TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > 11 سبتمبر.. الأسباب والتداعيات

11 سبتمبر.. الأسباب والتداعيات

نشر في: 13 سبتمبر, 2010: 06:58 م

حسين علي الحمدانيهل كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بداية لموجة الإرهاب العالمي ؟ وهل أصبحت القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن هم من يمثلون الإسلام في الغرب ؟ وكيف يمكننا أن نتجاوز أحداث سبتمبر وتداعياتها خاصة في ظل تنامي موجة العداء للإسلام ؟
بالتأكيد إن ما حصل في الحادي عشر من سبتمبر 2001 لم يشكل بداية موجة الإرهاب بقدر ما كان نتيجة حتمية  لصعود القوى المتشددة في العالم الإسلامي ، هذه القوى التي وجدت لها مساحات من التأييد أبان الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 رافعة راية " الجهاد " ضد السوفيت الملحدين" وبدعم ومباركة من أنظمة عربية وتسليح ودعم مادي كبير من أمريكا حين كانت الحرب الباردة في ذروتها ، وقد روجت آنذاك طروحات عديدة منها بأن مقاتلة " الاحتلال السوفيتي"  واجب شرعي عبر فتاوى عديدة أصدرتها مدارس فكرية  دون أن تفكر أو تعي بأن لها أراضي عربية وإسلامية محتلة هي الأخرى ولكن ليس من السوفيت ! وفي نهاية الثمانينيات أنسحب السوفيت من أفغانستان الذي غرقت في مشاكل داخلية عديدة ، وكانت من نتائج هذا الخروج أو الانسحاب هو عودة " المجاهدين العرب " كما تسميهم بعض وسائل الإعلام لبلدانهم بعد أن انتهت مهمتهم في كابول وما حولها من المدن . عادوا بأفكار متشددة جدا ولأن أغلبهم كانوا من دول المغرب العربي وشمال أفريقيا فقد وجدنا موجة من العنف والإرهاب تضرب هذه الدول في مطلع التسعينيات من القرن الماضي وفي مقدمة هذه الدول الجزائر وتونس والمغرب .وسبب هذه الموجة من العنف ناجمة من تصارع أفكار هؤلاء العائدين مع أفكار المجتمع لأنهم كانوا يسعون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي طالما تلقوا محاضرات فكرية عنها في أفغانستان أثناء تواجدهم هناك.ولم يكن أمامهم سوى العودة لأرض "الخلافة" في أفغانستان هذا البلد المنغلق جغرافياً حط به "هؤلاء رحالهم من جديد داعمين هذه المرة حركة طاليبان في صراعها على السلطة،وتم لهم ذلك ليبسطوا نفوذ دولتهم الإسلامية على كل أراضي أفغانستان . دولة طاليبان هي من قادت موجة الإرهاب ضد العالم الغربي وبدوافع ليست إسلامية بقدر ما هي عمليات انتقامية من أمريكا التي لم تعد تحتاج من يقاتل نيابة عنها خاصة بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة وبداية عصر القطبية الواحدة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.لذا جاءت أحداث 11 سبتمبر على خلفية انتقامية غايتها إذلال أمريكا في عقر دارها ومحاولة مصادرة الواجهة الإعلامية العالمية وإبراز أسامة بن لادن كزعيم إسلامي يمتلك قدرات كبيرة  بما فيها ضرب أمريكا ومراكزها الحساسة في وضح النهار. وهي محاولة من حركة طاليبان بجر العالم الإسلامي للمواجهة العسكرية المباشرة مع أمريكا وهذا ما حصل في نهاية المطاف حيث احتلت أمريكا أفغانستان رداً على هجمات سبتمبر وليس لموقعها الجغرافي أو خيراتها أو غير ذلك،واستعانت أمريكا بحلف دولي لإنجاز هذا العمل العسكري دون أن تجد دولة طاليبان من يقف معها حتى إعلامياً.ومع هذا نجد أن تنظيم القاعدة القائم على خلايا هلامية منتشرة في الكثير من دول العالم ما زال يتحرك وينفذ عمليات هنا وهناك كلما سنحت الفرصة لذلك، ولكنه هذه المرة ينفذ عملياته في العالمين العربي والإسلامي لشعوره بأن الشعوب الإسلامية  تحمله مسؤولية تشويه صورة الإسلام والمسلمين. خاصة ان أكثر من 90% من العمليات الإرهابية لهذا التنظيم في بلدان إسلامية وإن أغلب ضحايا هذه العمليات هم من المسلمين .وهنا نجد أن العالمين العربي والإسلامي شهدا موجات إرهاب كثيرة بعد سبتمبر 2001 وعلى أنواع عديدة النوع الأول: هو عمليات القاعدة سواء في العراق أم المغرب أم مصر أم السعودية أم الصومال أم باكستان تحت مسميات جديدة كأن تكون محاربة " طوائف دينية " أو ضرب مراكز جيش ونقاط شرطة وغيرها من المسميات التي تبتعد كثيرا عن " الجهاد" خاصة تلك العمليات التي تحصل في العراق وباكستان والتي تستهدف الأسواق والتجمعات السكانية وغايتها بالتأكيد قتل أكبر عدد ممكن من الناس .وهذه العمليات غايتها الأساسية زرع الفتنة في العالم الإسلامي بعد أن فشلت القاعدة في جر العالم الإسلامي للمواجهة مع الغرب وأمريكا بالدرجة الأولى ، نجدها اليوم تركز عملياتها كما أشرنا في دول إسلامية بغية زعزعة استقرارها واستنزاف مواردها من جهة، ومن جهة ثانية  تحقيق مكاسب إعلامية شخصية لأسامة بن لادن الذي يبث بين الحين والآخر أشرطة مصورة يحرص على ترجمتها للغات عديدة ليكتسب من خلال بثها حضوراً مرئياً ومسموعاً  ومقروءاً. لذلك نرى أن موجة عداء تصاعدت في الغرب ضد الإسلام لأن هؤلاء نظروا إلى الدين الإسلامي من خلال تصرفات تنظيم القاعدة الإرهابي وبات حكمهم على جميع المسلمين بأنهم يحملون أفكاراً تتطابق وأفكار بن لادن ، ولم تصلهم للأسف الشديد صور الاعتدال والتسامح  والتعايش السلمي والمحبة، تلك الصور التي تعكس الإسلام الحقيقي . لذا فإن الإسلام في نظرهم زعيمه الأوحد أسامة بن لادن ومساعدوه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram