واشنطن/ الوكالات اجري في وقت متأخر من مساء امس السبت اكبر تجمع اطلق عليه " إعادة شرف " امام نصب لينكولن في المكان نفسه الذي ألقى فيه مارتن لوثر كينغ خطابه الابرز قبل 47 عاما ، ما اثار انتقادات شديدة من حركات مدافعة عن الحقوق المدنية.
والتجمع من بين مشاريع "حزب الشاي" (تي بارتي) المحافظ ، ينظم نهاية الاسبوع في مكان إلقاء مارتن لوثر كينغ خطابه التاريخي "لدي حلم" وفي الذكرى نفسها بتقديم مقدم البرامج الحوارية اليميني غلين بيك .ووصف بيك الحدث بانه يهدف الى تقديم الشكر والاعراب عن الامتنان لعائلات الجيش الاميركي وتكريم "الابطال الاميركيين الذين يشكلون ارثنا ومستقبلنا".وبين الخطباء خلال هذا الحدث سارة بايلن المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس الاميركي في انتخابات 2008 ويقدر الحضور بأكثر من مئة الف شخص.وقال بيك على موقعه عن هذا التجمع "هناك تغيير عميق يحصل في اميركا وهناك فرصة تأتي في عمر كل جمهورية وكل حضارة". واضاف بيك الذي يضم تحركه معارضين للرئيس الاميركي باراك اوباما وادارته "لسنا الاشخاص الذين سمحنا لانفسنا بان نصبح ما هم عليه".لكن مجموعات حقوق الانسان وصفت الحدث بانه جهد "لسلب" ارث الحقوق المدنية، فيما ندد المعلقون اليساريون باختيار بيك لهذه المناسبة والموعد لتنظيم التجمع.وكتب موقع "هافينغتون بوست" الليبرالي على الانترنت انه بدلا من استعادة الشرف كما يشير اليه اسم التجمع، فان بيك والناشطين المؤيدين له يحاولون "نزع الشرف" عن كينغ الذي يعتبر بطلا في مجال حقوق الانسان بالنسبة لملايين الأميركيين وحيث هناك عطلة وطنية لاحياء ذكراه في البلاد.وقالت مجموعات ناشطة في مجال حقوق الانسان افريقية-اميركية تعتبر نفسها وريثة كينغ ان توقيت وموعد التجمع ليسا فقط غير مناسبين وانما ينطويان على استفزاز.وقال الناشط آل شاربتون في بيان ان "حزب الشاي والمحافظين المتحالفين معه يحاولون كسر ذلك الموقف الوطني المتعلق بالعدالة وما ترمز اليه حركة حقوق الانسان وما حارب من اجله كينغ ومات في سبيله".يشار الى ان مارتن لوثر كينغ ألقى خطابه التاريخي "لدي حلم" (آي هاف ايه دريم) في 28 آب 1963 أمام نحو ربع مليون شخص عند نصب لينكولن في حدث ادى الى تغيير ذهنية اميركا في مجال عدم المساواة في القوانين التي كانت آنذاك تعتبر السود مواطنين من الدرجة الثانية في الولايات المتحدة.ويعتزم مسؤولون في هذه المنظمات مثل شاربتون ومجموعات اخرى مثل "ناشونال اوربان ليغ" تنظيم مسيرتهم الخاصة انطلاقا من مدرسة في واشنطن الى موقع يبعد قليلا عن نصب لينكولن.وهي ليست المرة الاولى التي يثير فيها حزب الشاي الذي انبثق بعيد انتخاب الرئيس الاميركي باراك اوباما، استياء مجموعات حقوق الانسان في اميركا.فقد واجه حزب الشاي الذي يضم بشكل اساسي ناشطين من البيض ومحافظين جدا، اتهامات بانه معارض لذلك الارث.ويعارض هذا الحزب عمليا كل السياسات، من مشروع اصلاح الضمان الصحي الى السياسات المالية للخروج من الازمة التي اعتمدها اوباما، اول رئيس اسود للبلاد.وعبر بيك عن اعتقاده بان حدث السبت سيكون "نقطة التحول في التجربة الاميركية".وشدد مقدم البرنامج الحواري على شبكة فوكس على ان اختيار تاريخ إلقاء مارتن لوثر كينغ هذا الخطاب جاء بمحض الصدفة.لكنه اعتبر ان تنظيم الحدث في هذه المناسبة يعتبر صدفة سعيدة قائلا "ان البيض لا يملكون ابراهام لينكولن والسود لا يملكون مارتن لوثر كينغ".