TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :الانسحاب فرصة للتحدي العراقي

كتابة على الحيطان :الانسحاب فرصة للتحدي العراقي

نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 07:45 م

عامر القيسي يتيح الانسحاب الاميركي، وفق اتفاقية الاطار الستراتيجي، فرصة تأريخية اخرى للقوى السياسية العراقية المهتمة حقا بمستقبل العراق والمشاركة في العملية السياسية، لتختبر قدراتها وشعاراتها التي طالما كانت حلما بالنسبة لهم.
الفرصة الاولى، فرصة اسقاط النظام الصدامي الذي تكفلت به القوات الاميركية بشكل أساسي، تسربت من ايدي قوانا السياسية، حين ادخلونا في دروب، اقتنع الجميع فيما بعد بأنها دروب خاطئة، دفعنا بسبب السير في ظلماتها ثمنا غاليا من دم ودموع وزمن. وعلقت معظم القوى السياسية اخفاقاتها وعدم قدرتها على التقاط اللحظة التأريخية تلك للانطلاق بها نحو المستقبل، على شماعة الاحتلال والاميركان تحديدا، وهي اسهل دروب التخلي عن تحمل المسؤولية والشعور بالراحة!لن ندخل كثيرا في دروب خطايا الماضي القريب ونفتح جروحا نريد ان نغلقها، لكن القوى السياسية الحيّة ستكون مسؤولة اليوم عن دفع خياراتها امام الجماهير التي انتخبتها، بعد ان اصبح الجميع بلا شماعات الآن، واغتنام الفرصة التأريخية الثانية باتجاه تحمل مسؤولية وطنية حقيقية على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتحويل الشعارات الى وقائع على الأرض من اجل عراق ديمقراطي جديد. انها لحظة تحدٍ واختبار..تحد للارادة العراقية الوطنية الصادقة في مواجهة كل التخرصات التي مازالت، رغم كل تطورات العملية السياسية، ترجمنا بالحجارة وتبيح دمنا بيد المجرمين وحثالات المجتمعات البائسة، بحجج الوجود الاجنبي ومخاوف الاطاحة بالكراسي الابدية على الطريقة العراقية! وهي لحظة اختبار لقدرات هذه القوى وإمكاناتها على اثبات مصداقية شعاراتها التي خاضت بها الانتخابات، وهي لحظة اختبار للقوى التي مازالت تتبجح بـ"مقاومة المحتل"لكي توقف مسلسل الدم والموت وتتجه لاختبار مقاومتها في دروب البناء والاعمار والتحضر واللحاق بأمم الدنيا المتطورة. انها فرصة حقيقية لاختبار قدرة قواتنا البطلة من جيش وشرطة واستخبارات الذين يلاحقون اوكار الجريمة والارهاب في عقر دارهم لحماية ارواح الناس.انها لحظة اختبار حقيقي امام هذه القوى لان تؤكد للمشككين انها قادرة على ان تمسك الارض والمجرمين معا، وان تقطع الطريق على كل من يريد ان يغامر بأرواح الناس تحت حجج لامعنى لها في سياق التطورات التي تشهدها العملية السياسية ومنها انسحاب القوات الاميركية المقاتلة.في لحظات التحدي يبرز العراقيون كمكون وطني واحد مع قواهم السياسية الوطنية الحيّة، والدليل ان الممانعات الشعبية العراقية هي التي منعت انحدارنا الى أتون حرب طائفية لايسلم منها الرضيع، وهي نفس لحظات التحدي التي قادت العراقيين الى صناديق الاقتراع، رغم تهديدات الارهاب باغراق الشوارع والارصفة بدماء المقترعين.وهي نفس لحظات التحدي في كارثة جسر الأئمة، ونفس زمن تحدي و مقارعة الدكتاتورية الصدامية.  في مفترقات الطرق دائما كانت هناك لحظات تحد حقيقية امام الشعب العراقي، كان يرصدها ويترصدها ويتحداها، واليوم لاتختلف لحظات التحدي الحالية عن السابقة الا في النوعية، ففي هذه اللحظات علينا ان نقول للعالم اجمع، الاصدقاء والاعداء والـ"نص ص"والشاهرين سيوفهم على رقابنا، اننا قبلنا التحدي، وان من يراهن على سقوطنا في الامتحان،لم يعرف معدننا بعد، أو أنه من الغباء الى الدرجة التي لم ير فيها رهانات الاعداء وهي تتساقط عند أقدامنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram