بغداد / خليل جليل لا تزال مباراة أربيل والطلبة التي استضافها ملعب فرانسوا حريري في ذهاب نصف نهائي مسابقة الدوري تثير جدلاً كبيراً لما رافقتها من أخطاء تحكيمية كان بطلها حكمنا علي صباح الذي لا ينكر ان تلك المباراة الحساسة خرجت من بين يديه لتكون واحدة
من المباريات المليئة بالأخطاء التحكيمية والملابسات الادارية والتنظيمية التي طغت على أرجاء الملعب بسبب عدم تدارك الحكم علي صباح والتحسب لها قبل انطلاق المباراة. صحيح ان علي صباح كان محطّ انتقادات واسعة خلال اليومين الماضيين عندما فتحت عليه نيران النقد اللاذع الى الحد الذي اتهم بفشله ليس بقيادة المباراة مثلما اشارت بعض وسائل الاعلام الرياضي، بل بمنح أربيل فوزاً على حد تلك المزاعم التي نشك فيها طبعا، فليس من المعقول ان يتجرأ حكم لكي يذهب بالمباراة الى اتجاه مقصود. وهنا نتساءل : هل كان علي صباح قاصداً ان يقع في تلك الاخطاء؟ نعتقد ان الإجابة على هذا التساؤل لا تذهب في هذا الاتجاه، لقد وقع علي صباح في اخطاء كان بأمكانه ان يتجنبها ويضع للمباراة قبل انطلاقها حدوداً تنأى بها عن كل تأثير وعن كل ما يسيء لهذا اللقاء المرتقب. واللافت في الامر ان حكمنا علي صباح مثلما شاهدنا تعمده في تصحيح اخطائه بأخطاء أخرى كانت واضحة لاسيما بعد ان ادرك بان حالتي الطرد التي تعرض لها الطلبة كانت أحداها غير مستحقة فضلا عن القرارات الاخرى التي أثارت حفيظة الطلبة بيد ان احداً لا يذكر الخطأ الفادح الذي اقترفه صباح في إطار رغبته بإزالة آثار أخطائه بحق الطلبة عندما ألغى هدفا لا غبار عليه لمصلحة اربيل في الدقائق الاخيرة عندما انبرى الدولي مهدي كريم لاعب اربيل لكرة ثابتة دخلت المرمى واثبتت اللقطات المعادة بان الكرة ارتدت من مكان خلف القائم بقليل بعدما تجاوزت خط المرمى وكأنه يريد أن ينأى عن أخطائه الأخرى مقابل تصحيحها بخطأ آخر اقترفه بحق اربيل من دون ان يتم التركيز على هذا الخطأ من وسائل الإعلام التي فتحت نارها على المستوى المتواضع الذي ظهر به علي صباح. ****مرة أخرى تشهد ملاعبنا في العاصمة غياباً مؤلماً وقسرياً لجمهور أنديتنا وخصوصاً الكبيرة عندما تخوض فرقها اليوم مباراتي إياب نصف النهائي بسبب تصرفات وسلوكيات بعض المحسوبين على جمهور تلك الاندية التي باتت تدفع ثمن تلك التصرفات والسلوكيات التي تدخل في اطار أعمال الشغب المرفوضة والتي تستحق ان يتصدى لها. فبعد ان ظهرت مظاهر الشغب تلك في المراحل السابقة من منافسات النخبة كما توقع لها نظراً لحساسية المنافسات  وتطلع الفرق للوصول الى المربع الذهبي، يبدو ان الاتحاد العراقي لكرة القدم بات مقتنعا بتكرار مثل هذه الاحداث طالما لم تجد من يكبح جماحها في ظل غياب الدور الذي تضطلع به كما يفترض قوة حماية المنشآت الرياضية، وكذلك بقية العناصر المكلفة بحماية الملاعب وعدم الأخذ بنظرالاعتبار اهمية السيطرة على مدرجات الملاعب ومراقبتها بشكل دقيق للتصدي لكل من يسعى لإثارة هذه الأعمال المرفوضة وبالتالي تنظيف مدرجاتها من تلك العناصرالدخيلة على كرة القدم والتي كما يبدو بأنها مندسة على نحو منظم لإثارة الفوضى وترسيخها في اجواء ملاعبنا. صحيح ان منافسات الدوري وصلت الى مراحلها النهائية وسيسدل الستار على فصولها، لكن ان تبقى مثل هذه الاحداث من دون ان تتخذ التدابير المستقبلية بشأنها وعدم معاقبة مثيري الشغب مستقبلا ، سيؤدي ذلك الى تغلغل هذه الاعمال في ملاعبنا وتضرب اطنابها زمناً بعد آخر وتتحول الى مظاهر يستعصي إيجاد الحلول لها.