كردستان/ pukكغيرها من مدن كردستان والعراق والمنطقة، تصطبغ مدينة السليمانية المزدانة في أقصى الشمال الشرقي من اقليم كردستان، بصبغة الشهر الفضيل الذي يسبقه في كل عام عبقه واجواؤه العطرة بعدة ايام، إلا ان السليمانية تمتاز عن سائر المدن الأخرى بطريقة احتفائها بالشهر الكريم عبر تقاليدها وعاداتها الرمضانية الخاصة والمميزة التي ورثها السليمانيون عن اسلافهم ومارسوها وحافظوا عليها جيلاً إثر جيل. بل وصانوها من مؤثرات وتطورات العصر.
ففي كل عام وقبل أسبوع من حلول شهر رمضان المبارك تستعد الغالبية المسلمة من أهالي المدينة لاستقبال الشهر الكريم على طريقتهم الخاصة، اذ تشهد الاسواق حركة غير عادية جراء الاقبال الهائل لجموع الناس على شراء مختلف اصناف المواد الغذائية والعصائر والحلويات والمخللات والاطعمة المحلية والمستوردة والمستلزمات الاخرى المطلوبة لإعداد وجبات الافطار التي يحرص السليمانيون على جعلها دسمة ومتنوعة تترأسها اطباق اللحوم والمشويات بأنواعها.ومع حلول اليوم الاول من رمضان الفضيل، تتوشح المدينة وساحاتها وميادينها بالعلامات والطقوس المعتادة كل عام حيث تغلق المطاعم قاطبة وكذلك الحانات والمقاهي بل ومطاعم الدوائر والمؤسسات الرسمية ايضا ابوابها حتى دون تبليغ من الجهات المعنية احتراما لمشاعر الصائمين ويخيم الهدوء التام على شوارع المدينة التي تقل فيها الحركة بشكل واضح وتقتصر غالبا على السيارات الخاصة والخدمية فيما يعم الركود في الاسواق معظم ساعات النهار، لاسيما عند حلول الشهر الكريم في موسم الصيف او الخريف، كما تتحجب النسوة قاطبة خصوصا في الدوائر والمؤسسات احتراما لمناسك الشهر الفضيل.وقبل حلول موعد الافطار بنحو ساعتين تدب الحركة والنشاط في شوارع المدينة واسواقها على نحو خاص لتبلغ ذروتها نظرا لإقبال الصائمين تحديدا على اقتناء السلع الغذائية والحلويات والعصائر والمخللات التي تشتهر بها السليمانية ايام رمضان في مقدمتها شربة الزبيب المصنوع من العنب الاسود المجفف الذي ينتج بغزارة في حقول وبساتين القصبات المجاورة وكذلك طرشي السليمانية المطعم بالحبة الخضراء ذات النكهة الرائعة والمذاق الفريد واللبن المستخرج من المشكاة والخالي من الدهون ونوع من الحلوى المحلية المسماة بلقمة القاضي، هذا الى جانب نوع خاص من الخبز المدمس في الزيت الساخن والذي يتبادله الجيران فيما بينهم قبل حلول موعد الافطار.ومع حلول الدقائق الاخيرة للصيام، تنظم الموائد الخيرية التي تسمى موائد الرحمن في العديد من مساجد السليمانية لاسيما في باحة المسجد الكبير الذي يتوسط قلب المدينة.وبعد الافطار بنحو ساعة ونصف الساعة اي مع اذان العشاء يتوجه المصلون رجالا ونساء الى المساجد الموجودة في كل احياء المدينة، خصوصا المساجد ذات الطابقين، والتي يخصص فيها الطابق العلوي للنساء والسفلي للرجال لأداء صلوات التراويح، ومن ثم تعود الحركة مجددا الى شوارع ومتنزهات المدينة واسواقها الكبيرة المبنية على الطراز الحديث، والتي تبقى مفتوحة حتى ساعة متأخرة من الليل، فيما يفضل الكثيرون السهر امام شاشات التلفاز لمتابعة المسلسلات الكردية التي تعرض غالبا لأول مرة في رمضان وتلقى متابعة واهتمام قطاع واسع من الناس..ويزخر المطبخ الكوردستاني بتنوع اكلاته واصنافها على موائد رمضان وخاصة في السليمانية التي عرف اهلها أنهم ذواقون لانواع الاكلات وفوائدها صيفا وشتاء وهناك بعض الاكلات الشهيرة والتي لاتخلو منها الموائد في رمضان او في بقية الايام وهي اكلة (الجشك) و(الدوينة) و(الكفتــة) وهي اكلات شعبية بالرغم من بساطتها الا انها غالية الثمن وتصنع يدويا في القرى والارياف، التي يتطلب تحضيرها الكثير من الوقت و الجهد والى العديد من المستلزمات و المواد لذلك فان سكان المدينة عندما يشتهون تلك الاكلات ومنها الكفتة و غيرها من الاكلات الشعبية المكلفة او يحل عليهم ضيوف اعزاء يلجأون الى المطاعم التي تتخصص بتقديم صنف او اثنين من تلك الاكلات الشهية التي غالبا ما تجذبك رائحتها التي لا تقاوم من مسافات بعيدة و خاصة عندما تكون جائعا ساعات الظهيرة على الرغم من ان المطاعم تلتزم خلال شهر رمضان المبارك بوضع الستائر التي تغطي تلك المطاعم ولكنها بصراحة لاتمنع من انتشار روائح الطعام المطبوخ ومنها كفتة السليمانية الشهيرة. وللتعرف على طريقة تحضير هذه الكفتة بتحضيرها منزلياً،تقول نسرين خان: كما تعلمون ان تحضير هذه الكفتة يتطلب جهدا حيث ان تحضيرها يتطلب تعاون اكثر من شخص ولأن حجمها كبير كما تلاحظون ومعقدة من كثرة محتوياتها حيث يتم اولا تهيئة غلافها الخارجي الذي هو عبارة عن خليط متجانس من حبات صغيرة ناعمة من الارز الكردي المحلي و البرغل المجروشين و الذي ينقع في الماء لفترة طويلة ثم يصفى من الماء و يوضع في الهاون مع كمية من اللحم المثروم و مواصلة طرق الخليط بمقبض الهاون الثقيل الى ان يغدو كالعجينة المتماسكة والتي تتطلب تعاون اكثر من شخصين او ثلاثة ومن ثم يجرى تحضير الخليط الذي يوضع فيه الكبة عبر مزج كمية من اللحم المثروم و مواصلة طرق الخليط و اضافة الثوم و القليل من البصل و التوابل الخاصة و اللوز المقشر و الكشمش اضافة الى الملح و الحامض وبعض التوابل الاخرى حسب الرغبة.وتضيف نسرين خان: بعد كل هذا التحضير نبدأ بحمس الخليط على حدة في الزيت او الدهن قبل حشوة في ثقوب صغيرة على شكل كرات مجوفة و
تقاليد وعادات رمضان في السليمانية واحة كردستان
نشر في: 25 أغسطس, 2010: 07:48 م