TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل تمسك التيارات العلمانية زمام المبادرة فـي العراق مرة اخرى؟

هل تمسك التيارات العلمانية زمام المبادرة فـي العراق مرة اخرى؟

نشر في: 5 سبتمبر, 2010: 08:30 م

طارق الجبوريماهي أبرز متغيرات ساحة العمل السياسي العراقي بعد 2003؟ وماهي أسبابها ونتائجها؟ولماذا هذا الاجتياح والهيمنة التي فرضتها الاحزاب الدينية ، بعد فترة غياب ليست بالقصيرة ؟ وهل يمكن ان تكون التوجهات الدينية بكل مشاربها ومشاريعها بديلاً عن الاتجاهات العلمانية والليبرالية ؟أسئلة كثيرة تدور في مخيلة المهتم بالشأن السياسي لعلاقته برسم خارطة مستقبل العراق على المدى المنظور وانعكاسه على المنطقة، وبشكل خاص المحيط العربي الذي كان وما زال العراق عنصراً فاعلاً في أحداثه سلبا ً او ايجاباً .
 وقبل الخوض في تفاصيل مثل هكذا موضوع شائك ومعقد ، لابد من الاعتراف مسبقاً بان نكوصاً كبيراً  في تأثير الاحزاب السياسية قد بدأت تلوح ملامحه بالافق بشكل كبير وواضح منذ انفراط عقد الجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي كانت تضم  عند تأسيسها في  1973  إضافة  لحزب البعث الحاكم  في وقتها والحزب الشيوعي العراقي وحركات قومية  وممثليها وشخصيات وطنية تمت تصفية اغلب قيادتها وكوادرها المتقدمة والوسطى بذريعة التآمر على نظام الحكم. ومع تقديرنا للدور الكبير لكثير من الاحزاب السياسية في نمو الحركة الوطنية، إلا انه لابد من الإقرار بفشلها بترسيخ  تقاليد عمل سياسي  صحيحة تؤمن بالديمقراطية وتؤسس لها في العراق حالها حال العديد من تجارب الاحزاب  في محيطنا العربي التي بقيت تجاربها قاصرة حتى من ملامسة مبادئ الديمقراطية في حدودها الدنيا والبسيطة، التي نحسب برأينا المتواضع انها كانت من ابرز اسباب عرقلة تطور هذه الاحزاب نحو الديمقراطية ، استناداً لإفراطها باعتماد نهج اثبتت الايام عقمه ، وهو الاتكاء والاعتماد في كل قراراتها على الزعامات الفردية والشخصنة ، مع عدم وجود منهج وبرنامج عمل واضح يعمق الاتجاه الديمقر اطي حتى داخل المؤسسة الحزبية نفسها التي ظلت متمسكة بمبدأ ما يسمى  بالديمقراطية المركزية الذي قد تفرضه ظروف طارئة . والانكى من كل ذلك ان برنامجاً شبه منظم قد مورس من قبل النظام السابق ، أدى لاحقاً الى انسحاق وضمور دور الطبقة الوسطى التي كانت وفي كل الاوقات والبلدان ، عماد الحركات السياسية ومادتها الرئيسية .و لانظن اننا بحاجة الى كثير من القرائن والدلائل لتأكيد حقيقة اختزال العمل السياسي كله قبل 2003 بحزب واحد ، بل بشخص واحد ، كان من نتائجه ، تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ونخر منظومة القيم الوطنية التي جبل العراقي عليها ، أوصلتنا الى البحث عن حل لمشاكلنا حتى ولو كان خارجياً ، بعد ان اعيتنا الحيلة بالبحث عنه من داخل منظومة القوى السياسية العراقية .المهم ان ظروفاً عديدة في مقدمتها عملية التصفيات للقوى الوطنية والقومية  وما رافق ذلك من انشقاقات متو اصلة ارهقت الاحزاب السياسية،  وما تركته التناحرات في ما بينها، ولجوء العديد من قياداتها اضطراراً الى  الخارج، أضعفت قاعدتها الجماهيرية ، وبالتالي انحسار دورها في الداخل ، مقابل دور ظاهر للاحزاب الدينية بين اوساط الناس، نجح بشكل كبير باستثمار المعاناة التي يوجهونها وما ارتكبته اجهزة النظام السابق بحقهم لتحقيق حضور جماهيري لايستهان به ،لإعادة تشكيل خارطة الولاء السياسي وتحوله جذرياً لصالحها خاصة بين الاساط الشعبية البسيطة التي سئمت الشعارات المؤدجلة وصارت تبحث عن الخلاص بطروحات جديدة لم تألفها سابقاً .وكانت الارضية ممهدة بعد 2003 لقوى الاسلام السياسي للعمل باتجاه استقطاب شعبي  واسع لأسباب عديدة من أبرزها الاصطفاف الطائفي الذي شجعت عليه الادارة الامير كية وتشكيل مجلس الحكم على وفق هذا الاصطفاف الذي اثبتتت الاحداث خطأه ومخاطره ، كما يسجل للاحزاب الدينية نجاحها بملء الفراغ الذي سبتته تداعيات احداث 2003 واستثمار المناسبات الدينية لهذا الغرض ، في حين كانت القوى العلمانية وحتى هذه اللحظة شبه غائبة ومتباينة المواقف والآراء بشأن ما حصل، إضافة إلى أنها لم تحسن استثمار رموزها التاريخية وهي مسألة متآصلة في نفسية المواطن نتيجة تراكمات تار يخية ليس من الهين تجاوزها،من دون ان نغفل ان بعض القوى العلمانية او التي رفعت شعارها، انساقت هي الاخرى لمد المحاصصات الطائفية بشكل اسهم في تغييب هويتها في الشارع العراقي  وعدم تميز طروحاتها عن غيرها، بل شجعت من حيث لاتدري على ترسيخ شعور لدى الناس ان الزمن قد غادر التيارات السياسية التي كانت تقود الحركة الوطنية، وان الوقت قد حان لقوى آخرى لتحل مكانها .ورغم وضوح هذه الصورة ، كما يفترض امام التيارات العلمانية ، والإعلان عن مدى تدني مستوى تأثيرها بين المواطنين  بحسب ما افرزته نتائج الانتخابات السابقة والحالية، فإنها وبحكم تآصل عقد الماضي فيها وتقصيرها المزمن بإغفال دروس الماضي والاستفادة منها، وتمسكها بعلاقات مبنية على عدم الثقة والاختلاف وعدم الاتفاق على برنامج وطني، فإنها بقيت قاصرة عن اتخاذ موقف يعيد جزءاً مما كانت تملكه من رصيد بين الناس، بتبني معالجات واقعية وصحيحة لكثير من القضايا والهموم التي تشغل ذهن المواطن والابتعاد عن الشعارات الرنانة، معالجات تميزها عن طروحات  قوى الاسلام السياسي، وتعيد ثقة هذا المواطن بها مجدداً، بعد فترة غياب عن الساحة ليست بالقصيرة.كان يفترض بالاحزاب التي خبرت تجارب الع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram