حوار: أولفيه ميشيل الجيل الجديد من الجماعة الإرهابية يعتمد وسيلة اتصال جديدة وهي مجلة (أنسباير Inspire) التي تكتب كاملة بالإنكليزية وتقرأ بوضوح على الشبكة الدولية، تتوجه نحو مسلمي العالم الأنكلوساكسوني.ماتيو غيدير، الأخصائي بالحركات المتطرفة، يفك لنا جفرة هذا الشكل الجديد من دعاية القاعدة.
سبع وستون صفحة تضم نصوصاً، صوراً ملونة لأسلحة، وصوراً شخصية لبن لادن، للزهراوي ولـ"أبطال"الإرهاب الدولي الآخرين، وإرشادات من أجل"صنع قنبلة"، بل وحتى أوامر للتنفيذ... الموقع الجديد يدعى (أنسباير Inspire)، وخلافاً للمألوف فان المجلة بالإنكليزية. وهذه علامة تبدل عميق في دعاية القاعدة. ماتيو غيدير، الأستاذ في جامعة جنيف، والمختص في الإرهاب، يعتبر أحد الأشخاص القلائل الذين تمكنوا من تحليل الوثيقة بأكملها. س - الفيغارو مغازين: يصدر الفرع اليمني من القاعدة نشرة بالإنكليزية. هل هذه هي المرة الأولى؟ ج – ماتيو غيدير: كلا، ليست هذه هي المرة الأولى؛ فبعض خطب بن لادن والزهراوي تحمل عناوين ثانوية بالإنكليزية عندما تكون موجهة للشعب الأمريكي. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها بث نشرة للقاعدة كاملة بالإنكليزية. س – ما الغاية منها ومن تخاطب هذه النشرة؟ج – افتتاحية النشرة صريحة جداً بشأن من تستهدفهم. إنها تخاطب"ملايين المسلمين الذين لغتهم الأولى أو الثانية هي الإنكليزية، سواء كانوا في الغرب أو في الشرق، في غرب أو جنوب أفريقيا، في جنوب أو جنوب شرق آسيا، وكل مكان في العالم". فالنشرة لديها بدلالة هذه العبارة طموح عالمي وتستهدف أكثر بصفة عامة الجمهور الناطق بالإنكليزية في كل مكان أينما وجد. س – ماذا يجد المرء من جديد في (أنسباير)؟ج – إذا وضعنا اللجوء إلى الإنكليزية جانباً، فإن (أنسباير) لا تعرض ما هو جديد من حيث الأساس. إن أغلب المقالات منشور سابقاً بالعربية في نشرتين دوريتين للقاعدة. فالأمر قائم إذن على ترجمات بسيطة لنصوص معروفة سابقاً من قبل التنظيم، نصوص هي إضافة إلى ذلك من السهل العثور عليها في كتابات عناصر القاعدة. وحتى المقابلات المعلنة هي إعادة نشر رسائل تتفاوت في قدمها لزعماء التنظيم.س – هل هي وثيقة طبق الأصل أم أنها مزورة كما يدعي البعض ذلك؟ ج – تتجدد هذه المناقشة عند كل ظهور لمعلومة جديدة أو وثيقة تتعلق بالقاعدة؛ ويقدم جمع من هواة نظريات المؤامرة التفسيرات الأكثر تنوعاً في سبيل إظهار أن"الحقيقة في غير هذا". وفي هذه المرة بالذات، البرهان على مطابقة الوثيقة للنص الأصلي يأتي من التنظيم بالذات الذي أعلن هذه المجلة وبثها على عدة منتديات. س – قد يصح هذا، ولكن ما هي البراهين الملموسة أكثر التي تعرضها على أولئك الذين يشكون في ذلك؟ ج – بالتأكيد، أولئك الذين يشكون حتى بـ 11 أيلول سيستمرون في الشك مهما تكن الأدلة والبراهين، مبدئياً أو جهلاً. ولكن المختصين بمقدورهم الحكم على قطعة من المحتوى، من حيث الأساس كما من حيث الشكل، مادامت النسخة الكاملة متوفرة حالياً على أغلب المنتديات الإسلامية. أخيراً، فإن القاعدة كانت ستصدر تكذيباً لو أن هذه النشرة لم تكن صادرة عنها، كما فعلت هذا في الماضي. س – ماذا يعني تبني الإنكليزية من قبل القاعدة في دعايتها؟ ج – بالنسبة لي، التحول نحو الإنكليزية من قبل المنظمة الإرهابية الأكثر عداءً لأمريكا يعني الانتصار الثقافي للولايات المتحدة التي لغتها تفرض نفسها على القاعدة من الآن فصاعدا. وهذا يعني كذلك أن الأكثر واقعية من بين عناصر القاعدة هم في حالة تفوّق على السلفيين المتزمتين الذين تعتبر الإنكليزية بالنسبة لهم"لغة الشيطان". س – مجلة (أنسباير) على الشبكة الدولية هل تعتبر بداية حرب بين "المعتدلين" و"قدماء" الإرهابيين؟ ج – كلا، ولكن يلاحظ المرء بعض التضاد بين"دعاة التحديث المعتدلين"و"السلفيين دعاة العودة إلى الماضي"الذين يعيشون خارج عصرهم. مثلاً، إحدى مقالات المجلة، مكتوبة من قبل مختار حسن (الصفحات 45-48 من المجلة) تحلل بالتفصيل"الحاجز اللغوي"وتدعو إلى"مزيج ثقافي"(من أجل إنجاح العمليات العسكرية للتنظيم). وهذا موقف لا يمكن تصوره لدى الحراس المسنين، المفتونين بأصول الإسلام وخرافة النقاء. س – هل يقصد بهذا القول أن الإرهابيين"يعولمون"أنفسهم؟ ج – نوعاً ما. إن جيلا جديدا من الإرهابيين قد تكفل بأمر توزيعة ورق اللعب العالمية الجديدة ويرى نفسه حاذقا فيها بما في ذلك دعايته، مستعيناً باللغة الإنكليزية الأكثر استخداماً في العالم. إن هذا الجيل الجديد، تشبهاً بعصره، يعتبر معتدلاً جداً ومؤمركاً ثقافيا. ولكن استخدام لغة الطرف الآخر يستدعي، كي يكون أكثر فاعلية، الرجوع نحو كوادر، نحو تشكيلات، ومعايير؛ وبصفة خاصة، تكيفه مع مفاهيم تفرضها هذه اللغة، وبالأخص عندما يكون الهدف المنشود إقناع المخاطب بما يطرحه عليه. س – ما الذي يجعل تبني ال
ماتيو غيدير: القاعدة ضعيفة.. ومستقبلها بيد أشخاص معزولين
نشر في: 28 أغسطس, 2010: 06:52 م