TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(لو بيه خير... جان صار باشا)

هواء فـي شبك :(لو بيه خير... جان صار باشا)

نشر في: 29 أغسطس, 2010: 08:23 م

 عبدالله السكوتي وهذا القول ذهب مثلا ويضرب للرجل يحمّل غيره مالا طاقة له به، ويطلب منه ما لا قوة له عليه، ويحكى ان احد الباشوات خرج ذات يوم يتنزه على شاطئ النهر، فرأى حمارا يدير ناعورا، وقد وضع في عنقه (جلجل)
وهو عبارة عن طوق معدني تثبت به حلقات لإصدار الصوت عند الحركة، فكان الجلجل يرن مع حركة الحمار، ورأى صاحبه يجلس جانبا، فسأله:(هاي ليش حاطين جرس بركبة الحمار)، فقال الرجل:(باشا... اخاف اغفل عنّه شويه ويوكف مايدور، ذاك الوكت الجرس ينبهني)، فقال الباشا:(واذا الزمال وكف وكام يحرك راسه يمنه ويسره اشلون؟ فقال الرجل: (باشا هوّه لوبيه هيج خير، جان صار باشا). وهذه الحكاية تحكى كنادرة، للتعريض بباشوات ايام زمان، والانتقاص منهم، ووصفهم بالعي وقلة الحيلة، وانهم يرمون الكلام على عواهنه، او بقصد آخر هو ان البعض يحرك رأسه بين آونة واخرى ليثير من حوله زوبعة كلامية، هي بمثابة الجرس الذي يوهم الاخرين انه يتحرك وهو ما يزال داخل اللعبة، في حين ان هناك في الجهة الثانية، من يدور ويدور، بلا جلبة او ضوضاء. وهناك ايضا من يتحرك ليثير الآخرين، او ليشوش على فكرة معينة، ويعطي الذريعة كاملة للوقوع تحت لعنة التاريخ والدين، وقد يصدر من مصدر واحد مع جميع قوى التطرف والانحلال، التي تمثلت التاريخ والدين منهاجا مزيفا لمسيرتها المزيفة، والمزوقة بالارث الثقافي والاخلاقي غير المتزن، مستحضرة كل ما من شأنه ان يعيد عجلة الزمن، ويعزل عالمنا عن العالم المتطور، لغة القتل والقتال، والتي انحدرت الى اعمال اجرامية طالت طبيبة بريطانية جاءت متطوعة الى باكستان لانقاذ البشر من لعنة ربما تكون الهية حلت بساحتهم متمثلة بالسيول الغزيرة التي اودت بحياة الالاف من الناس تحت نظر الدول المحيطة التي لم تحرك ساكنا امام تعفن الجثث وانتشار الاوبئة، والامراض التي لوثت المياه، فجاءت الفرق المتطوعة من لندن واميركا، لاغاثة منكوبي باكستان، فما كان جزاء الاحسان، سوى الذبح وانكار المعروف، بحسب شريعة طاليبان التي تتشابه مع شريعة القاعدة، والتي تصدر معها من ذات المصدر معتمدة في ذلك على افكار عفنة تبيح لها قتل الاخر على الفكرة والدين والمعتقد، ان طاليبان تحرك رأسها مع القاعدة، لتثير الزوابع الاعلامية، وتبرر افعالها، ان هذه الانسانة التي تركت راحتها الى تعب المعاناة والاوبئة، هي صليبية وما على طاليبان بحسب قواعدها العفنة والتي جاءت بها من ظلام التاريخ الاسود ووضعت نفسها مع القاعدة قيّمة عليه، سوى قتلها مع فرق الاغاثة الاخرى.  لقد قرأت مقالا للكاتب عادل درويش في جريدة الشرق الاوسط، في الرابع عشر من آب الجاري، طرح فيه مشكلة الصمت المطبق، الذي جلل هذه الحادثة المؤلمة، والتي راح ضحيتها مجموعة من الاطباء من بينهم، الطبيبة البريطانية الشابة كارين وو، وكان المقال تحت عنوان:(اين فقهاء خير امة اخرجت للناس)، وهانحن معكم نعود الى الدرب الذي تملؤه الاجراس، لتثير الضجة في افغانستان وباكستان والعراق، لتدار الاعناق باتجاه الوريث الشرعي لدهاليز التاريخ وظلام الكهوف، التي يود هؤلاء العودة اليها، ليشهروا سيوفهم على الناس ويتنادون، انهم خير امة اخرجت للناس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram