TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نقطة ضوء: رياض يرتقي سلم الشهادة

نقطة ضوء: رياض يرتقي سلم الشهادة

نشر في: 13 سبتمبر, 2010: 07:32 م

حازم مبيضينليس معروفاً إن كان الشهيد الاعلامي رياض السراي، واحداً من ضمن المائتين وثلاثين صحفياً عراقياً، الذين ذهبوا ضحايا العنف والارهاب، والذين أعلنت منظمة مراسلون بلاحدود عن فقدانهم، منذ العام 2003، معتبرة أن الحرب في العراق، أفظع مجزرة في تاريخ الصحافة، ومشددةً على أنه يمكن وصف الخسائر البشرية المترتبة على الحرب وسنوات العنف السياسي والمذهبي بالكارثية،
 أو المذبحة الفعلية، وأن عدد أولئك الشهداء يتخطى بأشواط عدد الصحفيين المقتولين على مدى أكثر من 20 عاما من الحرب في فيتنام، أو أثناء أعمال العنف في الجزائر، لكننا نعرف أن رياض لن يكون آخر شهداء الكلمة النظيفة والموقف الملتزم.المحزن أنه في ظل الصمت المخزي لكل التنظيمات الصحفية النقابية العربية، ينبري الاتحاد الدولي للصحافيين للمطالبة بالتحقيق لمعرفة المسؤولين عن اغتيال السراي، ولإبداء القلق حيال أن الصحافيين العراقيين أصبحوا من جديد طرائد سهلة للقتل، ولمطالبة السلطات العراقية، ببذل كل جهد ممكن للقبض على مرتبكي هذه الجريمة، وحماية زملائنا الصحافيين العاملين في العراق. والمحزن أكثر أن نقابات الصحفيين العرب، وبدل إبداء تضامنها مع الصحفيين العراقيين، فانها تطالبهم بأكثر من طاقتهم، وبالتخلي عن رسالة القلم، وتمجد واحداً استبدل القلم والكلمة بالحذاء بحثاً عن الشهرة التي خبا بريقها، وانطفأ وهجها.لم يكن أمام زملاء الشهيد رياض في نقابة الصحفيين، غير استنكار هذا العمل الجبان، الذي يأتي ضمن مسلسل استهداف بشع ورخيص وحاقد، للصحفيين الذين يؤدون رسالتهم المهنية والوطنية، في نقل الحقائق إلى الرأي العام بكل استقلالية ومهنية، حيث يسقطون الواحد إثر الآخرعلى درب قول الكلمة الحرة الصادقة، ولم يكن أمامهم غير الالحاح في مطالبة الأجهزة الأمنية والقضائية بضرورة تفعيل إجراءاتها، للتعقيب والتحقيق للكشف عن الجناة من قتلة الصحفيين والإعلاميين، ومطالبة المجلس النيابي الجديد حين يبدأ نشاطه بإقرار قانون حماية الصحفيين، باعتباره أولوية يجب أن تحظى بأهمية وأسبقية، لما فيه من ضمانات قانونية وإجرائية، لتوفير حماية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.شخصياً لم يكن لي شرف معرفة الشهيد رياض، لكنني لمحت نجماً عراقياً آخر يهوي في سماء العراق، وسجلت في ذاكرتي، وفي ساحة الفخر العراقية، بسطور الشرف والمجد، إسماً جديداً في قافلة شهداء الإعلام العراقي، الذين ارتقوا إلى السماء، وهم يخوضون حرب الدفاع عن الحقيقة، ويصدون بأقلامهم وجسومهم أفكار الإرهاب الأسود الحاقد البغيض، لكنني سأظل متمسكاً بثقتي أن الصحفيين العراقيين، وكل واحد منهم مشروع شهيد، سيواصلون باصرار مسيرتهم المشرفة في محاربة الارهاب والظلام والسواد، وسيواصلون بأقلامهم الشريفة، المساهمة ببناء العراق الديمقراطي، وستثبت دماء الشهداء منهم، أنهم السلطة الرابعة التي تتصدى لفضح الفساد، وترفع رايات الحق والحقيقة، وأستعير من مقالة لفالح الدراجي في رثاء رياض ما استذكره من قول الشاعر:(البير كلما غمكن جرحه المساحي.. يزيد ماي).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram