الموصل/ نوزت شمدين حمل رحيم الشمري رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس محافظة نينوى، تأخر تشكيل الحكومة، وضعف اداء الاجهزة الامنية في مدينة الموصل، مسؤولية تدهور الاوضاع الامنية في المدينة خلال الايام الماضية.
وقال الشمري في تصريح صحفي، أن هناك الكثير من المسائل المتعلقة بالوضع الأمني في الموصل، وإعادة هيكلة القوات الامنية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتشكيل الحكومة.مشيراً إلى إن على القوات الأمنية في المحافظة اتخاذ أساليب أكثر فعالية في عملها، من خلال تفعيل الدور الإستخباراتي لعناصر الجيش والشرطة، عن طريق زج عناصر ذات كفاءة عالية في هذه القوات، وإدخالها في دورات تدريبية متخصصة لتفعيل عملها، وهذا سيكون أفضل من التركيز على سياسة مسك الأرض والعناصر المكثفة المكشوفة في الشارع. المواطنون في الموصل، يرون ان هناك اسباباً اخرى لتدهور الوضع الامني، منها ما يتعلق باداء الحكومة المحلية، وأخرى بالاجهزة الامنية، واجمعوا على ان لاعلاقة لتأخر تشكيل الحكومة المركزية بما يجري في الموصل، لانها تعاني من مشاكلها منذ اعوام وليس مجرد اشهر. وهم يرون كذلك، أن مدينتهم تحولت الى معسكر ضخم، ووصل الامر الى ان يحصل المواطن على اذن عسكري للدخول الى منطقته السكنية، كما يحدث في احياء الغزلاني والطيران وشهباز والدندان والجوق، وكلها مناطق محيطة بمطار الموصل، وقد شاعت تسمية (المنطقة الخضراء) عليها، نسبةَ الى المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد والتي تحظى بحماية امنية مشددة. المواطن سمير حكمت (48 سنة)، انتقد تصريحات رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس محافظة نينوى، بان تدهور الوضع الامني سببه الرئيس ضعف أداء الحكومة المحلية، فهي التي عجزت عن تحقيق اي من وعود ما قبل الانتخابات، وها هي بعد عام ونصف على تشكيلها، تحاول ان تجد مبررات لعجزها، فالبطالة تضاعفت نسبها، وأزمات الكهرباء والمياه والوقود على قدم وساق، والمشاريع نسمع بها فقط، ولا نجد لها وجوداً على ارض الواقع. من جانبه ابدى المعلم المتقاعد مروان يحيى، استغرابه من محاولة بعض المسؤولين في نينوى تغيير الحقائق، وإظهار الوضع على انه انعكاس لأمور تحدث بعيداً، وان الموصل مدينة آمنة لولا بعض الاخفاقات الامنية التي يتسبب بها هذا وذاك من القيادات الامنية، وهم بذلك يحاولون ايهام المواطنين، مع ان الجميع يعرف تماماً، أن الموصل هي معسكر كبير للجيش والشرطة، وأن آلاف المفارز ونقاط التفتيش الثابتة تنتشر في الشوارع الرئيسة والفرعية، والمناطق السكنية والتجارية، ومداخل ومخارج المدينة والجسور، واغلقت جميع المناطق والاحياء بطوق عسكري، وفتح فيها فقط منفذ واحد يستخدم للخروج والدخول، ومع كل ذلك تحدث انفجارات مدوية، وعمليات اغتيال مستمرة، والسؤال الذي ينبغي ان يجيب عليه المسؤولون في نينوى: ماذا لو صدر امر بسحب كل هذه القوات من الموصل، ترى ماذا سيحدث؟. الموظفة المصرفية شيماء عز الدين، قالت بأنها تضطر احيانا للوقوف في طابور لمدة نصف ساعة قبل الدخول بسيارتها الى منطقتها السكنية في حي الطيران، ولا يسمح لها بالدخول الا بعد ان تبرز(باج) بطاقة دخول منحتها اياها قيادة العمليات في نينوى، كما هو الحال مع كل من لديه سيارة في ذات المنطقة. وتؤكد شيماء ان أية مركبة لا يحمل سائقها بطاقة مماثلة يمنع من دخول الحي، ولهذا لم يعد يزورها اقرباؤها او صديقاتها، وتساءلت: الى متى نظل نعيش في اوضاع غير طبيعية، قالوا لنا الامور ستتغير مع تشكيل الحكومة المحلية، لكن ذلك لم يحدث، وهاهم يقولون ان الامور متوقفة على تشكيل الحكومة المركزية. الكاتب عبد الله جاسم، دعا الى ضرورة ايضاح حقيقة ما يحدث في الموصل، وان الانقسامات السياسية والادارية، وغياب التنسيق بين الحكومة المحلية والاجهزة الامنية، جميعها عوامل تؤدي الى عدم استقرار الموصل، وان المواطن هو من يدفع الضريبة في نهاية الامر، لأن الكثير من مدن ومحافظات العراق الاخرى، تجاوزت ما تعيشه الموصل الان منذ وقت طويل وبدأت بالاعمار والبناء، او في الاقل بدأ المواطنون هناك يتلمسون شيئا من هذا القبيل.