 بغداد/ أفراح شوقيتصوير/ احمد عبد اللهفي الوقت الذي كان فيه العاملون ببيت المدى في شارع المتنبي يستعدون لإقامة فعاليتهم المعتادة والتي تقام صباح كل جمعة حيث خصص هذا الأسبوع لاستذكار الأكاديمي والباحث الراحل داود سلوم، فوجئ الجميع بإغلاق منافذ الشارع كافة ومنع رواده من الدخول اليه والسبب لا احد يعلم فقد سألنا عدداً من أفراد القوة الأمنية التي تتولى حماية الشارع وكان جوابهم واحدا:
 لا ندري.. ولان المثقفين اعتادوا على قضاء نهارهم مع كتب ومكتبات شارع المتنبي فقد وجدنا العديد منهم يضع يده على خده بانتظار الفرج، الدكتورة نادية العزاوي الأستاذة في كلية الآداب والتي جاءت خصيصاً للمشاركة في حفل أستاذها داود سلوم كانت الحيرة تملا وجهها، فيما جلس الكاتب سعد محمد رحيم في زاوية من الشارع ينتظر إشارة الدخول فيما عائلة الراحل سلوم عادت  أدراجها وهي تتحسر وتتأسى لضياع فرصة تكريم والدهم، رواد ومثقفون استنكروا عمليات غلق الشارع على نحو مفاجئ  والذي قامت به القوات الأمريكية والعراقية وشملت حتى السابلة وسكنة المنطقة من الدخول والخروج اليها، منذ بداية  ساحة الرصافي وحتى منطقة الميدان، في حين انتشرت في المنطقة وعلى نحو مكثف الهمرات والعجلات الأمريكية والقوات العراقية والكلاب البوليسية، الامر الذي أدى الى تعطيل فعالية بيت المدى للثقافة والفنون الأسبوعية، وعودة معظم الرواد والمثقفين بخفي حنين بعد ان تجشموا عناء الطريق لحضور الفعالية في يوم رمضاني قائظ.أصحاب المحال التجارية والبسطيات من باعة الكتب والقرطاسية لازموا محالهم عنوة حيث لم يسمح لهم بإغلاقها للعودة الى منازلهم، بعد تعطيل عملهم منذ ساعات الصباح الأولى، وعبروا في أحاديث لـ(المدى) عن استيائهم من تكرار عمليات الإغلاق وقطع أرزاقهم المتواصل من قبل رجال الأمن في المنطقة لأسباب غالباً ما تكون غير معروفة من قبلهم، السيد أبو رياض صاحب احد محال القرطاسية، كان يهز يده يميناً وشمالاً قبل ان نتوجه له بالسؤال عن طبيعة ما يجري وقال: أصبح عملنا هنا مصدر قلق لنا، ولمرتادي المنطقة أيضاً، فكثيراً ما تشهد المنطقة عمليات مفاجئة للتفتيش وغلق شوارعها الرئيسة والفرعية، ونبقى هنا ننتظر ساعة الفرج ولا نعرف ما يجري، ولما نسأل عن الأمر يقال لنا أنها إجراءات أمنية فقط.عدد كبير من زوار شارع المتنبي والقنوات الفضائية تجمعوا عند مدخله لإقناع القوات الأمنية بالسماح لهم بالدخول، قناة الديار الفضائية كان مقرراً لها ان تقوم بفعالية خاصة بشهر رمضان في بيت المدى لكنها منعت أيضاً من الدخول. عدنان رحمن من مؤسسة شفق الثقافية للكرد الفيلية قال: انها مسألة تتعلق بحقوق الإنسان، كيف لهم ان يمنعونا من دخول الشارع بدون ذكر حتى الأسباب، يوم الجمعة المتنفس الوحيد لنا  لرؤية الإصدارات الجديدة والكتب الصادرة.مصدر امني مخول كان متواجداً في المكان طلب عدم ذكر اسمه قال في تصريح لـ(المدى): ان تعليمات تعطيل حركة الشارع وردت لهم منذ ساعات الفجر الأولى، وتم الاستعداد لها على درجة كبيرة من حيث كثافة الوجود الامني من قبل القوات الأمريكية والعراقية، ومنع حركة السيارات والسابلة أيضاً والسبب هو زيارة الجنرال اوديرنو قائد القوات الأمريكية في العراق بمعية وفد أعلامي من محطات وقنوات إخبارية متنوعة  للاطلاع على مستوى الأمن المتحقق والية حركة الناس في الشارع ضمن حملة تشمل مناطق عدة في بغداد.ولما سألته عن الضرر الذي لحق بالجميع جراء هذا الإجراء وتعطيل الحركة قال: هذا يوم استثنائي بسبب تلك الزيارة وليس لنا الاعتراض على الأوامر التي تردنا من القيادة العليا.وفي أيام الجمع الماضية  نقوم بمنع حركة السيارات في الشوارع القريبة من شارع المتنبي  ضمن احتياطات أمنية لأجل حماية أرواح الناس وأصحاب المحال وبسطيات الكتب والقرطاسية  كونه يشهد رواجاً اكبر في هذا اليوم بالتحديد.وخلال تواجدنا في المكان شاهدنا الوفد الأميركي وحاولنا اخذ تصريح من احد المسؤولين هناك الا ان رجال الأمن المتواجدين  منعونا من ذلك وقالوا ان هناك صحفيين يرافقون المسؤول الأمريكي، لم نجبه وانسحبنا بهدوء من المنطقة ولسان حالنا يقول انها بدعة جديدة ان يصطحب كل مسؤول الإعلاميين الخاصين به ممن يعملون وفق توجهاته وسياسته، وتصير لدينا صحافة  من نوع جديد اسمها صحافة المسؤولين!