دهوك /السومرية نيوز عبر مزارعو الكروم في دهوك عن مخاوفهم من تعرض إنتاجهم للتلف بسبب وفرته وعدم وجود خطط لتسويقه، فيما أكدت الجهات المختصة أن زراعة العنب في المنطقة تشهد اتساعاً كبيراً وهي تخطط لمعالجة مشاكل المزارعين.
وقال المزارع عادل عبد الرحمن "حقلي ينتج أكثر من 50 طنا من العنب سنوياً، إلاّ أنني أواجه مشكلة في التسويق والتخزين، لأن السوق المحلية لا تستوعب الإنتاج المحلي خلال موسم الاقتطاف، مما يؤدي إلى تلف المحصول"، مؤكداً أنه خسر العام الماضي 14 مليون دينار بسبب تلف محصوله وعدم تمكنه من بيعه.وأضاف عبد الرحمن أن "الدوائر الزراعية ترصد سنوياً مليارات الدنانير لدعم القطاع الزراعي، إلاّ أن ذلك الدعم بحاجة إلى خطط متكاملة"، مبيناً أن "تشجيع الإنتاج المحلي بحاجة إلى عمليات تسويقية ناجحة".من جهته، ذكر المزارع محمد سليم لـ"السومرية نيوز"، أن "إنتاج الكروم في دهوك شهد تحسناً ملحوظاً خلال الأعوام الماضية، إذ أن أغلب المزارعين في المنطقة بدأوا بإتباع أساليب علمية متطورة لإنشاء حقول الكرمة فضلاً عن زراعة أصناف متنوعة من العنب"، داعياً الجهات المعنية إلى "ضرورة إنشاء معامل للمنتجات الغذائية لاستيعاب محاصيل الفاكهة وتشجيع الإنتاج المحلي".وأضاف سليم أن "50% من محصوله من مادة العنب تعرض للتلف خلال العام الماضي بسبب عدم وجود مخازن ملائمة لحفظ الفاكهة"، مشيراً إلى أن "عددا آخر من مزارعي الكروم واجهوا المشكلة نفسها، وتعرضوا لخسائر مادية كبيرة بسبب وفرة الإنتاج وعدم تمكن السوق المحلية من استيعابها".ولفت المزارع إلى أن "العنب المحلي يتمتع بأسعار جيدة في السوق حالياً، إذ يباع الكيلو الواحد بـ1000 ـ 2000 دينار عراقي، إلاّ أن وفرة المحصول وعدم وجود المخازن الملائمة وغياب خطط تسويقية قد تؤدي إلى إغراق السوق كانت السبب في تراجع الأسعار وتلف المحصول".وبحسب مصادر مديرية الغابات والبستنة في محافظة دهوك، توجد أكثر من سبعة ملايين شجرة عنب في عموم المحافظة، تتوزع على نحو 58 صنفا محليا وإقليميا وعالميا. من جانبه، أكد رئيس قسم البستنة في مديرية غابات وبستنة دهوك درياوش انديوس شابو، لـ"السومرية نيوز"، أن "دائرته تدعم المزارعين من الناحية الخدمية والاستشارية لإنجاح زراعة الكرمة في المنطقة"، مبينا أن "إنتاج العنب في محافظة دهوك شهد خلال الأعوام العشرة الأخيرة اتساعاً كبيراً من ناحية حجم المساحات المزروعة وتطوير النوعية وزيادة المحصول، إذ أن حجم إنتاج الشجرة الواحدة للعنب يصل إلى ما بين 10ـ35 كغم خلال موسم المحصول.وأضاف شابو "ومن خلال الخطط التي وضعت في السنوات العشرة الماضية تمت زيادة حجم إنتاج العنب في المنطقة بنسبة 50% مقارنة مع بداية تسعينيات القرن الماضي، بالرغم من تدمير أكثر من65% من حقول العنب في المحافظة نتيجة هجمات الجيش العراقي على المنطقة خلال ثمانينيات القرن الماضي.واعتبر مدير بستنة دهوك أن "لزراعة الكرمة أهمية كبيرة لأنها تؤدي إلى صيانة التربة من التعرية فضلاً عن أهميتها الاقتصادية"، مؤكدا ضرورة "وضع خطط للاهتمام بزراعة العنب لأن منطقة دهوك ملائمة لزراعتها".وأوضح شابو أن "عدم وجود خطط تسويقية يعد عائقاً رئيسا في تطوير الزراعة في الإقليم، إذ أن الإقليم يفتقر الى الخبرة في مجال التسويق"، داعياً الجهات المعنية إلى "وضع خطط ستراتيجية لتحسين عملية التسويق بدءاً من بناء المخازن الكبيرة والملائمة لحفظ الفواكه الموسمية لتوفير الفواكه بشكل مستمر في السوق المحلية والحفاظ على الأسعار، وإنشاء معامل تعليب الفواكه، واستخدام التكنولوجيا المتطورة وتأهيل الكوادر العاملة في مجال تسويق الفاكهة".من جانبه، أفاد مدير إعلام زراعة محافظة دهوك محمد آميدي أن "زراعة دهوك أنشأت خلال الأعوام الماضية 18 مخزناً لحفظ الفواكه في حدود المحافظة وتصل الطاقة الاستيعابية للمخزن الواحد نحو 800 طن"، معتبراً أن "عدم إيصال الطاقة الكهربائية إلى تلك المخازن يعد عائقاً رئيساً لعمل تلك المخازن حتى الآن، إلا أن الدائرة تواصل جهودها لتوفيرها تلك المخازن لتتمكن من العمل بشكل مستمر".وأكد آميدى أن "الدوائر الزراعية في المنطقة مستعدة لتقديم جميع التسهيلات اللازمة لإقامة معامل الصناعات الغذائية من قبل القطاع الخاص"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "لدى مديرية زراعة دهوك أيضاً خططا مستقبلية لإقامة مشاريع للصناعات الغذائية في المنطقة بهدف تطوير الإنتاج الزراعي المحلي".وكانت مديرية زراعة دهوك قد أعلنت منع استيراد الفاكهة والخضراوات الأجنبية الموسمية بهدف حماية المحصول المحلي خلال موسم الإنتاج لتشجيع تسويقه محلياً، وتنفيذ القرار بالتنسيق مع الجهات المعنية في وزارة التجارة بدءاً من شهر حزيران الماضي حتى نهاية العام الحالي.وتشير مصادر مطلعة إلى أن غالبية تجار الفاكهة
مزارعو الكروم فـي دهوك متخوّفون من تلف محاصيلهم
نشر في: 31 أغسطس, 2010: 06:22 م