علي حسين ما أتعس ان تذرف الدموع كذباً دفاعا عن الحرية وحقوق الشعوب وحق العراقيين في الاستقلال وطرد الامريكان من اراضيهم مثلما تفعل دول و فضائيات"ثوار.. ثوار لآخر مدى"، عندما يتهمون الشعب العراقي بالخنوع والخضوع للارادة الامريكية وبانه فتح ذراعية للاحتلال.
اليوم أمريكا تترك العراق لاهله، فماذا سيقولون الآن؟!سيقولون ان بوش مجرم حرب وقاتل محترف ترك العراق خرابا، متناسين ان اربعة عقود من حكم صدام احرقت الاخضر واليابس في العراق، سنقرأ بدءاً من اليوم مانشيتات صحف "القومجية" وهي تتباكى على عراق ارتكب فيه الامريكان – حسب قولهم -اكبر جرائم العصر.كل دروس التاريخ منذ بدء الخليقة تقول إن الطغيان والدكتاتورية لا تبني دولا، مهما كانت الشعارات التي يرفعونها والأكاذيب التي يأتون بها.هل تذكرون خطب القائد الضرورة من أن العراق سيصبح جنة المنطقة التي تهب رياحها على دول وشعوب العالم؟! أين هي الجنة، وأين هي الرياح؟! لم يشاهد العراقيون آنذاك سوى الجحيم.الحرية لا تأتي أبداً بالشعارات فهذه أدوات استخدمت لصناعة الدكتاتوريات والخراب، وعلى كل شبر من أرض العراق تلعن شواهد قبور ضحايا السجون السرية والمعتقلات والحروب العبثية، رافعي شعارات حارس البوابة الشرقية.لا فرق بين صدام وقومجية العصر الحديث، لأن كليهما يريدان تحويَل العراق إلى سجن كبير وثكنة عسكرية، وإذا ظهر العسكر اختفت الحرية وظهر الرعب والخوف والدمار.صدام ترك العراق ملفعا بالحروب، والباكون على عصره يريدون العراق في حالة حرب دائمة، حرب بين شعبها وطوائفها وصراعاتها القديمة التي تهدد الحاضر وتغتال المستقبل.إذا كانت الجيوش الأمريكية في طريقها الى الرحيل، فإن الارهاب القومجي لن يرحل إلى الأبد، فهو يريد ان يطبق لمخالبه على رقبة العراق وشعبه، يبحثون عن عراق يجند ابناءه ليل نهار لحروب مجنونة، ونقول لهم مثل تلك البلاد لم تعد تعيش في ضمائر العراقيين، أبشروا، أمريكا انسحبت ولكن بعد أن ايقن العراقيون ان معركتهم القادمة هي معركة من اجل بناء مجتمع ينزع ثياب الماضي البغيض ليرتدي ثوب الحرية.شعارات القومجيه مثل الوجبات المضرة بالصحة تصيب الجسد بالسمنة، وتسد الشرايين وتسبب كل أمراض القلب، لأنها زائفه لا تصلح إلا لشعوب ميتة.أين هتلر وبينوشيه وفرانكو وميلوسوفيتش وغيرهم من القتلة الذين دخلوا مزبلة التاريخ من أوسع أبوابها؟ أسماء كثيرة جداً، تمضي كالشريط الأسود في الذاكرة.العراق يفتح اليوم ابوابا جديدة للحرية، وللأسف الشديد هناك من يعيش بيننا ويحلم بالماضي الجميل ويذرف دموع التماسيح على منجزات القائد الضرورة ويردد الشعارات الزائفة نفسها التي حرقت العراق واغتالت شعبه.يعيش بيننا اليوم سياسيون يريدون باية وسيلة عودة نظام صدام من القبر، المهم ان يبقى مؤشر المذياع متوقفاً عند نشيد (ثوار..ثوار لآخر مدى).
العمود الثامن :دموع التماسيح
نشر في: 30 أغسطس, 2010: 06:27 م