د. غضنفر حكمت محمود الشيخ خبير قضائي تقليعة هذه الأيام في تمرير الروح العدائية وما يعلوها من قهقهات رعن لاستدراج الشخصيات الفنية والإعلامية والإيقاع بهم تحت ذريعة ما يسمى (الكاميرا الخفية) الفاقدة لضوابط ومفهوم هذه اللعبة والمزحة الشائعة في العالم بأسره
والمعروفة باسلوبها الشفاف والمؤدب المهذب الهادف نحو الترفيه والارتقاء لا التنكيل آو كما يحلو لمن هب ودب من غير ذوق أخلاقي مؤصل.هذه التقليعة في الحقيقة هي الضالة التي يجد فيها المنحرف نشوته انطلاقا من روحه العدائية لإشباعرغبات وحشية والتلذذ بالانتقامية الموبوءة بعقد تراكمية دفينة للتنفيس عن أحقاد متوارثة أو مكتسبةوبالتالي التنمر على الأبرياء والانتعاش بالتسلط السادي أمام الكاميرات وعلى شاشات التلفزيون.الفريق الذي ينتعش بانتصاب أذانه وبتحريك أذنابه والتكشير عن أنيابه لم يكن ألا ثلة من الدخلاء المتسللين التفت حول المراكز الإعلامية وفي غفلة تسلقت بخلسة لتعبث في هذا الصرح الثقافي المتمثل في القنوات الفضائية الإعلامية وانتهاك حرمة المهنة ولا يخفى إن هؤلاء لابد من ان تنقصهم العلوم الفنية والأدبية الأخلاقية المهنية ولم يحصلوا من التجربة الا على قشور لاتسمن ولا تغني عقولهم الخاوية وعيونهم غير المبصرة أكيد ليس بمقدور هؤلاء الا أن يقدموا البرامج الواطئة الرخيصة المبتذلة وواضح جلي لا يفقهون من الرشد شيئاً.الراشدون هم وحدهم يعرفون كيف يلتقطون الحكمة ويسعون الى تهذيب الطروحات اجتماعيا وأخلاقيا لحماية الانسان من مقاصد السوء تجنبا من الأضرار نفسيا ومعنويا وماديا التي قد تلحق بهذا الكيان العظيم حتى وان كان على سبيل المزحة. النظرة الضيقة لعموم من ساهم في ترويج تفاهات جعلت من السفهاء يتمادون في التجاوزات والاستفحال في الصلف متناسين حجومهم أمام العمالقة من كبار الشخصيات البارزة وهي ظاهرة تراود الأقزام الحائمة لاستغلال الفرص بحجج تحت مسميات ( المقالب ) بغض النظر عن قساوتها ودرجة مخاطرها. فأي تجاوز اكبر من هذا التجاوز... وأي استخفاف اكبر من هذا الاستخفاف الذي لم يعد يقيم وزنا حتى الى الفئات العمرية ناهيك عن سنين النضال الطافحة بالنشاطات والأعمال التي قدمت لخدمة العراق ولشعبه العظيم إن تجاهل هذا الجانب دليل واضح على إن هناك خللاً كبيراً في التربية الأسرية وفي النشأة البيئية.ياترى من المسؤول عن تحمل النتائج السلبية والأضرار السيئة ومن غير المستبعد أن تلحق بمزيد من المضاعفات المرضية حيث أن هذا النوع من المساس قد يعرض المرء الى الصدمات المفاجئة آو ربما الى إصابات لايحمد عقباها من حالات عصبية قد تقود الى الجلطة الدماغية آو الذبحة الصدرية وما شاكل ومن غير المعقول أن يقدم أي عاقل على بث الذعر وإثارة الرعب في نفوس الآخرين بهذه الانتهاكات الخطيرة الا إذا كان ذلك الشخص يعاني أمراضاً نفسية آو نتيجة لإصابته بلوثة دماغية لامحال حالة من الحالات المرضية المعقدة التي تلاصق أرباب السوابق من المجرمين والقتلة ومن حذا حذوهم.هذا الخرق غير المهني لن يحصل لو لا غياب رقابة الجهات المسؤولة والعجز عن تشكيل اللجان الخاصة باختيار دقيق بعد إخضاع المتقدم للعمل الى اختبار وانتقاء لغربلة العناصر الهامشية وابقاء المبدعين لذا برزت مخلوقات غريبة طرأت على الساحة الفنية والإعلامية بهذا الكم المقيت. الا يكفي ما يتعرض له أبناء العراق واخص بالذكر ـ الفنانين والإعلاميين ـ يوميا من تهجير وغربة وتشريد ناهيك عن مصاعب الحياة الأخرى؟وبدل أن تسعى قنواتنا الفضائية إلى الترفيه عنهم... تضعهم موضع السخرية والاستهزاء... وعلى محك من حافات الموت .فليس اشد عمىً من أولئك الذين لا يبصرون وليس اشد صماً من أولئك الذين لا يسمعون ونباحهم أسوأ من العضة.ثم منذ متى والقنوات التلفزيونية تحولت لإرهاب الناس..؟ والاسوا من ذلك أن تتحول عناصر الحماية بدلاً من توفير الأمن والاطمئنان وإشعارنا بالاستقرار إلى مصادر إرباك وإزعاج واستفزاز للناس.إن ابتعاد هذه العناصر عن واجبها العسكري الأساسي المتمثل في الانضباط ... والالتزام بالواجب المقدس... لخدمة المواطن من اجل راحته وأمنه في عموم البلاد... زعزع الثقة وبشكل مطلق وأثار مفاجأة... وتساؤلات مقلقة... أيعقل أن تشترك القوات المسلحة في جمهورية العراق في هذه المهزلة تلبية لرغبات مائعة... واستجابة لطلبات طائشة تفتقر الى الكثير من الوعي والشعور بالمسؤولية عجبا لهذا الانصياع المتسرع ... ولهذا الموقف الفاقد للحكمة والتعقل.أود أن انوه إن طيبة الفنان... والخلق الذي يتحلى به... إضافة الى الاحراجات... كل هذا وذاك جعله يميل الى الملاطفة... والامتثال الى الدبلوماسية في إقناع نفسه بتقبل الفكرة... ليس.. الا من باب المجاملة لعدم خلق أزمة أو تضخيم الحدث... والقصد أيضا لتجنب تصعيد
النزعة الإرهابية...فـي المقالب التلفزيونية
نشر في: 30 أغسطس, 2010: 05:52 م