TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مسجد قرطبة

مسجد قرطبة

نشر في: 13 سبتمبر, 2010: 06:59 م

ميعاد الطائييعد موقف الرئيس أوباما في موافقته على بناء مركز إسلامي ومسجد بالقرب من المكان الذي شهد مقتل الكثير من الامريكين عبر اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر في كراوند زيرو موقفاً جريئاً يجسد التزام الرئيس بمقومات الدولة الحديثة في احترام الدستور الأمريكي الذي جاء بحفظ الحريات الدينية وحماية حقوق المكونات التي تعيش تحت مسؤوليته وبضمنهم ملايين المسلمين.
 وهذا الموقف ينبع من قناعة الرئيس اوباما بان الإرهاب هو عدو أمريكا وليس الإسلام  بالرغم من المواقف المعارضة والأصوات التي صدرت عبر المؤسسات الإعلامية وكتّاب الأعمدة الصحفية ضد هذه الموافقة التي يرى البعض إنها تشكل إهانة لأهالي الضحايا وتثير الحساسية المفرطة التي تكونت لدى الكثير من أبناء الشعب الأمريكي ضد الإسلام والتي ترسخت عبر ممارسات قام ويقوم بها تنظيم القاعدة الإرهابي وعبر خطابات سياسية متعصبة تصدر عن أحزاب دينية متطرفة عملت على إظهار صورة غير مناسبة عن الإسلام وجعلت أصابع الاتهام توجه لهذا الدين بأنه دين الإرهاب والعنف حيث يرى الآخرون أن المسلمين يرفضون الديمقراطية من خلال رفضهم الاعتراف بالآخر وعدم قدرتهم على التعايش السلمي مع الأديان الأخرى .ومثلما وجدنا فرق وطوائف في دين الإسلام تسيء للمفاهيم الأساسية للدين نجد أن هناك متعصبين في الأديان الأخرى يلعبون نفس الدور السلبي وهكذا انبرى موقف القس الأمريكي تيري جونز الذي هدد بحرق المصاحف المقدسة في الذكرى التاسعة لأحداث 11 سبتمبر حيث أثار من خلال هذا الموقف ملايين المسلمين في العالم الإسلامي وكذلك استنكار أبناء الديانة المسيحية التي ينتمي إليها هذا الكاهن المتطرف والذي لا يمثل المسيحية في موقفه هذا إنما يتماشى موقفه مع ممارسات تنظيم القاعدة الإرهابي الذي قام بعملية تفجير برجي التجارة العالميين وتسبب في قتل أكثر من 3000 مواطن امريكي على اختلاف دياناتهم مما تسبب في إقحام العالم العربي والإسلامي في صراع خطير مع أمريكا والعالم الغربي الأمر الذي تسبب في تعرض العلاقات الاجتماعية والسياسية بين الجالية الإسلامية وبين الغرب الى شرخ كبير يصعب إصلاحه، وبرزت ظواهر خطيرة في تاريخ هذه العلاقات ومنها الرسومات الكاريكاتيرية الدانماركية التي تعرضت لشخص الرسول الكريم (ص)، وشهدت البلدان الإسلامية أكثر من حرب تحت شعار القضاء على الإرهاب. ومن الجدير بالذكر أن ما أراد القس أن يقدم على فعله له نفس الأهداف التي يسعى تنظيم القاعدة الى تحقيقها وهي تشويه صورة الدين بداعي الحرص على المقدسات والدفاع عنها .ففي الوقت الذي تستنكر المذاهب الإسلامية كافة ما يقوم به تنظيم القاعدة من قتل وتدمير وتكفير المسلمين، نجد ان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر قد استنكر ما ينوي القس تيري القيام به ووصف عمله بأنه إهانة خطيرة. وتضمن بيان صادر عن الفاتيكان ما يأتي " إن أعمال العنف المؤسفة لا يمكن الرد عليها بخطوة خطيرة ومثيرة للغضب ضد كتاب مقدس لطائفة دينية".ولا بد من الإشارة إلى أن المسلمين الذين انتفضوا اليوم لنجدة كتابهم المقدس وخرجوا في تظاهرات كبيرة فاتهم أن كتابهم المقدس قد تعرض للإحراق في أكثر من مكان وزمان في غفلة منهم .والمصيبة أن الجريمة قد تمت بأيد تدعي الإسلام .وما حدث في العراق اكبر دليل على ذلك .فكم من مسجد وحسينية قد فجرها تنظيم القاعدة في أيام مباركة كالجمعة ويوم العيد على رؤوس المسلمين العراقيين وتم إحراق المساجد والكتب المقدسة التي تحتويها .ولا ننسى ما حدث لمرقد الإمامين العسكريين في سامراء وعملية تدميره من قبل تنظيمات تم تدريبها وتسليحها في دول إسلامية لتحرق كتاب الله وتحرق معه قلوب المسلمين ومقدساتهم . لقد فات على بعض المسلمين وعلى هذا القس المتعصب ان القران الكريم هو كتاب الله الذي خلا من التحريف وانه يحمل في ما يحمله أرقى مفاهيم التسامح والعفو والمحبة ويعلمنا ضرورة منح الحرية في العقيدة لغير المسلمين ويعطي حرية التعبد وعدم الإكراه في الدين حيث يقول ( لا إكراه في الدين) وعلى الجميع أن يدرك أن العنف لم يعد الحل الأمثل في إقناع الآخرين وان مفاهيم التسامح أصبحت اليوم أهم الوسائل الجوهرية في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحكم العلاقات بين المجتمعات الإنسانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram