسؤولياتهم أمام المواطنين.الخبر ياتي في وقت نفض الناس فيه ايديهم من المجلس ونوابه واخباره،ويشير بصراحه الى عجز المجلس الحالي عن اداء دوره الحقيقي في العملية السياسية.كنت واحدا من ملايين العراقيين الذين تمنوا ومازالوا يتمنون ان يحدث تغيير حقيقي في الاداء السياسي لمجلس النواب تغيير يبدأ من داخل قبة البرلمان، حيث يصوغ لنا مشروعاً يلتف حوله الناس ويشعرون بأنه لصالحهم، ويبدل وجه الحياة علي ارض الواقع، تغيير يمس حياة الناس ويرفع مستوياتهم المعيشية، ويخفف كل المشاكل والأزمات الحياتية، تغيير حقيقي وجذري وملموس ويدخل كل بيت. تغيير يكون في حجم طموح الناس.. تغيير يعيد إليهم الثقة والأمل، ويفتح أبواب المستقبل، والطمأنينة في أن الغد حتما سيكون أفضل، فقد عانينا على مدى اربع سنوات من اداء برلماني ضعيف،وامتلأت الصحف بتصريحات لبعض النواب اتسمت بالانتهازية والمحسوبية، واكتوينا بنواب امتنعوا عن حضور جلسات البرلمان التي خصصت لمناقشة قوانين تهم الشعب، فيما هرعوا زرافات ووحدانا الى الجلسة التي خصصت لمنحهم امتيازات اضافية بصموا عليها بالعشرة.قد يقول البعض ان النواب لاحول ولاقوة لهم وان القرار الاول والاخير بيد الكتل السياسية، وهذا بعضه صحيح، الا ان البرلمان يبقى هو مرجعية جميع ابناء الشعب في تحديد نوع وشكل النظام السياسي الذي يتفقون عليه. ليس معني أن ننتقد اداء البرلمان أو حتي نهاجمه ونقسو عليها، أننا نقف في معسكر الشامتين، أو أننا نعلق في رقبته أسباب الفشل وأنه سبب المشاكل والأزمات. ننتقد البرلمان لأننا ــ كغيرنا ــ نرى سلبيات لو تم علاجها بسرعة وحسم فسوف تكون الأوضاع أفضل. البرلمان هو صمام الأمان في الفترة الراهنة، لأن الأخطار المحيطة بنا لا تحتمل صراعاً بين الكتل السياسية تجر البلاد الى الخراب. أخطاء البرلمان تتحملها الكتل السياسية ويدفع ثمنها الناس، وبالتالي يجب أن تتسلح القوى السياسية بأقصى درجات اليقظة والحزم والحسم في هذه الفتره الحرجة والخطيرة. المهمة التي قرر عادل عبد المهدي القيام بها صعبة لكنها ليست مستحيلة، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وخطوة عادل عبد المهدي كانت الاولى برغم اننا كنا نتمنى عليه ان يحشد معه عدداً من نواب قائمته لتوجيه رساله قويه الى القوائم الاخرى بان ارادة الشعب هي الاقوى، وهي التي تصون الوطن من عواصف الفوضى.
العمود الثامن :وحيدا في مجلس النــــواب
نشر في: 25 أغسطس, 2010: 06:38 م