TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > ماذا بعد العراق؟ وأوباما ينصرف إلى أزمات أميركا الداخلية

ماذا بعد العراق؟ وأوباما ينصرف إلى أزمات أميركا الداخلية

نشر في: 13 سبتمبر, 2010: 07:31 م

 عن الايكونومست عندما يؤكد باراك اوباما بان جميع القوات الامريكية المقاتلة ستغادر العراق خلال الاسبوع القادم، فبامكانك ان تتأكد من شيء واحد، انه سوف لن يكرر اعلان الانتصار الذي اشار اليه جورج بوش قبل سبعة اعوام عندما اذاع انتهاء مهمة امريكا هناك. لقد كان الرئيس اوباما معارضا للحرب، فربما قامت امريكا وحلفاؤها بتخليص المنطقة من دكتاتور دموي، ولكن جعجعة اسلحة الدمار الشامل لصدام تحولت الى مخلوق خرافي، وان التكاليف في داخل امريكا وخصوصا في حياة العراقيين كانت مرعبة.
 حقا ان العراق لم يعد دكتاتورية. وانحسرت عمليات سفك الدماء الطائفية التي اعقبت الحرب. ولكن ديمقراطية البلاد الفتية مازالت غير آمنة الى حد بعيد، وهذه احد الاسباب وراء بقاء 50000 قوات"دعم"امريكية من اجل حمايتها. rnالدور الخاطئبالنسبة الى الكثير من الامريكان، ان المغامرة في العراق شكلت نموذجا لدور امريكي خاطئ اكثر شمولا لعبته امريكا بعد هجوم بن لادن قبل تسعة اعوام. يقول ما يقارب ستة اعشار الامريكان الان بانهم يعارضون حتى حرب اوباما"الخيرة"– وهي تلك التي تدور ضد القاعدة وحركة طاليبان. ان امريكا التي تنزف اقتصاديا في الداخل، بوصول البطالة الى ما يقارب 10% والديون طويلة على امتداد البصر، تفقد ثقتها بقدراتها، وربما بحاجتها، الى تشكيل الاحداث في مناطق نائية مثل آسيا الوسطى والشرق الاوسط. وحتى في عصر التقشف فان امريكا مازالت تتفوق على جميع القوى العسكرية الاخرى، اضافة الى انها ينبغي ان تخصص لمصروفات الدفاع 700 مليار دولار، وهو ما يعادل تقريبا مصروفات بقية العالم مجتمعا. ولكن العقد الاخير قد كشف عن حدود قوة امريكا العالية التقنية. ان التكنولوجيا المتطورة قد مكنت امريكا من احتلال افغانستان والعراق برمشة عين و بدون خسائر تذكر. لكن اخضاعهما كان اصعب. فمن بين المليوني امريكي الذين خدموا في الحربين خلال العقد المنصرم جرح ما يقارب 40000 و قتل ما يزيد على 5000. اذا ما اخذ كل ذلك بنظر الاعتبار، فمن الفخر للسيد اوباما في ان يقاوم اغراء المزاج العام وان يركز اهتمامه الى الداخل. في دواخله، ربما ان السيد اوباما يود ان يركز اكثر على بناء الامة في الداخل بدلا من لعب دور القوة العظمى في الخارج. لو كان الامر كذلك فانه قد لجم غريزة لديه. من الواضح بان السيد اوباما يمتلك احساسا اكثر حدة من السيد بوش حول حدود امريكا. ففي"ويست بوينت"خلال الاسبوع الماضي استشهد بحذر بمثال آيزنهاور واعلم طلاب الكلية العسكرية انه رفض تحديد الاهداف الامريكية ان كانت تفوق امكانياتها. واشار الى تغيير نبرة امريكا وحركاتها، والتواصل مع العالم الاسلامي في القاهرة، وقدم فرصة للتحاور مع ايران، وانحنى الى هو جينتاو الصين وعبدالله ملك السعودية. يتهمه الجمهوريون بالاعتذار والخنوع لمنافسيها، انهم على حق في ان يقولوا بان محاولاته كانت مزيجا من النتائج. فقد تجاهله الصينيون في قمة كوبنهاغن حول المناخ، ورفض الايرانيون يده الممدودة وان كثيرا من النوايا الطيبة التي بذلها في العالم الاسلامي في القاهرة قد تبخرت خلال العام التالي الذي شهد الجمود في فلسطين. وباختصار، في بعض الاوقات اعتبرت نغمته التصالحية ضعفا. ولكنه احرز نجاحا ايضا، كاعادة العلاقات مع روسيا جزئيا حول تشديد العقوبات على ايران. وعلاوة على ذلك، كانت افعاله تعلو على كلماته. فخطابه في"ويست بوينت"كان هو الذي اعلن فيه ارساله لتعزيزات الى افغانستان على الرغم من ان الحرب لا تحظى بالشعبية في الداخل. وان تركيز الاهتمام على حساسيات الصين لم يمنعه من ارسال السلاح الى تايوان او الالتقاء اخيرا بالدالاي لاما. لقد كانت امريكا تعمل بجدية اكثر مما كان عليه الحال قبل بضعة اعوام حول تدعيم تحالفاتها في جنوب شرق آسيا، على الرغم من اعتراضات الصين.ومع انه اعلن مبادرته للشروع في مفاوضات السلام العربية- الاسرائيلية- الا انه اختار الدخول في معركة مع اسرائيل حول المستوطنات، ومن ثم يبدو انه تراجع- فقد شرع بالعمل حول هذا النزاع بصورة مبكرة خلال فترته الرئاسية اكثر مما هو الحال مع بعض الرؤساء، ويبدو انه عازم على احراز النجاح. وخلال الاسبوع سيفتتح جولة جديدة للمباحثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، المدعومة من قبل الرئيس المصري و ملك الاردن. والسيد اوباما صادف اخفاقات، ولكن تاريخ جهوده ينبغي ان يمنحه، كحد ادنى، حصانة ضد الفكرة التي تشير الى انه يهمل مصالح امريكا في العالم او نه يحد من مسؤوليتها الفريدة. وبمفهوم ما، فان السيد اوباما رئيس"تغيير"اقل مما يقوله عن العالم الجديد تعددي الاقطاب كما قد تعتقد.فهو لم يشارك المحافظين الجدد حلمهم في ان امريكا قادرة على اخضاع اي عدو ويتوقعون بان العالم برمته سيتبنى قيمهم. فقد عمل جاهدا من اجل الحصول على مساعدة المؤسسات الدولية و البلدان الاخرى. ولكنه يعتقد ايضا و بوضوح، وهو محق بذلك، بان هنالك بعض المهام الدولية التي لا تمتلك الا امريكا بمفردها ذلك المزيج من القوة العسكرية و الاقتصادية و الدبلوماسية لكي تتكفل به. وكحد ادنى من بين ذلك القتال ضد القاعدة، الحفاظ على الطوق في آسيا، تفادي الحرب بين اسرائيل وجيرانها ومنع ايران من امتلاك القنبلة النووية و اشعال سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط. وحتى تلك القائمة المختصرة فهي تشكل عبئاً على بلد انهكته الح

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram