يوسف فعل وصل قطار الدوري الى محطة إياب نصف النهائي ، متجاوزاً عقبات عدة، ومن دون شك ستكون المدرجات خالية من المشجعين حسب قرار اتحاد الكرة بمنع المتفرجين من حضور المباريات في بغداد على خلفية أحداث الشغب التي حدثت في بعض مباريات دوري النخبة.
بصراحة ، القرار أصاب الدوري بالجمود عندما ابعد الجمهور خارج أسوار الملاعب من دون رحمة او تمييز الصالح عن الطالح ، بعدما سعى الاتحاد الى ان تكون العقوبة جماعية لإيقاف خطورة انتشار أحداث الشغب في المباريات وتأثيرها على مستقبل اللعبة ، بسبب ضعف إجراءات رجال حماية الملاعب وغياب الضوابط لدى اتحاد الكرة بمحاسبة المشاغبين من دون تحديد المسيء بين المتنافسين او محاباة لطرف على حساب آخر.إن غياب الجمهور عن حضور مباريات النصف النهائي في بغداد يعد سابقة خطيرة في تاريخ الدوري، ونقطة سوداء في عمل الاتحاد الحالي والجيل الكروي ، لان القرار مؤشر على حالة الضعف والوهن للاتحاد الذي حوّل كرتنا الى جسد عليل تنهش به الأمراض بشكل جعلته خائر القوى وغير قادر على حفظ نظام الدوري امام التجاوزات المستمرة للاندية واللاعبين والجمهور!لقد توهم الاتحاد بان اصداره القرارات الصارمة وغير المدروسة سيعيد الهيبة له، وتناسى ان المباريات التي لا يحضرها الجمهور تفتقد اهم عوامل جمالها وتوثيقها في ذاكرتهم، فالجمهور ملح المباريات وسر شعبيتها الجارفة والمساهم الاكبر لانتشارها في جميع ارجاء المعمورة، وهو من اطلق شهرة اغلب نجوم اللعبة واصبحت اقيام عقودهم تصل الى ملايين الدولارات، والسبب يعود الى ان الجمهور يعشق اللعبة حد النخاع ويشجع فريقه بطرق مختلفة ويبحث عن الفوز دائما .وتسعفني الذاكرة هنا، اثناء تواجدي في مونديال ألمانيا 2006 لتغطية الاجواء المحيطة بمباريات كأس العالم، وجهتُ سؤالاً لقيصر الكرة الألمانية بيكنباور عن اجمل ما شاهده في المونديال آنذاك؟ فقال: انه الجمهور وتفاعله غير الطبيعي مع احداث اللقاءات، فكرة القدم من دون جمهور جسد بلا روح، مصيره الموت بالتأكيد .لذلك فإن إقامة مباراتي النصف النهائي غدا الثلاثاء بين الطلبة واربيل والزوراء ودهوك في مدرجات خالية من المتفرجين هو تجاوز صارخ على حقوق المشجعين ونهاية غير سعيدة لمنافسات الدوري، ومن غير الممكن لأعضاء الاتحاد ان يضعوا القطن في آذانهم ولا يستمعوا للمطالبات الكثيرة من رجال الإعلام ونداءات الجمهور التي توحدت باتجاه رفع الحظر وعودة المشجعين لدخول الملاعب ، بعدما استوعب الجميع الرسالة والدرس معاً وتفهموا بان البعض أساء للكل بصورة مرفوضة لا يمكن السكوت عليها، مع السعي الى ان تكون ملاعبنا نظيفة من المشاغبين للاستمتاع بجمالية الاداء وسحر الملاعب .وكان الأحرى بالاتحاد زيادة إعداد رجال حماية الملاعب وتغيير طبيعة عملهم وتصحيح الثغرات التي تواكب مسار مراقبتهم المباريات كي يسهموا في حفظ الأمن ، وألا يلعبوا ( رجال حفظ الأمن ) دوراً في إثارة الجمهور بتصرفات صبيانية – أحياناً - غير مقبولة بالمرة!yosffial@yahoo.com
نبض الصراحة: أعيدوا الجمهور للملاعب
نشر في: 29 أغسطس, 2010: 04:49 م