اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > في ديالى: مع حلول رمضان وارتفاع حرارة الجو.. الأسواق تشتعل

في ديالى: مع حلول رمضان وارتفاع حرارة الجو.. الأسواق تشتعل

نشر في: 29 أغسطس, 2010: 05:31 م

 السومرية نيوز/ ديالىشكا مواطنون في محافظة ديالى،  من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبشكل تصاعدي تزامناً مع شهر رمضان المبارك، محملين الجهات الحكومية وتجار المحافظة مسؤولية ما يحدث من تجاوزات على ما وصفوه بـ"قوت الفقراء"، وبينما أرجع أحد تجار المواد الغذائية ارتفاع الأسعار إلى استيراد أغلب المواد من الدول المجاورة، توقع خبير اقتصادي أن ترتفع الأسعار إلى الضعف بسبب نقص مواد البطاقة التموينية.
وتقول ربة البيت بدرية عيسى، 52 سنة، في حديث لـ"السومرية نيوز" أثناء تجولها بين أروقة سوق بعقوبة القديم، 4 كم شمال بعقوبة: "لا أعرف ماذا أشتري فأسعار المواد الغذائية ارتفعت كلها، وأنا محتارة بإعداد طعام الإفطار لأسرتي المؤلفة من 11 فرداً". وتؤكد أن "الأسر الفقيرة هي الوحيدة التي تعاني من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ولاسيما أن أغلب التجار يستغلون شهر الصيام (رمضان) لرفع الأسعار، بدل أن يخفضوها". من جانبه، يرى الموظف المتقاعد فراس علاوي جاسم، 58 سنة، وكان قد خاض للتو نقاشاً حاداً مع بائع مواد غذائية في سوق بعقوبة بشأن ظاهرة غلاء الأسعار في رمضان، أن "التجار هم من يقف وراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تصل إلى 30%  خلال أقل من 48 ساعة"، مشدداً على أن "ما يحدث هو عبارة عن سرقة ونصب في وضح النهار للفقراء، ومن دون أي شعور بالمسؤولية من الجهات الحكومية التي تقف مكتوفة الأيدي من دون أن تبادر إلى التدخل". ويلفت جاسم في حديثه إلى أن "مائدة الإفطار التي تم تحضيرها للأسرة في اليوم الأول من رمضان خلت من العديد من المواد الغذائية الأساسية"، متوقعاً أن "يقتصر الحال في نهاية المطاف على وجبة ماء لأنها المادة الوحيدة التي لا يمكن الاستغناء عنها بسبب ثلاثة عوامل هي ارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع الكهرباء، والحديث الممل عن تشكيل الحكومة وتوجيه الانتقاد لها في كل شيء". فيما يختار الخياط في سوق بعقوبة، فيصل عواد منذر، أسلوبا ساخرا للتعبير عن احتجاجه، ويقول بعد أن ارتسمت على ملامح وجهه ابتسامة متهكمة، إثر قراءته للوحة بأسعار المواد الغذائية المرتفعة: "لا أجد بدوري إلا أن أقدم جزيل الشكر للحكومة، لأنها كما يبدو بدأت الآن بتعليم أبناء الشعب كيف يكون الاقتصاد في الإنفاق"؟ويوضح منذر أن "مائدة الإفطار في اليوم الأول من رمضان كانت تضم خمسة أنواع من الأطعمة، لكني سأقتصد في أنواع الأطعمة لتصل إلى ثلاثة، وربما يصل الحال إلى نوع واحد من الطعام لحماية ميزانية الأسرة من الانهيار". من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي حميد علاء الربيعي: إن "أسعار المواد الغذائية والخضراوات ارتفعت خلال الـ 48 ساعة الماضية، من 10 إلى 30% في عموم الأسواق داخل المحافظة". ويتوقع الربيعي حصول قفزة جديدة في الأسعار في الأيام المقبلة، "لأسباب عدة أبرزها أن شهر رمضان يعد شهر موسم تجاري تزداد فيه نسب الإقبال على الشراء من قبل الأهالي، كما أن الحكومة المركزية لم تف بوعودها بتأمين مفردات البطاقة التموينية مما ولّد نقصاً في بعض المواد الغذائية الضرورية فازداد الطلب عليها بشكل كبير". من جهته، يؤكد صاحب وكالة لبيع المواد الغذائية بالجملة في بعقوبة، وهو عبد الحميد غالب الدهلكي، أن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية لم يتم بموجب قرار اتخذه التجار، بل بسبب ارتفاع أسعار المستورد منها من دول المنشأ"، مبينا أن "غالبية المواد تستورد من دول الجوار بعدما انهار قطاع الإنتاج المحلي منذ سنوات عدة وأصبحنا نعتمد في كل شيء على الخارج"، بحسب تعبيره. فيما يذكر صاحب وكالة آخر لبيع المواد الغذائية بالجملة وهو شهاب حميد الكرخي، أن "ظاهرة ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان ليست مفاجئة أو غريبة على مواسم رمضان، حيث تشهد منذ سنوات ارتفاعاً نسبياً في أسعار بعض المواد الغذائية نتيجة زيادة الطلب عليها"، مبيناً أن "الأمر منوط بسياسة العرض والطلب". إلا أن صاحب وكالة للمواد الغذائية، وهو حسام مخلد الجبوري، يشير إلى أن "معظم التجار استوردوا مواداً غذائية بأسعار منخفضة نسبياً قبل حلول شهر رمضان بأسابيع، إلا أن الكثير منهم وللأسف عمد إلى استغلال الفرصة لتحقيق اكبر نسبة من المكاسب المادية على حساب الفقراء والمعدومين". ويطالب الجبوري "الحكومتين المركزية والمحلية بتطبيق قوانين رادعة في الأسواق للحد من قدرة بعض التجار على رفع الأسعار بشكل جنوني، وحماية الفقراء من الجشع والطمع والاستغلال"، بحسب تعبيره. يذكر أن نحو ربع سكان العراق ما زالوا يعانون من الفقر بحسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة مطلع آب الجاري بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وأوضح التقرير أن معدل الإنفاق للفرد يومياُ، هو اقل من 2500 دينار عراقي أي ما يعادل2.2 دولار أمريكي، فيما يبلغ معدل البطالة بين الشباب حاليا 30 % من قواهم العاملة. وكانت أسواق محافظة ديالى شهدت، مع حلول شهر رمضان، ارتفاعاً كبيراً في أسعار معظم المواد الغذائية والخضراوات بنسب تراوحت بين 10% إلى 30%، ما أدى إلى حالة من الاستياء لدى المواطنين، تزامن مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في شهر الصيام 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram