البصرة/ باسم الشريفرمضان شهر كريم، تتعدد أوجه كرمه في أكثر من حيز ومجال، وفي مجال المأكولات تتميز المائدة الرمضانية وقت الفطور بأنها زاخرة بما لذ وطاب، ويشكون أصحاب المطاعم قلة العمل والإقبال عليها في رمضان،ذلك ان الناس تفضل تناول الطعام في بيوتها في الشهر الكريم تحديدا من اجل العائلة و(اللمة)، بل ان منهم من لا يجتمع على مائدة الطعام الا فيه فقط،
ولهذا يعزف كثير من الناس عن دخول المطاعم او الشراء منها. لكن هل يدوم هذا طوال الشهر ام ان «ريما تعود الى عادتها القديمة» بعد حين؟ في المقابل يستمر الاقبال على المقاهي بعد صلاة التراويح.. وامام أحد المقاهي الشعبية في سوق الكويت انطلقنا لنسأل العاملين في المطاعم وروادها من الزبائن عن حال المطاعم والمقاهي ومدى الاقبال عليها وماذا يفعلون هنا...اشرف السيد يعمل في مطعم ومقهى معا، سألناه عن نسبة الإقبال عليهما في الشهر الكريم، فأجاب:يقل الإقبال كثيراً في رمضان عن باقي اشهر العام، خصوصا بالنسبة لطلبات المطعم، اما طلبات المقهى فتستمر حيث ان اكثر طلبات الزبائن تنصب على الشاي والاركيلة حتى منتصف رمضان.سيد محمد مغازي يعمل أيضا في مطعم ومقهى، يقول:- الاقبال على المطعم ضعيف جدا في رمضان، خصوصا في الأسبوعين الأولين. اما بعد منتصف رمضان فيعود الزبائن الى الطلبات حيث يزيد العمل ويبدأ الشغل. وأعتقد ان السبب في ذلك ان الناس يملون من اكل البيوت بعد مضي نصف رمضان فيلجأون الى الاكل مجددا من المطعم.احمد عطية يعمل في خدمة التوصيل في أحد المطاعم يقول:- المطاعم في رمضان تخسر خصوصا ان الطلبات تتوقف طوال فترة النهار.. كما ان المطاعم لا تفتح الا بعد الساعة الرابعة والطلبات التي ترد اليها قليلة جدا وقت الافطار، وهي غالبا اما للعزاب او للمناسبات. وعادة ما ينشط العمل في آخر الليل على موعد السحور، حيث تبدأ الطلبات من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى الاذان الاول.أكل البيت أفضلرأفت عبد العال كان بصحبة زوجته، سألناه عن سبب وجوده في هذا المكان فقال:- جئت من اجل الجلوس في المقهى لا من اجل الطعام. فالناس يفضلون المقاهي عن المطاعم في رمضان حيث يعد المقهى للأسر خدمة مميزة ويستطيعون قضاء وقت جيد. فهم ليسوا بحاجة الى الطعام بعد تناول وجبة الافطار، لكن الى تغيير جو.اما ابتسام يحيى فقالت:- لا يعلى على اكل البيت في رمضان، وكذلك فان لطعام البيت خصوصيته في الشهر الكريم، حيث تعود الناس على احتساء الشوربة وتناول السلطة وبعض الاطعمة التي مذاقها في البيت افضل بكثير من المطعم. ولهذا يعتزل الناس المطاعم ويقبلون على المقاهي.كريم رمضان كان برفقة زوجته شهلة عاشور وابنهما حسين حين سألته عن سبب وجوده في هذا المكان، وبادرني السؤال بسؤال قائلا:- اين يذهب الناس بعد الإفطار؟ أما إلى السوق او الى المقهى ليحتسوا الشاي او القهوة. فالرطوبة والحرارة عاليتان، مما جعل الأماكن التي يخرج اليها الناس محدودة. ولو لم تتغلب مجموعة هذه المقاهي الشعبية على رطوبة الجو بنشر رذاذ الماء والمراوح في كل مكان، لخف ايضا عدد زوارها.. والحمد لله ان الجو معقول هنا.اما زوجته شهلة فاعتبرت ان المقاهي والمطاعم يقل زبائنها بالطبع طوال فترة الصيام، ثم يتحسن الإقبال ليلاً بعد العشاء، ولكن المقاهي تشهد إقبالاً أكبر.بعد التراويح هيفاء محمد التقيناها واسرتها وهي تجلس في احد هذه المقاهي. سألناها عن سبب زيارتها، فأجابت:- نزور المقهى بشكل مستمر للجلوس مع الاهل والاصدقاء بعد صلاة التراويح، حيث إن الأماكن المتاحة قليلة. واعتقد ان قلة الإقبال على المطاعم أمر طبيعي جدا لخصوصية شهر رمضان في لم كل أفراد الأسرة على المائدة الرمضانية العامرة بما لذ وطاب، مما يجعل سوق المطاعم يقل الاقبال عليها طوال الشهر، باستثناء ربما طلبات السحور.خالد الشمري يرى ان المقاهي الشعبية لها طابع خاص في رمضان اكثر من المطاعم:- تستقبل المقاهي زبائنها إلى وقت متأخر على خلاف الايام العادية، كذلك تلم شمل الكثير من العائلات، اضافة الى أنها تمكنك من شرب الشاي والاركيلة في أي لحظة.اما بالنسبة لطلبات الطعام فقال:- رغم أن الأسعار مناسبة للجميع، الا اني لا أفضل الإفطار خارج البيت طوال شهر رمضان.- ويعتقد زامل صدام احد مرتادي المقاهي في منطقة العشار ان الارتفاع في درجات الحرارة هذا العام لعب دورا حاسما في عدم تجوال الناس في الشوارع وارتياد المطاعم، وتفضيل المكوث في البيت غالبا. ويضيف : ومن الطبيعي ان عمل المطاعم في رمضان يشهد كسادا نوعا ما، بسبب ان هذا الشهر مخصص أصلاً للصوم.- فيما يجد ابو عباس/ صاحب مطعم/ ان حلول هذا الشهر سنويا بيننا مناسبة للاستراحة من عناء عام كامل ، وفرصة لإعادة إلباس مطاعمنا حلة جديدة، من خلال أعمال الصيانة والترميم وتغيير الديكورات، وكل رمضان والجميع بخير..
في أسواق وشوارع البصرة..رمضان كريم على المقاهي.. وشحيح على المطاعم
نشر في: 5 سبتمبر, 2010: 07:48 م