بغداد / نورا خالدسوق جديدة صار لها صيت واسع بين الأسواق العراقية،  لكنها لا تتعامل الا مع المستعمل ومعظم زبائنه من ذوي الدخل المحدود الذين أتعبت جيوبهم البضاعة المستوردة التي لا تصمد كثيرا أمام تذبذب التيار الكهربائي  فصاروا يبحثون عن القديم والأصلي في  سوق البالات الشهير في منطقة السنك.
 في مدخل  السوق بدا أبو احمد منشغلا في البحث عن ثلاجة جديدة بصحبة زوجته وقال:  بعد أن تكررت عطلات ثلاجة بيتي أكثر من مرة، والتي  اشتريتها منذ فترة قريبة  من احد متاجر الأجهزة الكهربائية، نصحني احد الأصدقاء بزيارة هذا السوق الذي يضم مختلف أنواع الأجهزة الكهربائية المستعملة من مناشئ عالمية معروفة لكنها تحوي بعض العيوب نتيجة الشحن لمسافات طويلة، وهي تعمل جيدا وتمتاز بأسعار مناسبة وجودة عالية. وخلال تجوالي في السوق لمست حركة ونشاطاً كبيرين  من قبل زوار السوق والباعة الذي باتوا يروجون لبضاعتهم  بشكل لافت وصار يقصدهم حتى  أصحاب  المحال التجارية في المحافظات بعد رواج سمعتها هناك.البائع أبو عبد لله  اشار  إلى إن منشأ هذه  الأجهزة هو  اليابان وتصل إلى العراق عن طريق البحر،  وفور وصولها إلى بغداد تدخل البضاعة إلى ورش خاصة لفحصها وصيانتها والتأكد من سلامتها لأن هناك إضرارا تحدث إثناء نقل البضاعة، واضاف: ان اسعار هذه الأجهزة تختلف حسب نوعياتها ومواسمها، فترتفع مثلاً أسعار المدافئ التي يكون الإقبال عليها  منذ بداية شهر أيلول حتى نهاية شهر شباط، وبعد نهاية الموسم نتحول  إلى بيع الثلاجات والبرادات والغسالات المستعملة التي تكون أسعارها مرتفعة في فصل الصيف، ولفت الى انه أثناء فتح و فرز البالة يتم تحديد مستوياتها  حسب نوعيتها وجودتها ودرجة استهلاكها ومن ثم تحديد  أسعارها. في محل آخر حدثنا صاحبه علي جبارعن هذه التجارة قائلاً: نحصل على هذه البالات عن طريق شركات تستوردها من الخارج وتدفع مقابلها رسوم الجمارك المحددة رغم ان البضاعة المستعملة لا تفرض عليها رسوم كمركية،  بعد ذلك يشتريها التجار كل حسب اختصاصه، فمنهم من يختص ببيع الثلاجات ومنهم من يختص ببيع الغسالات والمدافئ وغيرها ثم يتم فرزها حسب جودتها وإصلاح التالف منها وتصنيفها وبيعها للمشترين بأسعار مناسبة،إذ تتراوح أسعار الثلاجات بين (85 – 120) إلف دينار إما المدافئ فأسعارها تتراوح بين 40 إلف دينار للمدفأة الصغيرة إلى 150 إلف دينار للمدفأة كبيرة الحجم، إما سعر المدفأة الجديدة غير المستعملة فيصل إلى 400 إلف دينار مع أنها لا تنافس مدافئ (البالة) من حيث الجودة،وأضاف: هناك إقبال كبير على هذه  الأجهزة  ليس في بغداد فحسب وإنما في المحافظات أيضا، إذ يأتي ألينا أصحاب المحال من مختلف مناطق العراق كل أسبوع تقريباً لشراء كميات كبيرة من هذه الأجهزة لبيعها في محافظاتهم، كما إن هنالك ضماناً على هذه الأجهزة وهي فترة عشرة أيام إن حدث أي عطل خلال هذه الفترة فيمكن للزبون إرجاعها ليستبدلها بأخرى أو إذا كان عطلها بسيطا نصلحه له.