بغداد/ اياس حسام الساموكرحب مراقبون لـ"المدى"بتصريحات امين عام الجامعة العربية عمرو موسى بشأن العراق على اعتبار انه يحتاج في الوقت الحالي تحديدا الى دعم من جميع الاطراف فالتجربة الديمقراطية تمر بمنعطف مهم في هذه الاوقات، القوات الامريكية تنسحب من العراق
وتترك خلفها قوات ساندة لا مقاتلة والوضع السياسي يشهد ازمة وتعقيدات والكل يبحث عن حل لتشكيل حكومة عراقية وطنية لايهمش فيها احد.عمرو موسى عبر عن أمله فى أن يدخل العراق الى مرحلة جديدة من تطوره اذ اوضح ان المساعي لتشكيل الحكومة نشطة ولذلك فإن الأمل كبير في أن يعبر العراق نحو مرحلة جديدة كون ان المنطقة بحاجة لدولة بثقل العراق ونوه الى ان الكل مقصر تجاه العراق بما فيهم الجامعة العربية. تذهب بعض الاوساط الى ان تصريحات الجامعة العربية تشكل نقطة تحول ايجابية في اطار العلاقات بين العراق والجامعة العربية، فهي تعزز افق التعاون بين الطرفين على جميع الصعد سياسية كانت ام اقتصادية بالرغم من انها جاءت متأخرة، استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د.حميد فاضل يشير في حديث لـ"المدى"الى ان الحضور العربي لو كان قويا منذ البداية لكان فعالا ومؤثرا على المشهد العراقي، كان له ان يخلق التوازن ويدفع الكثير من الاشكاليات التي حصلت بعد 2003 وفي مقدمتها العنف، فاقامه العلاقات الجيدة مع الدول العربية له تأثير ايجابي في الحد من الارهاب فالكثير من العناصر الارهابية كانت تتسلل من هذه الدول وتتلقى الدعم المالي منها، معتقدا ان الجامعة العربية عاجزة عن تقديم اي شي ايجابي غير الدعم المعنوي من خلال الاعتراف بشرعية العملية السياسية في العراق. فاضل يرى ان لمثل هذه التصريحات اثر في العلاقات الدبلوماسية بين الانظمة العربية على اساس ان هذه الانظمة كانت تمتنع في السابق عن اقامة علاقات جيدة مع العراق الامر الذي له تأثير ايجابي على الوضع العراقي ووزنه الاقليمي. اما بشأن توقيت مثل هكذا تصريحات يقول فاضل: ان هذا الحديث لم يأت بوقت اعتباطي فهو مرتبط بأمرين الاول هو الانسحاب الامريكي كون الانسحاب من شأنه ازالة واحدة من الذرائع والحجج التي كانت تتذرع بها الدول العربية على العلاقات مع العراق اما الامر الثاني فهو مرتبط بأزمة تشكيل الحكومة فالعرب بصورة عامة والجامعة العربية بصورة خاصة يرون انهم اولى في التدخل لتشكيل الحكومة في العراق. فيما يذهب اخرون الى ان العراق لابد ان يكون ضمن المنظومة العربية على اعتباره عضواً مؤسساً في الجامعة العربية، فايجابية الوضع العراقي مرتبط بوضع الجامعة العربية، ووضع الجامعة العربية مرتبط بالوضع في العراق، د.ابراهيم البيضاني رئيس المركز الستراتيجي للبحوث والدراسات يرى في حديث لـ"المدى"ان هنالك ترابطاً بين الوضع في العراق والجامعة العربية فمسألة علاقة العراق بالجامعة يمكن ان تأخذ مسارها الطبيعي عندما يكون العراق بحالة ايجابية، مشددا على ان الانسحاب يعد خطوة ايجابية في مضمار هذه العلاقات كون هذا الانسحاب حول المهام للعراقيين.د.البيضاني لفت الى ان العلاقة بين الطرفين ينبغي فيها مراعاة امرين مهمين الاول هو ابتعاد العراق عن اي رد فعل عكسي تجاه علاقاته بالدول العربية وان يعمل على اقامة علاقات جيدة معها فعلى العراق الاهتمام بالمحيط العربي اما الامر الثاني فهو يتمحور في تجنب الدول العربية اي تعقيب طائفي على الوضع السياسي في العراق وترك الشأن الداخلي للعراقيين وعدم التدخل فيه، كون مسألة قوة العراق وتوحده مسألة مهمة للعرب والجامعة العربية. فعلى الاخيرة ان تؤكد الدور الاقليمي للعراق، مؤكدا على أن توقيت هذا التصريح مرتبط بالوضع السياسي في العراق فكل طرف يحاول فرض اجندته على الساسة العراقيين ويريد اثبات وجوده في العملية السياسية، مستدركاً اذا شكل الساسة حكومة قوية سيستطيع العراق حينها الرجوع الى محيطة العربي اما اذا كانت حكومة ضعيفة فلا اتصور أن تكون للعراق علاقات جيدة مع الدول العربية.فيما يصف اخرون جامعة الدول العربية كمنظمة اقليمية بالضعيفة حيث لا يمكن لها التأثير على اطرافها فهي لا تمتلك قوة الاجماع او الاغلبية في اصدار القرارات والكثير منها عندما صدر كان مخالفا للنظام الداخلي للجامعة وهو ما حصل عندما استصدر قراراتها خلال ازمة الكويت في 1990 وهو ما ذهب اليه المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي اذ تساءل في حديثه لـ"المدى"عن تصريحات عمرو موسى بشأن موقف الجامعة العربية هل على اعتبار الجامعة منظمة اقليمية ام على اعتبار الدول المنظوية تحتها، موضحا ان الامر مختلف بين الجامعة ودولها، فالاولى لا تمتلك آليات استصدار قرار كما في منظمات اقليمية اخرى كمنظمة حلف الناتو او ما كان يعرف بحلف وارسو، حتى المنظمة الافريقية نجدها تستطيع استصدار قرارت تهم الدول الافريقية وبالطريقة الصحيحة، بالتالي ان جامعة الدول العربية لا تمتلك آليات التواصل مع العراق التي من شأنها اكمال الصورة بالشكل الصحيح، الصميدعي اضاف: اما اذا كان يتحدث موسى عن الدول العربية المشكلة للمنظمة فبالتأكيد ان لمثل هذه الدول مصالح تجاه العراق تتبع الوجود الامريكي فنجد ان هنا
نقاط تحول فـي موقف الجامعة العربية من الوضع فـي العراق
نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 07:47 م