 بغداد/ هشام الركابي طالبت كتل سياسية عراقية بحصر اجتماعات الكتل السياسية بشأن أزمة تشكيل الحكومة في العراق، مشددة على رفضها تدويل القضية العراقية. وصرح نواب عراقيون للمدى أمس الجمعة بأن الحديث عن عقد اجتماعات في عواصم الجوار يؤشر ضعف الدور الذي يلعبه الفرقاء في العملية السياسية. وأكد القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي والنائب عن الائتلاف الوطني عزيز العكيلي أن أي قرار خارج العراق يتخذ بشأن تشكيل الحكومة الجديدة سيصيبه الفشل.
وقال العكيلي في تصريح لـ(المدى) أمس، أن الائتلاف الوطني يرفض تشكيل حكومة بقرار خارجي سواء كان إقليميا أو دوليا، وإنما يجب أن تشكل الحكومة وفق أيادي العراقية وتعبر عن إرادة الناخب العراقي، مبينا أن أي اجتماع يعقد خارج حدود البلاد غير صحيح ولا يقدم من سير العملية السياسية.إلى ذاك رأى القيادي في التحالف الكردستاني والنائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية محما خليل وجود مواقف عدائية من قبل بعض الدول اتجاه البلاد وتريد الشر للشعب العراقي.وقال خليل في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس: إن على السياسيين العراقيين أن يسيطروا على الوضع الحالي وان يتم حل أزمة تشكيل الحكومة في البلاد، مبينا أن الائتلاف الكردستاني أكد أكثر من مرة أن تشكل الحكومة المقبلة بولادة عراقية وليس بأجندة خارجية. وعن تقديم المشورة والنصح للكتل السياسية لتقريب وجهات النظر فيما بينها للإسراع بتشكيل الحكومة، أضاف النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية: شيء جيد أن تكون هذه النصائح والمشورة تساعد على خروج البلاد من الأزمة الراهنة لكن بشرط أن تكون لمصلحة البلاد وليس على حساب طرف ما.أما قائمة التوافق فقد رفضت أن تعقد أي اجتماع للكتل العراقية خارج البلاد، مشددة على ضرورة أن يعرف الشعب العراقي نصائح ومشورة دول الجوار والخارج.وقال النائب عن التوافق محمد إقبال في تصريح لـ (المدى) أن كتلته تؤيد عقد اجتماعات ومشاورات الكتل للاتفاق على تشكيل الحكومة في العراق وليس بالخارج سواء كانت سوريا أو غيرها من الدول، مبينا أن كل دولة تريد أن تضع لها أجندة في البلاد، تخدم مصالحها ومشاريعها. وأكد إقبال بأن يطلع الشعب العراقي على جميع المشورات والنصائح التي تقدمها الدول لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين.فيما أيد المحلل السياسي الناصر دريد أستاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية أي جهد إقليمي ودولي يقدم لحل أزمة تشكيل الحكومة بشرط أن يرضي جميع الأطراف السياسية والشعب العراقي.وقال دريد في تصريح لـ(المدى) أمس إن جميع التدخلات السياسية فشلت في حل الأزمة، وإن دول الجوار والمنطقة لا تريد إيذاء العراق، وإنما تريد حكومة تلبي مشاريعها في العراق، وإن على السياسيين أن يعترفوا بالضغوطات.من جهته قال القيادي في القائمة العراقية عبد الخضر طاهر إن قرار تشكيل الحكومة يجب أن يكون عراقيا وليس خارجيا.وأوضح طاهر في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس: إن دولا خارجية تريد أن ترسم الحكومة المقبلة بإرادتها ووفق ما يناسب مشاريعها، مبينا أن الأزمة الراهنة قضية عراقية بحتة ولا يحق لأي طرف خارجي التدخل بحلها أو فرض إرادته اتجاه الناخب العراقي. إلى ذلك أكد القيادي في كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري والنائب عن الائتلاف الوطني محمد البهادلي أن حوارات تشكيل الحكومة ينبغي أن تجري داخل الأراضي العراقية وليس في الخارج.وقال البهادلي في اتصال هاتفي مع (المدى) إن الوضع العراقي الراهن لا يسمح بالتفاوض بالشأن الداخلي خارج البلاد ولحساب أجندة معينة، وان تكون الحكومة المقبلة بأياد عراقية وتمثل إرادة الناخب العراقي الذي انتخبها وليس التعويل على اجتماعات الخارج. وكانت مصادر عراقية في دمشق كشفت لوسائل إعلام مختلفة عن تبلور فكرة التوصل إلى اتفاق طائف ثانٍ بنكهة سورية، على غرار اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، وذلك من خلال عقد اجتماع موسع في دمشق للقوى العراقية الفائزة في الانتخابات من أجل حلحلة أزمة تشكيل الحكومة.