اعداد /فرات إبراهيم مسلسل «شيخ العرب همام» الذي ظهرت فيه الفنانة صابرين فيه وهي تضع باروكة (شعراً مستعاراً) فوق رأسها، أعاد الجدل الساخن والمثير حول حجاب الباروكة، وهل يجوز في حالات الضرورة أم لا؟ وإذا كانت هناك ضرورات تبيحه فما هي؟
إلا أن الجدل هذه المرة لم يكن مقصوراً على رجال الدين، بل امتد إلى الفنانات المحجبات أنفسهن بين من تؤيد حجاب الباروكة وبين من تعترض عليه؟ العديد من الصحف الفنية وحتى اليومية في مصر دخلت معركة" الباروكة " وفي هذا التقرير الذي أعددناه من خلال متابعتنا للقضية نسلط الضوء على الجدل الذي أثارته صابرين وهي تستبدل الحجاب بالباروكة. في البداية أوضحت الفنانة صابرين الأسباب التي جعلتها ترتدي الباروكة قائلةً: «ما فعلته لا يتعارض مع حجابي، فأنا وضعت باروكة بعدما أقنعني المخرج حسني صالح بأنه ليس منطقياً ظهوري في بعض المشاهد وأنا أجلس في المنزل أو في غرفة النوم بجوار زوجي في المسلسل، وهو الفنان يحيى الفخراني، وأنا أضع الحجاب مما يعد خروجاً عن مصداقية الأحداث، وسيجعل المشاهد لا يقتنع بما يتم تصويره.ولذلك وضعت الباروكة أثناء تصوير تلك المشاهد فقط، أما باقي المشاهد فقد تم تصويرها وأنا ارتدي حجابي الذي اعتز به ولم أفكر يوماً في خلعه أبداً، إلا أنني فوجئت باعتراض كبير من البعض، الى درجة أن مجموعة من الشباب أنشأت «كروب» على الفيس بوك طالبت فيه بمقاطعة المسلسل وعدم عرضه في شهر رمضان، بل طالبت الأزهر بعدم الموافقة عليه!». وأضافت: «أنا لم أخلع حجابي مثلما زعم بعض مواقع الإنترنت بمجرد ظهور الإعلان عن المسلسل على إحدى القنوات الفضائية». ونفت ما نشرته بعض الصحف أنها حصلت على فتوى من بعض العلماء بوضع الباروكة، مؤكدة أنها لم تحصل على أي فتوى بهذا الخصوص، وإنما وضعت الباروكة لاقتناعها بأن الضرورات تبيح المحظورات، ولأن عملها ضرورة أساسية لحياتها ومعيشتها، وهو الباب الرئيس لدخلها، فهو يعد من أهم الضروريات في حياتها، وأن الله يعلم ما بداخلها. وأنهت كلامها قائلةً: «لا أهتم بما يقال لأنني أحترم نفسي في أعمالي وحياتي، ومقتنعة تماماً بما أفعله، فلا أحد يمتلك مقاليد الجنة لأن غير المحجبات قد يكن أفضل من محجبات حجاباً ظاهرياً».اجتهاد جديدويؤكد المفكر الإسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين، الأستاذ في كلية دار العلوم-جامعة القاهرة، أنه يمكن أن تضع المرأة الباروكة كحجاب بشرط أن تغطي الباروكة شعرها كاملاً، لأن الشعر المستعار هنا يخفي الشعر الحقيقي للمرأة الذي يحرم إظهاره لغير المحارم من الرجال، وبالتالي يمكن جعل الباروكة تقوم مقام الحجاب. ورفض اجتهادات غالبية الفقهاء والمفسرين للحديث النبوي «لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة»، حيث فسروا «الواصلة والمستوصلة» بمن تصنع الشعر المستعار ومن تضعه على رأسها، فقال: «مع احترامي الشديد لاجتهادات الفقهاء والمفسرين القدامى والمعاصرين في هذا التفسير، اجتهد أن الواصلة هي التي تساعد في ارتكاب الفاحشة بالمساعدة في ايصال الراغبين والراغبات في ارتكاب الفاحشة إلى مكانها، أما مسألة وصل الشعر فالإثم فيها أخف كثيراً من تسهيل ارتكاب الفاحشة مما يستلزم اللعنة التي جاءت في بداية الحديث».وأنهى كلامه مؤكداًأن اجتهاده لا يعني رفضه «اجتهادات الآخرين وأن المجتهد الموضوعي الذي يبتغي وجه الله فقط يضع نصب عينيه المقولة الشهيرة للإمام الشافعي: «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب». ولهذا فأنا من أنصار عرض القضية برمتها على المجامع الفقهية مثل مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر لإصدار حكم شرعي قاطع ونهائي، حتى يتم القضاء على الالتباس على عامة الناس».التمثيل ليس ضرورةإذا كانت هذه بعض الآراء التي تبيح وضع حجاب الباروكة بضوابط محددة، فإن هناك من يعارضونه تماماً، ومنهم الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الذي يؤكد أنه لا يجوز تطبيق قضية فقه المضطر على الممثلات اللواتي يضعن الباروكة على رؤوسهن كبديل للحجاب بحجة الحبكة أو الضرورة الفنية؛ لأن التمثيل ليس ضرورة حياتية، فمن ترفض التمثيل بباروكة لن تموت جوعاً، والقاعدة أنه «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». كما أن الإسلام يدعو إلى سد منافذ الشيطان، حيث تعد الباروكة هنا نوعاً من الزينة التي تجعل المرأة أجمل في نظر الرجال، ولهذا فالإسلام يحرص على سد أبواب الفتنة انطلاقاً من قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان»، ولهذا فإن الوقاية خير من العلاج.جدل الفنانات المحجباتولم يتوقف الجدل على علماء الدين بل امتد إلى الفنانات المحجبات أنفسهن اللواتي اختلفت آراؤهن، فرفضت الفنانة سهير البابلي ما فعلته صابرين، مؤكدة أنه ليس ضرورة معتبرة أو ملحة، وأنها شخصياً عانت كثيراً من الن
باروكة صابرين تثير جدلا بين رجال الدين والفنانات المحجبات
نشر في: 4 سبتمبر, 2010: 06:13 م