TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > العـراقيــون والمسـاواة فـي المواطنة

العـراقيــون والمسـاواة فـي المواطنة

نشر في: 28 أغسطس, 2010: 05:29 م

حازم مبيضين مؤسف أنه بعد سبع سنوات على سقوط النظام الدكتاتوري القومجي في العراق ما زال بعض العراقيين يحملون نفس نظرته تجاه بعض القضايا ومن بينها النظر إلى الكرد باعتبارهم أقل شأنا من مواطنيهم العرب والنظر إلى المسيحيين باعتبارهم
أقل شانا من مواطنيهم المسلمين،والنظر إلى اليهود باعتبارهم أعداء،وينسحب ذلك على نظرة العرب بشكل عام نظرة مشابهة برغم أن أبناء هذه المكونات  ورثة للسكان الأصليين في بلاد ما بين النهرين،وأن اعتناق بعضهم للإسلام كالكرد،وتمسك المسيحيين واليهود بديانتهم التوحيدية،لا يلغي أو يسقط عنهم عراقيتهم،ومن المعيب التعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية من السهل تجاهل حقوقهم وإيقاع الظلم عليهم.لا يخجل بعض العراقيين والعرب من وصف الكرد بانهم عصابات مسلحة،مستحضرين توصيفات نظام البعث لثورتهم ضد الظلم ولمقاتلي البيشمركه الذين استوطنوا الجبال في حربهم التحررية،التي تجري محاولات بائسة لطمس أهدافها ودمغها بانها كانت موجهة ضد العرب وليس ضد النظام الذي تفنن في ظلمهم وظلم باقي مكونات الشعب العراقي،وينسحب ذلك على المفاوضات الراهنة لتشكيل الحكومة العراقية، حيث يتهمونهم بمحاولة فرض سيطرتهم على تلك الحكومة لأنهم طالبوا رئيسها المقبل أن يضع في حساباته الكرد ومطاليبهم إن أراد النجاح،مثلما يتهمون موقف القيادة الكردية بعدم التماسك وعدم تمثيله لطموحات وآمال شعبهم ويستحضرون الفترة الزمنية الشاذة التي سادت علاقات الحزبين الرئيسين ويشيرون الى نجاح حركة التغيير في الانتخابات وكأن ذلك ليس دليلاً على الديمقراطية التي يتمتع بها الكرد في إقليمهم.يتجاهل المتحاملون على مكونات الشعب العراقي من غير العرب،أن الدولة العراقية الحديثة بنيت على أكتاف المتميزين من هؤلاء،ولن ينسى تاريخ العراق الحديث وزير المالية اليهودي حزقيل ساسون،أو أن واحداً من أنظف رؤساء الوزارات في العهد الملكي كان كردياً،وأن الكثير من المتعلمين المسيحيين شكلوا طبقة التكنوقراط التي كانت ضرورية لتسيير أعمال الدولة الإدارية،ويتوقف هؤلاء عند وهم أن العراق دولة عربية،لا يجوز أن يبرز فيها غير المنتمين للعروبة،وهم بذلك يتبنون أفكار البعث،ويطلقون أحكاماً عاطفية تدغدغ مشاعر بعض العراقيين ومعظم العرب،ويلجأون إلى مقارنة إقليم كردستان بإسرائيل ويتهمون قيادته بالتآمر مع الإسرائيليين ضد القومية العربية وأحيانا ضد الدين الإسلامي.على الناظرين باستعلاء لغير العرب والمسلمين من أبناء الشعب العراقي،إدراك أن ما يميز الدولة العراقية الحديثة أنها تعددية على أسس المساواة،وأن مطالبة مكونات هذا الشعب بحقوقهم،هي الوضع الطبيعي،وأن القفز فوق هذه الحقيقة،من أكبر الأخطار التي تهدد بناء الدولة العراقية الديمقراطية المأمولة،بقدر ما تستهدف وحدة بلاد الرافدين،وإذا كان بعض غلاة القومجيين المتطرفين يحاولون إيهامنا أنهم يدافعون عن وحدة العراق،فان محاولاتهم البائسة مكشوفة،ولن تنطلي الا على السذج،وسيظل الكرد والمسيحيون واليهود وغيرهم من أبناء الأقليات في العراق مواطنين من الدرجة الأولى التي يجب أن يتساوى فيها كل أبناء العراق. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram