صلاح نيازيعلى فخِذيْكَ الجواري العباسيةوفي صدركَ تهرولُ خيولُ المغولوها أنت بماربيا، تنزع عن وجهكَ الإمبراطورية العثمانية
تتعرّى وتبقى ملثّماًفرحك متردّد، كيدٍ تحاول السرقةَ لأوّلِ مرّةٍفرحُكَ عادة سرّية، لأنّك عشتَ في الأقباء طويلاتسكرُ من أوّلِ جرعة لأنّ الطموحات الجامحة تؤدي إلى الكذبتتحدّثُ عن أطيانكَ بسواحل البحر المتوسّط ولندنوعن تجارتكَ بالخليجتشقّق صوتُكَ المتبّغُ بالتوسّل، لِمَ تتوسّل؟كان البحرُ المتوسّطُ يغسلُ رمالَ أطيانكوتجارتكَ منقولةٌ بالتلكسالمومسُ الشمال افريقية تسدّ مجاعتها بعشرة جنيهاتلِمَ تتوسّل، كتلميذ عاد إلى البيت بورقة الرسوبعشرةُ جنيهات، وزّعتْها على أبويهاربّما على زوجها وأطفالها، وأنتَ تساومهاعلى عشرةِ أفواهrnخرج لسانك المتبّغ:"أنا أختلفُ عن الآخرين"!قلتَها بدموع الحنظل وجفاف الطين المتفسّرالمومسُ الشمال أفريقيّة تفاوضكَ بعشرة أفواه جائعةثابتة كالصخرة لا تموعُ أمام الموجأشَناتُها فقط تصعد وتنزللماذا تململتَ؟ هل حكّت الجواري العبّاسيةُ فَخِذَيْكَ؟ لماذا اغبرّ صوتُكَ؟ هل عادت خيول المغول؟لماذا تتلفّتُ؟ هل خفتَ الإمبراطورية العثمانية؟الشيخوخةُ مجرّد حجابٍ على وجهكَ إذن؟نزعتَ النظارةَ الطبيةوبإصبعكَ أزلتَ الرمصَ من زوايا عينيكسكرتَ من أوّلِ جرعةوتضحك كمشربية مثقوبةخمسة جنيهاتستة جنيهات، ها، ونصفالأشنات فقط تصعدُ وتنزلأنا أختلف عن الآخرين". سبعة جنيهات.مع أوّل رضعةٍ نُزرَقُ بالتفاؤللنجرّبِ التشاؤمَ مرّة والآنكسار مرّةالتفاؤل صناعة الآلهة، ومصيدتها في العبوديةاليأس اختيارٌ، وحريّةمشيْتَ كأنْ على موسيقى آنتصاروهي وراءَكَ تحملُ إليتها بتنورة ضيّقةعيناكَ إلى الأعلى، وساقاكَ مخذولتانفي يدِكَ منديلٌ أبيضُ كعلمِ آستسلامظهرُكَ محنيّالسنين؟ أم توقّع الغدرَ منذُ الطفولةرقبتكَ تنكمش، على وشك الاختفاء في الترقوةالأسرى يسيرون في المقدّمة يتوقّعون الغدرَ فتنحني رؤوسُهمطرائدُ الحيوانات كذلك، إلى الأماموهي وراءك تغمز بعجيزتها للآخرين.إفتتحْ آمرأةً بعشرة أفواهٍ جائعةٍإفتتحْ مدينة بكاملهاأدخلْ شوارعَها بسهولة السكّين في اللحمأأسرْ كلَّ البيوت في قفصٍ واحدفأنتَ كالصورةِ في إطار، لا تنموالتفاؤلُ كالانتصار، آرتياحٌ مؤقّتٌكالكذب آرتياح مؤقتالتفاؤل فرحٌ متشنّج، كيدٍ مشلولةٍ تعزفولأنّكَ لا تيأس، ولا تتشاءمفأنتَ إله ذليل دائماًrnمالقا 27-9-1987
عراقيّ بماربيّا
نشر في: 27 أغسطس, 2010: 08:44 م