واسط/ وكالة  و. أ . عبدأت الأيام الأخيرة من شهر رمضان تشهد مزيدا من الأمسيات الرمضانية في مدن واسط، فبعد أن أوشكت مسابقة المحيبس المركزية في المحافظة على الاختتام الذي سيكون قبيل انتهاء الشهر بليلة واحدة، بدأ الان نوع من الأمسيات تمثلت بمهرجانات الشعر التي كانت تزدحم بالحضور والشعر في أجواء محاطة بالأمان والاستقرار.
ولم تكن مهرجانات الشعر التي أقيمت في الكوت والحي والنعمانية والعزيزية مناسبات تلقى فيها القصائد فقط، بل تخللتها أحاديث عن فضائل شهر رمضان وإجراء المسابقات المختلفة منها ما كانت في الألغاز أو في المعلومات العامة. وقال الحاج كريم خفيف المياحي (منظم إحدى الأمسيات الشعرية في قضاء الحي) "أردنا من خلال تنظيم الأمسيات الشعرية أن نرتقي بمستوى الوعي لدى الحاضرين أكثر، حيث يختلف هذا النوع من الأمسيات عن الأمسيات المتعارف عليها في إجراء لعبة المحيبس مثلاً".وأضاف "عند بداية الشهر نظمنا مسابقة في لعبة المحيبس وبعد الوصول إلى المباراة النهائية أجلناها الى نهاية الشهر وأخذنا نقوم بتنظيم مهرجانات الشعر التي تتخللها المسابقات في المعلومات العامة وفي حل الألغاز".وقال إن "الهدف من هذا كله هو خلق نوع من الوعي المجتمعي، فمثل هذه المهرجانات يحضرها الكبار والصغار وتطرح فيها أسئلة أمام الحضور وذلك من شأنه أن يعزز الثقافة العامة ويزيد من الوعي بين الحضور".وأوضح أن "اللجنة المشرفة على هذه الأمسية خصصت جوائز تقديرية تقدم للفائزين في تلك المسابقات". ويقول الشاعر ناظم الحاشي ان "الجميل في الأمسيات الشعرية أنك تسمع شعرا عن وحدة العراق من الشمال إلى الجنوب، وينشد الشعراء قصائد تعزز المصالحة الوطنية وتحث على لم شمل أطياف الشعب العراقي دون تمييز أو تفريق".rnوأضاف "لا تخلو المهرجانات الشعرية عن معاناة الفقراء والمعوزين ومناشدة الحكومة بالالتفات إلى هذه الشريحة الواسعة من الشعب العراقي، كما أن الجانب الإيماني والحديث عن فضائل الشهر يكون حاضرا من خلال القصائد التي ينشدها الشعراء".ويقول زميله الشاعر سمير صبيح إن "مثل تلك الأمسيات كانت تزدحم بالشعر مثلما تزدحم بالحضور والمشاركة الفاعلة في ظل الاستقرار الأمني الكبير والواضح".وأضاف "لم تكن المناسبات الدينية ومنها ولادة الإمام الحسن وجرح واستشهاد الإمام علي وليلة القدر بعيدة عن موضوعات القصائد التي قرأها الشعراء مثلما كان المشهد السياسي حاضرا بقوة في القصائد الأخرى ما يجعل المتعة متاحة أمام جميع الحضور".ولفت صبيح الى أن "الفعاليات الثقافية صارت جزءا مهما من الأمسيات الرمضانية مثل تنظيم مهرجانات الشعر وإقامة المعارض الفنية المختلفة مثل معرض الكتاب أو الصور الفوتغرافية أو تنظيم المسابقات وغير ذلك من هذه الفعاليات التي تخطت الفعاليات الشعبية السائدة في رمضان أيام زمان".واعتبر هذا النوع من الفعاليات مفيدا كثيرا ففيه الكثير من المعلومات العامة التي تعزز ثقافة الفرد وتزيد من وعيه وتجعله يبحث دائما عن المتابعة والاهتمام بالكثير من القضايا المحيطة به".ويرى الشاعر محمد الصباغ أن "أيام رمضان تكتسب خصوصية مميزة دائما وكل ما يقام خلال هذا الشهر هو مفيد وممتع، ويجد الصائمون بعد الإفطار فسحة واسعة في الأمسيات التي تقام في هذا المكان أو ذاك". وأضاف أن الاستقرار الأمني في محافظة واسط على وجه الخصوص كان عاملا مشجعا على إقامة تلك الأمسيات التي تميزت بالحضور الجماهيري الكبير ومن مختلف الإعمار، والجميل في هذه الأمسيات انها كانت تقام تحت إشراف أشخاص بعيدين عن السياسية والأحزاب وسطوتها ما جعلها تكتسب تلك الأهمية الكبيرة".rnوقال الصباغ إن "حضور الشخصيات المؤثرة في المجتمع والشيوخ والوجهاء في تلك الأمسيات يدل على نضجها وكونها غير مسيسة وهذا من أسباب نجاحها، فالأمسيات التي أقيمت في الكوت والحي والنعمانية كانت نوعية من حيث الحضور ومنضبطة وما قدم فيها من فقرات كان مفيدا وجميلا في نفس الوقت لأنه جمع بين الشعر والدين والثقافة سواء من خلال القصائد التي القيت فيها أو من خلال الألغاز والمسابقات التي قدمت بلون رمضاني ممتع".rn