اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > "الكرين كارت " وبرنامج اعادة التوطين... نزيف لهجرة جديدة

"الكرين كارت " وبرنامج اعادة التوطين... نزيف لهجرة جديدة

نشر في: 6 سبتمبر, 2010: 06:00 م

وائل نعمةعام 1979 ودعت الام ابنها البكر بعد ان استلم صدام حسين زمام السلطة، فهرب خوفا من زنانين "البعث"، بعد حملات طالت الكثير من معارضي النظام في ذلك الوقت، واختار لندن لاقامة دائمية. لكنها فقدت الثاني بعد بطش السلطة وقمع المنتفضين بعد غزو الكويت، فكان مستقره في المانيا، اما الثالث فقد تركته يذهب الى هولندا مجبرة بعد ان قامت عصابات القاعدة بدس ورقة في سيارته تهدده بالقتل ما لم يترك التدريس في جامعة بغداد.
ثلاث حقب زمنية مختلفة لاتبعد عن بعضها كثيرا لكنها شهدت موجات من هجرة الشباب العراقي الى دول غربية مختلفة، كانت نتيجة ضغوطات سياسية واقتصادية وآخرها امنية، ولا يمكننا الانكار ان الكثير منهم قد عاد بعد عام 2008 بعد الاستقرار الامني الملحوظ، والكثير اصطدم بمعوقات التأقلم في جو تملأه الازمات الخدماتية والمعيشية، وصعوبة الحصول على العمل ومأزق الايجارات وضياع منازل البعض في فوضى التجاوزات. كنا قد اعتقدنا ان نزيف الهجرة قد توقف، ولكن ما ادخلناه من الباب اخرج من الشباك!يذكر الاستاذ هاشم نعمة الباحث في علم الجغرافية والذي وضع دراسة عن تأثير الهجرة على البنية السكانية في العراق، ان هجرة العراقيين إلى الخارج بإعداد كبيرة ظاهرة حديثة لم يعرف تاريخنا المعاصر لها مثيلا باستثناء هجرة اليهود العراقيين إلى إسرائيل في الفترة مابين 1948-1951. بدأ تيار الهجرة يتصاعد بعد انقلاب 1968، وطبقا لبحث أعدته منظمة العمل العربية بلغ عدد المهاجرين العراقيين من أصحاب الكفاءات 4192 خلال (1966-1969)، وفي دراسة أخرى صادرة عن الأمم المتحدة عام 1974 قدر أن 50% من حملة الشهادات الجامعية الأولى (البكالوريوس) في العلوم الهندسية و90% من حملة شهادات الدكتوراه هم خارج العراق. وتشير دراسة أخرى إلى أن عدد الذين ولدوا في العراق وغادروا إلى الولايات المتحدة خلال عام 1977 بلغ 2811 مهاجرا وأن 634 منهم كان سكنهم الأخير قبل الهجرة العراق.وبسبب الحملات العسكرية التي نفذها النظام السابق لقمع الحركة الكردية اضطر الآلاف من المواطنين الأكراد الى الهروب إلى إيران وعاد منهم إلى العراق 100000 في عام 1975، وفي 1978 بدأت هجرة القوى الوطنية والديمقراطية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي، وفي نيسان 1980 بدأ النظام حملة تهجير واسعة شملت الأكراد الفيلية استعدادا لشن الحرب ضد إيران. فتسارع، لاحقا، تيار الهجرة بعد كارثة غزو الكويت في 2 آب 1990 وما نتج عنها من الحرب وقمع الانتفاضة في آذار 1991 وفرض الحصار، وفي منتصف 1991 ذكرت التقارير أن 23000 لاجئ مدني و13000 أسير عراقي من الذين رفضوا العودة إلى العراق وفضلوا اللجوء كانوا في مخيمين في شمال السعودية. واعترف النظام السابق في عام 1999 بأن عدد الأكاديميين وأصحاب الكفاءات العلمية الذين اقاموا في الخارج زاد على 23000 شخص.وتعتقد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن 1.6 مليون مواطن عراقي قد غادر البلاد منذ عام 2003 من بينهم 500,000 الى 700,000 يعيشون حالياً في الأردن و800,000 في سوريا وحوالي 100,000 في االسعودية والكويت، كما غادر حوالي 436,000 عراقي إلى بلدان أوربا والأميركيتين وأفريقيا وآسيا، وصنفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين 240,300 منهم على أنهم مهاجرون و180,700 كلاجئين معظمهم حصلوا على اللجوء قبل عام 2003 و15,000 كطالبي لجوء.وزارة الهجرة والمهجرين العراقية من جانبها اكدت عودة 150 ألف لاجئ عراقي من غالبية بلدان العالم من خلال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بعد الاستقرار الامني، إضافة إلى الأعداد الكبيرة التي دخلت إلى العراق بشكل غير شرعي"، وشمول جميع العائدين بمنحة الحكومة والبالغة مليون دينار عراقي". وفي هذا الصدد اشار الناطق الاعلامي باسم وزارة الهجرة والمهجرين " حيدر الموسوي "لـ(المدى) بان "الوزراة مستمرة في اقناع العراقيين بالعودة الطوعية الى البلاد عن طريق فتح قنوات الحوار مع اللاجئين في الدول العربية والاجنبية وعبر فتح قنصليات عراقية جديدة الغرض منها الاهتمام باوضاعهم وتسهيل عودتهم"، وأكد" الموسوي "ان الوزارة كان لها اجتماع قبل ايام مع سفراء دول الاتحاد الاوربي الذين عبروا بدورهم عن دعمهم لمشروع العراق في اعادة اللاجئين.وشدد الناطق على ان الاحصائيات التي تتحدث عن اعداد اللاجئين في دول العالم فيها مبالغة كبيرة وغير دقيقة ولاتعتمد على اسس علمية ومعظمها تقف من ورائها اجندات سياسية، الهدف منها التهويل في حجم معاناة العراقيين في الداخل وتصوير الكثير منهم خارج البلاد، ويشير الموسوي الى "ان المنظمة السامية لشؤون اللاجئين هي احد اسباب تعميق ازمة عودة اللاجئين من خلال رغبتها في اعادة توطينهم في استراليا واميركا واعطاء الاعلام  ارقاماً غير دقيقة عن اعدادهم، واوضح ان التعداد السكاني القادم سيكون هو الفيصل في تحديد اعداد المهاجرين واللاجئين، حيث ستكون الوزارة من ضمن الجهات  المعنية بهذا التعداد وستقوم بالتعاون مع السفارات والمنظمات الدولية في احصاء اعداد الجاليات العراقية في دول العالم.فيما قال رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (انطونيو غوتيرس) في تصريحات صحفية ان حوالي ربع مليون لاجىء من مجموع 15 مليون لاجىء في أنحاء العالم عادوا طواعية الى بلادهم العام الماضي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram