TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :شجار فـي الغابة

كلام ابيض :شجار فـي الغابة

نشر في: 4 سبتمبر, 2010: 06:06 م

 جلال حسن ما لا يصدق ، يوضع في خانة التعجب والاستغراب ، وترسم حوله علامات كبيرة من الاستفهامات الغليظة ، ليس لأنه خارج حدود التصور والمألوف ، انما خارج المنطق العام والفهم المشترك بين البشر .
هذه المرة وصلتنا الاخبار من منطقة أزادي شمالي كركوك تقول : أن شجارا نشب بين أربعة مواطنين من أهالي المنطقة وصاحب أحدى المولدات الأهلية التي تزود الطاقة الكهربائية، وأسفر الحادث عن مصرع صاحب المولدة وأصابه أثنين من أشقائه بنيران الاسلحة التي استخدمها المواطنون الاربعة ، وان سبب الشجار جاء نتيجة الاختلاف على ساعات تشغيل المولدة. هذه الحادثة تتزامن مع حادثة اخرى مماثلة بسوء الفهم ايضا وهي ان شجاراً نشب بين عائلتين في قضاء العزير التابع الى محافظة ميسان بشأن بقرة احدى العائلتين رعت في حقل الأخرى ما ادى الى قتل البقرة وبالنتيجة فزعت العائلة الثانية بأسلحتها الاوتوماتيكية  بالهجوم على قتلة البقرة وأسفر الحادث عن مصرع ستة اشخاص بينهم امرأتان وطفل. من نافل القول: لا يصدق أي عاقل في هذه الدنيا ان يصل أي خلاف ومهما كان الى استخدام السلاح ، ولا يمكن ان تكون لغة العنف هي الوسيلة الاولى والاخيرة بالحل. هل يمكن ان تقود اتفه الأسباب الى حالة هستيرية يفقد بها الانسان رشده  ويضغط على زناد الرشاشة ؟ أذن هناك خلل يؤشر ويؤكد نقصاً واضحاً في لغة الحوار والتفاهم ، وضبط النفس وحكمة الحياة بالتعايش السلمي والإنساني. ان حياة الغاب لا يمكن ان تندرج في بيوت شيدت بطابقين او اكثر وعلى جدرانها ساعات  كبيرة، ولوحات ومناظر واجهزة تكييف ، وعلى سطحها صحون لاقطة وأزرار تفتح جميع الفضائيات المشفرة ، وشبكات انترنت واجهزة اتصالات تبرق لجميع العالم .إن حياة الغاب لا يمكن ان تكون في المدن المليئة بالحدائق والسيارات الفارهة ، والجسور الطويلة و الأسواق العامة. وإلا لنجعل من بيوتنا معسكرات مدججة بالاسلحة و الهاونات والسيوف ونقتل من نشاء لأتفهة الاسباب ونعيد بربرية الغاب.!إن الانفعالات ومهما كانت مسبباتها لا تصل الى القبور. لان حكمة الحياة تستمد دورتها من الانسانية العليا من خلال التعامل اليومي بتداخل العمل المشترك بين الناس من التخادم والتعايش  والاحترام والحب والعطف والشعور العام بالآدمية .الانفعال ضيق في الأفق، وروح شريرة تفتك بالآخر دون حساب النتائج ، ودون وخز ضمير . كل الاسباب تؤدي الى  نتائج ،وكل النتائج لها أسباب، موت صاحب المولدة نتيجة والقاتل سبب . وبعد القصاص القانوني يصبح القاتل نتيجة  لأنه دخل السجن ،والمقتول سبب .!jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram