اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > رمضان العراقيين دعوة للتآلف والتكاتف والوحدة

رمضان العراقيين دعوة للتآلف والتكاتف والوحدة

نشر في: 30 أغسطس, 2010: 06:21 م

ولان أبواب السماء ستكون مفتوحة فان العراقيين مدعوون في هذا الشهر المبارك الى رفع اكف الدعاء حتى تنجلي المحنة ويزول البلاء وتهطل الأمطار من جديد وينساب التيار الكهربائي (أثناء الفطور والسحور وأوقات الصلاة والدعاء ليلا).
يتحرك الناس قبل حلول شهر الطاعة بايام، في الأسواق سيما أسواق الشورجة وجميلة وبغداد الجديدة والكرادة في الرصافة والكاظمية والبياع والشواكة في الكرخ حيث تفتح المحلات أبوابها للمتسوقين قبل حلول رمضان.وفي خضم استعدادات الباعة الرمضانيين يقول فاخر الصبي الذي يعمل مع والدته وشقيقيه الصغيرين في تهيئة كشك البيع بمنطقة بغداد الجديدة مضى شهران وأنا أبحث عن التمور الفاخرة من تلك الأنواع المعبأة داخل العلب والمطعمة بالفستق واللوز والجوز وهي الأنواع الأكثر مبيعاً، وتعد هذه المواد إضافة إلى أصناف اللبن الرائب لقمة الفطور الأولى للصائمين. ويشير الصبي إلى أن زبائنه يعرفون الطريق إلى الكشك الذي يتخذ منه متجرا لتقديم الرطب الطازج بكل أنواعه، ويبدأ سوق الشورجة أكبر أسواق العراق وأقدمها بعرض مواد المائدة الرمضانية التي تقول عنها الحاجة أم مهند التي جاءت للتبضع إن أنواع الشعرية والعدس التي تعد منهما الشوربة والكمون وبهارات القدر وبهارات البرياني وبهارات الكبابة، كل منها يدخل في نوع من أنواع الطعام الرمضاني، وتتحسر أم مهند لأنها لن تتمكن من شراء كل ما تحتاجه هذا العام لضيق الحال.من جهته يخشى الحاج أكرم عبد الواحد على حياته من التسوق في سوق الشورجة، فالتنقل بين أسواق بغداد لم يعد مثلما كان، الخوف صار شريكنا على مائدة الطعام الرمضانية، قالها الحاج بحزن وهو لا يعرف من أين ومتى عليه أن يبدأ رحلة التبضع الرمضانية.ويتحدث جبار أبو منتظر فيقول اعتدنا أنا وأشقائي وأولادنا أن نجتمع معا في رمضان, نفطر ونتناول السحور معا.. نتعاون فيما بيننا كل واحد منا يختص بتهيئة حاجة من حاجات الفطور أو السحور، وبينهما نقرأ القرآن الكريم ونصلي بخشوع ونردد الدعاء لله سبحانه وتعالى بالمغفرة.وفي مقابل أبو منتظر هناك أم مثنى المرأة الستينية التي تقول بحزن “لم أعد أفرح بمقدم هذا الشهر الفضيل أعاده الله على المسلمين بكل خير.. قتل زوجي على أيدي مجهولين وهاجر أولادي خارج البلاد بعضهم في أوروبا وبعضهم مازال ينتظر الهجرة في الدول المجاورة.. تشتتت العائلة وذهبت أيام الفرح.. ليس في البيت الكبير الذي كان زاهيا في السنوات الماضية غيري وشقيقتي العجوز وعم الأولاد المقعد.وإلى جانب شكوى أم مثنى من تشتت العائلة، هناك حكاية صبار رحيم (57 سنة) الذي ضاع منه كل شيء، الأولاد والزوجة والبيت وتحول إلى زائر يشعر بأنه غير مرغوب فيه لدى أشقائه بعد أن قتلت أسرته في انفجار مدمر الشهر الماضي، يقول: ضاعت عائلتي بين أنقاض العمارات ولم يتمكن عمال الإنقاذ إلا من التعرف على جثة ابنتي الصغيرة زينب, أما بقية أفراد العائلة فقد مزقهم الانفجار.وصبار رحيم كغيره يقول في انتظار رمضان شهر الله "سأدعو لعائلتي بالرحمة والمغفرة كل ليلة في رمضان"، قالها الرجل وهو شارد الذهن.بشكل عام فإن ساعات العمل في القطاع الحكومي أو الخاص تقل بصورة واضحة في رمضان؛ وهو ما يعطى الناس فرصة كبيرة للاستفادة القصوى في تقوية صلتهم بالله عز وجل، وهو ما يبدو بوضوح في مساجد العراق التي تكتظ بالمصلين خلال هذا الشهر المبارك والتي تشهد في الوقت نفسه دروسا علمية لبيان أحكام الفقه الإسلامي في القضايا المختلفة؛ وخاصة فيما يتصل برمضان وقدسيته وكيفية استغلاله بأفضل صورة ممكنة.وللإفطار في العراق مراسم وطقوس خاصّة حيث يجتمع الأهل والأقارب لتناول الإفطار في بيت الوالد أو الأخ الأكبر في كثير من الأحيان، وتتكون وجبة الإفطار عادة من”الشوربة “ التي تتكون من”العدس و الشعرية والكرفس الأخضر، وبعدها يتجهون للمساجد، وذلك قبل أن يتبادلوا الزيارات مع الأهل والأصدقاء والتي تستمر لوقت متأخر من الليل.أما (أبو الطبل) فإن عمله يبدأ آخر الليل وتحديدا قبل الإمساك بساعة؛ حيث يجوب الشوارع وهو يطرق على (طبلة) صغيرة يحملها في يده داعيا الصائمين إلى ضرورة الاستيقاظ لتناول طعام السحور قبل أن يداهمهم الوقت، وعادة ما يتناول العراقيون في سحورهم بعض المأكولات الخفيفة مثل الخبز والجبنة والبقلاوة.أشهر الحلويات التي يتناولها العراقيون في رمضان هي الهريسة العراقية المغطاة بالدارسين والهيل، ومن أشهر حلويات العراق على الإطلاق البقلاوة والزلابية.وتقوم الغالبية العظمى من مساجد العراق في رمضان بتقديم وجبات إفطار رمضانية طوال الشهر من تبرعات المواطنين، ويجتهد العراقيون كثيرا في إحياء العشر الأواخر من رمضان وخاصة ليلة القدر وذلك عن طريق الاعتكاف فى المساجد التي تزدحم في جميع أيام رمضان بالمصلين رجالا ونساء، والذين يحرصون على أداء صلاتي العشاء والتراويح بها حيث لا تتسع المساجد أو الطرق المجاورة من كثرة زحام المصلين.هناك في ديار الغربة، ما زالت تقبع الآف الافئدة بعيداً عن أجواء رمضان ذات النكهة العراقية الخالصة وثمة ناس اضطرتهم ظروفهم لترك البلاد و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram