كتابة : محمد الملا عبد الكريمتقديم : باسم عبد الحميد حمودي وجدت هذا البحث القيم منشورا في العـدد الثاني من مجلة( التراث الشعبي)الصادرعن مطبعة النعمان بالنجف وصاحب الامتياز فيها هو الباحث الكبير لطفي الخوري ورئيس تحريرها يومئذ هو المحامي الديواني حسين علي الحاج حسن , وهوباحث معروف في الدراسات الفلكلورية .
كاتب البحث الاستاذ محمد الملا عبد الكريم وهو باحث معروف في التراث الكردي والعربي وقد نشره بعنوان ( الحالة الدراسية والاجتماعية في مدارس كردستان الدينية ) وقد افدنا من البحث ما يخص جهد الطلبة في شهر رمضان في كل قرية كبيرة مسجد ورجل دين وفي محلات المدن كانت توجد مدارس ومساجد وطلبة , فكان الطلبة يدورون كل مساء على دور القرية او المحلة ليأخذوا من كل دار خبزا واناء من الطعام من احسنها حالا. في بعض الانحاء كان الطلبةيجمعون الخبز صباحا ( ويبادلونه بالنقود ) لشراءالسكّر والشاي ... (ويتحث الكاتب عن جمع الطلبة للنقود في القرى بمبادلة الزبد الذي يجمعونه بالنقود في القرى ) وهذه العملية تسمى ( راتبة ) وهي نفس كلمة الراتب بالعربية, حيث ينادون أمام كل دار أو خيمة( راتبة الطلبة يرحمكم الله ) , وكان اهل بعض الدور يقّدّرون خدمة الطلبة للدين والعلم فيمنحونهم عطاء لابأس به . وتستمر هذه الجولات 20-30 يوما يعود بعدها الطلاب وتقسم كل جماعة ما حصلت عليه . وكانت هناك مصادر أخرى للمال للطلبة فقبل أن يحل شهر رمضان يأخذ الطلبة بالتجول في القرى القريبة التي ليس فيها من يقوم بأداء الوظائف الدينية فيتفق الطلبة مع الاغا أو المختار على أن يحضر هو خلال شهر رمضان ويؤدي لهم شعائر الدين على أن يمنحوه زكاة الفطر(ويقوم بعض الطلبة بالتوسط لدى المتنفذين لكي يعين اماما للقرية خلال رمضان) وبعد صلاة عيد الفطر يؤدون اليه الزكاة نقودا أو مزروعات عينية( حنطة ) أوتبقى دينا في ذمتهم إذا كان موسم المحاصيل لم يحل بعد فيضطر الطالب لان يرجع مرة اخرى لاستلام الحنطة وبيعها , وفي هذه الحالة غالبا ما يتأخر الطالب في العودة الى القرية حتى عيد الضحى لعله يحصل على جلود الاضاحي وبعض المساعدات .. وكان معدل محصول الراتبة او امامة رمضان او زكاة الفطر 4-5 دنانير. ولم تكن جولات الراتبة أو امامة رمضان تخص الطلبة الفقراء وحدهم فقد كان هناك طلاب ذووهم اثرياء ومتمكنون لايستنكفون عن القيام بهاتين العمليتين.
في قرى كردستان
نشر في: 5 سبتمبر, 2010: 07:42 م