عادل العاملكان لا بد أن تكون لشهر رمضان تأثيراته المتنوعة البارزة على الأدب العربي قديماً و حديثاً، بفعل مكانته الدينية الرفيعة، و انعكاسه الروحي و العملي في مختلف نشاطات الحياة اليومية للناس في العالم العربي الإسلامي.
و كان في العصور السابقة أكثر تأثيراً بطبيعة الحال، لبساطة الحياة العامة آنذاك، و انشغال الناس بالشهر و طقوسه و أجوائه على نحوٍ أوسع و أعمق مما هي عليه الحال في وقتنا هذا لأسباب كثيرة معروفة. و قد انعكس ذلك أيضاً في الأدب بمختلف تجلياته و أنواعه، كالشعر و الحكاية و التهاني و النوادر و الأخبار. بل و كانت هناك، بفعل روح التسامح الديني و حب النكتة آنذاك لدى الناس، و منهم الأدباء و الفقهاء بوجهٍ خاص، مداعبات بشأن القدرة على الامتناع عن الطعام و الشراب خاصةً في أوقات الحَرّ.و قد أفرد أبو منصور الثعالبي في كتابه ( اللطائف و الظرائف )، مثلاً، بابين أحدهما في مدح شهر رمضان و الآخر في ذمّه، ضمن أبواب كثيرة أخرى مماثلة تتناول أموراً مختلفة كالدهر و الشجاعة و الحقد و المطر و الكتب و المال و الشتاء .. إلى آخره. و مما جاء في مدح الشهر قوله : في الحديث المرفوع : إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة، و غلقت أبواب النار، و صفِّدت الشياطين. و قال بعض الزّهاد : إن شهر الصيامِ مضمارُ نسْكٍ و سباقٍ إلى رضا المعبودِ و وصف الصاحب بن عبّاد هذا الشهر فقال ضمن أبيات : موقفٌ بالنهارِ غيرُ مريبٍ و اجتماعٌ بالليلِ عند المساجد أما في ذمّ شهر رمضان، و هو من قبيل الدعابة كما ذكرنا آنفاً، فقال : كتب أبو علي البصير ( و كان من ظرفاء وقته ) إلى ابن مكرم في شعبان : كتبتُ إليك في آخر يوم من أيام الدنيا، بإدبار شعبان، و أول يوم من أيام الآخرة، يإقبال شهر رمضان!و قال بشّار بن بُرد : قلْ لشهرِ الصيامِ أنحلتَ جسمي إنَّ ميقاتنــــا طلوعُ الهلالِ احهدِ الآنَ كلَّ جهدِكَ فينا &
أوراق رمضانية : رمضان في الأدب
نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 05:35 م