كتابة وتصوير/ أفراح شوقيوأنت تتجول في معظم الأحياء السكنية في بغداد، تطالعك  حركة عمران واسعة تجري هنا او هناك لبناء الدور او تعميرها بأطر جمالية مميزة قلبت شكل العمارة القديمة بطابعها الكلاسيكي واتجهت نحو تجميل الواجهات وتلوينها وتطعيمها بالحجر والقرميد بما يشابه البيوت التركية التي ظهرت في المسلسلات المدبلجة.
أكثر من مهندس معماري اخبرني بأن معظم طلبات البناء الحالي تأثرت الى حد كبير بما ظهر في تلك المسلسلات والتي تمتاز بجمالية الشكل الخارجي للدور بأسلوب البناء الاقتصادي بمساحات لا تزيد على 150 متراً، وكذلك بسبب سفر الكثير من العراقيين الى الخارج واطلاعهم على شكل البناء الاقتصادي هناك صار الاتجاه نحو تقطيع الدور ذات المساحات الكبيرة الى أخرى صغيرة والاستفادة من المال المتحقق في تعمير البيت او أعادة بنائه كليا من جديد، ووفق ذلك  ستنخفض كلف البناء وتسهل عملية تنظيف  البيت وكذلك  تبريده وتدفئته.أبو أيهم صاحب شركة الدار الجديد تأسست  عام  1992 قال: الاستقرار النسبي المتحقق في البلد افرز توجه  الكثيرين نحو تطوير وتعمير مبانيهم،  بأسلوب حديث يركز على  الفن المعماري الحديث والتغليف والتطعيم بمادة الحجر الكرانيت او (الكوبونات) وتعدد ألوان الطلاء،  وكذلك استغلال مساحات المكان بشكل عملي، وذلك عبر البناء العمودي (الدبل فاليوم)  وارتفعت على إثرها أسعار مواد البناء التي تستورد معظمها من الخارج، فالإنتاج المحلي مفقود ولم يبق لدينا سوى صناعة الطابوق! وكذلك خرائط البناء التي يصممها مهندسون معماريون عراقيون مشهود لهم بالخبرة واللمسات المميزة  في العمل حتى في دول الجوار, وتبلغ أسعار بناء  المتر المربع الواحد مليون دينار وهي تشمل أجور الكرسته والعمل، أي تسليم المفتاح، اما بناء  الدرجة الثانية فيبلغ حوالي 500-750 الف دينار للمتر الواحد، ولما لمس محدثي تعجبي من غلاء الأسعار قال: المواد المستخدمة في الإنشاء غالية، وقد اختلفت عما كانت عليه في السابق مثلا صرنا نستخدم السيراميك والزجاج الملون في تطعيم الواجهات والاصباغ البلاستيكية بدلاً من الاصباغ العادية وهي مقاومة للماء والحرارة والرطوبة، وكذلك المواد الصحية من مادة البلاستك المقاوم  وتداول حمامات الجاكوزي (حمامات السباحة الكهربائية) والارضيات من مادة البورسلين او المرمر والمطابخ من النوع التركي المفتوح ذي السقوف  البلاستيكية لسهولة تنظيفها.  في منطقة السيدية تزدهر حركة الأعمار وفق طرز حديثة  في البناء كشفت عن جمالية فريدة، في حين  بدت الكثير من الدور القديمة التي تجاورها كأنها لوحة جامدة تفتقر لألوان الحياة. احد مقاولي البناء الجديد اخبرني ان تأخر تشكيل الحكومة سبب تعطيل الكثير من مشاريع البناء، لان العديد من العوائل تريثت في أعمار دورها او تجديدها حتى يستقر الوضع السياسي في البلاد لتشرع هي ايضا في الاستقرار داخل بلدها  بأمان، ولفت إلى ان تحقق ذلك ستتبعه زيادة مضاعفة في اسعار البناء.