طه كمرجميل جداً أن نرى فريقاً كروياً من فرقنا المحلية وهو يتسلق القمة خطوة خطوة، أي انه يسير بالاتجاه الصحيح ويخطو خطوات واثقة مهما تعترض طريقه العقبات والمخاطر التي تكاد تطيح بآماله أحياناً خصوصا عندما يتعرض الى هزائم كبيرة وتثخن شباكه أهداف ثقيلة، لكنه سرعان ما يصحح مساره ويعيد نفسه الى أجواء المنافسة.
فريق دهوك أثبت انه من الفرق النموذجية التي حاولت إثبات وجودها بالرغم من صعوبة المنافسة لاسيما ان هناك فرقا أعرق منه وأكثر خبرة في مجال كرة القدم، لكن هذا الفريق الفتي استطاع ان يجتهد كثيراً طوال مشوار الدوري الممل والمتعب بكل تفاصيله، وبالرغم من تنقله ما بين المحافظات والعاصمة بغداد التي تتطلب منه استنزاف مبالغ باهظة كي يحافظ على ديمومة وجوده، إلا انه تألق كثيراً واستطاع ان ينال إعجاب الجميع بعد ان قال كلمته في ختام بطولة الدوري الممتاز واستطاع ان يخطف اللقب للمرة الأولى بتأريخه ليفتح صفحة جديدة بحياته ويكون أحد فرق المقدمة في العراق والتي يحسب لها حساب خاص ويؤكد المقولة التي تقول من يضحك أخيراً يضحك طويلاً.كنت أحد المتوقعين لهذا الفريق ان يحرز مركزاً متقدما في الدوري العراقي وان أحد المركزين الأول أو الثاني لن يفلت من يده هذه المرة بعد أن تابعته خلال منافسات الدوري لهذا الموسم، فبعد ان حصل على المركز الرابع في الموسم قبل الماضي عاد في الموسم، الماضي ليحصل على المركز الثالث بجدارة وبقيادة نفس المدرب الكفء باسم قاسم الذي قاد الفريق بصمت وهدوء من دون ضجيج التصريحات الرنانة وبهرجة عدسات الكاميرات التي تنهال على المدربين وتسلط الضوء عليهم خلال مباريات الدوري، فشاهدت قاسم وهو يصرح بخجل وبكلام مختصر عن استعدادات فريقه، فتارة نراه يندب الحظ في حالة الخسارة ويعزو الحالة الى نقص عدد لاعبيه لاسيما انه في بعض الأحيان يتعرض اللاعبون الى حالات الحرمان او الإصابة أما في حالة الفوز نراه أيضاً يعبّر عن الحالة بأنها طبيعية ومنسجمة مع معطيات المباراة بكلام صريح من دون رتوش ما أعطت هذه الجدية بتصريحاته وعمله الدؤوب الثقة الكافية للاعبيه وإدارة الفريق انه سيحقق انجاز هذا الموسم .وان كان هناك شيء جميل يذكر فهو دأب إدارة النادي من أجل تحقيق إنجاز يكتب لها، لذلك منحت الثقة الكافية لقاسم وحفزته على تقديم الأفضل من خلال تمسكها به لثلاثة مواسم من دون البحث عن مدرب يجيد لغة الألقاب، فكانت صابرة ومتيقنة بأن اللقب سيتحقق عاجلاً أم آجلاً فهذا هو التخطيط السليم بعينه، وقد تمكن مدرب دهوك من انتزاع اللقب بكل جدارة بالرغم من قوة منافسيه، الا ان اختياره أللاعبين الجيدين الذين مثلوا الفريق هذا الموسم وبطريقته التدريبية الناجحة قال كلمته وكمّم أفواه كل من شكك بقدرته التدريبية وتوضح ذلك جلياً من خلال تفوقه على فريقي الجوية والزوراء ليزيحهما من طريقه ويقابل الفريق الجماهيري الآخر وهو الطلبة ليكتسحه بمهارة لاعبيه لاسيما المخضرمين منهم، ونجح قائد الفريق خالد مشير الذي نسعى من خلال رأينا هذا ان نذكّر الألماني وولف غانغ سيدكا ومساعده ناظم شاكر ان مكان مشير واضح في المنتخب الوطني الذي هو بحاجة لخدماته فهو المدافع الذي يمتلك نزعة هجومية، وهذا الأسلوب نادر اليوم في ملاعبنا والمهمة الوطنية تتطلب مثل هكذا لاعبين يجيدون لغة الدفاع والهجوم إضافة الى قيادة الفريق .مبارك لإدارة نادي دهوك والملاك التدريبي ولاعبي الفريق الإنجاز الأول في تاريخه، ومن حق كرتنا اليوم ان تزدهر طالما أصبحت المنافسة على اللقب متنوعة ولم تقتصر على فريقين او ثلاثة .Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة: القمة تتسع للمجتهدين
نشر في: 6 سبتمبر, 2010: 05:48 م