TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > رمضان الأمس :الأطفال في رمضان

رمضان الأمس :الأطفال في رمضان

نشر في: 4 سبتمبر, 2010: 06:22 م

باسم عبد الحميد حمودي للأطفال في رمضان قديما شأن خاص لا يقل أهمية  عن شأن الكبار واهتمامهم بالشهر الكريم ،فرمضان يتيح لهم المزيد من الحرية في التحرك بعد الإفطار قريبا من المضافات والمقاهي حيث يجلسون في نهاياتها ليستمعوا الى أحاديث الكبار ويشهدوا أداء الحكواتي .
 ويصطحب بعض الرجال أولادهم الى الدواوين ليجلسوا في مكان بعيد عن جلوس الرجال لكنه يحظى بمراقبتهم خشية العبث  وأحداث الضوضاء،حيث يتعلم الطفل بين السابعة فأكثر فن الإصغاء والانصات .   اجلى ما يكون ذلك في المساجد والحسينيات حيث يصحب الرجال أولادهم لأداء التراويح او حضور التعزية فيكون في حضورهم نوع من التعليم والثقافة الدينية .  الاطفال عموما يميلون الى الحركة ومغادرة الهدوء المطلوب في المجالس فيعمدون الى التخلص من مراقبة الكبار والتجمع في رؤوس الشوارع  والساحات لأداء ألوان من الألعاب المشتركة والفردية، وقبل كل لعبة يعمد الاطفال قديما – والى اليوم – الى أداء لعبة  ( الماجينة ) حيث يطوفون على البيوت وهم يرددون اغنية الماجينة ليحصلوا من صاحب البيت على مبلغ من المال والكليجة – ان امكن- لينتقلوا الى باب بيت آخر،فإذا حصلوا على مايكفيهم أو ربما أتعبهم التجوال جلسوا سوية متفقين على شراء الحلويات أوأقتسام المبلغ ليتصرف كل فرد بما يراه . بعض الاطفال يميلون الى التجمع لتقليد الكبار في اداء لعبة المحيبس او أداء العاب أخرى مناسبة منها سمبيلة السمبيلة والبلبل حاح والشكام وغيرها،وهذه الألعاب خاصة بالكبار وخصوصا الشكام ،وهي لعبة فيها نوع من القوة حيث يحمل كل طفل احدى قدميه ويطويها وهو يقفز بالثانية ملاحقا زميلا ليقفز على قدم واحدة فيصطدمان ليقع احدهما وينسحب من اللعبة ويبقى الآخرون في ساحة اللعب حتى يجري الصدام الضاحك الذي ينتهي بأنتصار احدهم على الآخرين.  العاب البنات  متنوعة ومنها لعبة شدة ياورد  أو لعبة التوكي  وسواهما والكثير من البنات يقلدن امهاتهن في الحركة والحوار مع الأخرى والتصرف،فيما تفضل الكثير منهن ملاحقة الام أو الاخت الكبرى في القرايات والمجالس النسائية التي تنعقد في ليالي رمضان.  اطفال آخرون يفضلون الاجتماع في الهواء الطلق وهم يقدمون فيما بينهم فصولا ممثلة من السيرة الهلالية ( احدهم يمثل دور ابي زيد والآخر يمثل مرعي  وهكذا ) او عنترة حيث يقدمون العبسي الاسود واخيه شيبوب وشداّد وشقيقه مالك ويختارون اجمل الاولاد ليقوم بدور عبلة  أو يقدمون نماذج أخرى من السير الشعبية،والموهوب منهم من يجذب الصغار حوله ليحكي لهم حكاية سمعها من الكبار،وهكذا يزجي الأطفال بالأمس وقتهم الرمضاني من دون ارتباط  بشاشة او قناة اضعفت من حيويتهم حديثاً.rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram