عبدالله السكوتيفي سبعينيات القرن المنصرم، اثيرت ضجة كبيرة بشأن الاغاني الحزينة، لانها لا تمثل المرحلة الجديدة التي ابتدأت بتغييرات جوهرية، اهمها اتفاق معظم القوى الوطنية في العراق، وكان الفنان ياس خضر قد ابدع في اغان كثيرة، مثل (مرينه بيكم حمد)، (والمكير)، و(جذاب) وغيرها، فكان ان اصبح الرجل هدف الضجة الاعلامية التي دعت الى ترك اغاني الحزن، والسير مع التحولات الجديدة.
شهور متعددة والصحف والمجلات تتناول الفنان ياس خضر بالتحليل والنقد، حتى امتثل الرجل وبدأ رحلة جديدة مع غناء شفاف بعيد عن البكاء، وجاءت اغنية (وداعا يا حزن) والتي تقول كلماتها:وداعا يا حزن ولا توصل بعد كضينه ابصحبتك سنين ابلا عدد صبرنه او عوّض الله علينه اشما صبرنه وبعد مانرضه بالآه تمر يوم ابعمرنه وداعا ياحزن اي والله وبعيدا عن التشبيهات ومع الفارق الكبير بالتوجه والصدق، بين ما بعثه اخ عزيز كما بدأ رسالته، ودعوات ترك الحزن في صحف السبعينيات، اتتني رسالة من صديق امين وموجه وناصح دعاني بها الى عدم تذكير الناس بمآسيهم، فهم ليسوا بحاجة لمن يذكرهم باحزانهم، وعلينا في هذه المرحلة ان نسلّط الضوء على التحولات الديمقراطية، لنعطي الناس جرعة من الامل، ولا نجمع عليهم همومهم وهمومنا، قرأت الرسالة بتمعن كبير وجلست افكر بمهمة الكتابة كفعل ابداعي، المطلوب منه ان يمكن الناس من رؤية مالا يرى، وتخليصهم من الرؤى العتيقة التي عششت في اذهانهم، وخلقت لهم ازمات نفسية وامراضاً على مدى سنين عديدة، وتذكرت الكاتب الكبير غابريل غارسيا ماركيز، وهو على فراش المرض حين قارن بين حالين، هل اكتب كل ما افكر به؟ ام افكر بكل ما اكتبه؟ فوجدت ان افكر بكل ما اكتب ولا اكتب كل ما افكر به. الجميع يكتب بطريقة متشابهة يجتر من خلالها آلام الامس، وكأن المطلوب من الكاتب ان يقارن بين حالين من الالم ليرشح احدهما للفوز وينظر باتجاه قول الشاعر: (يوم ارده من يوم يا ترف روحي اعليك ما شافت النوم عيني امن اهد فركاك وهذه الكتابة لا تغني عن جوع بقدر ما تبقي الناس رهينة لارهاصات الامس، واسقاطها على عالم اليوم الذي شهد كثيرا من التغيير، واوله اختيار الشعب لممثليه في ممارسة ديمقراطية لم تتوفر لمعظم دول المنطقة، لكن المؤلم في الامر ان الماضي لا يمكن نسيانه لانه يضع دلالاته كيافطات حزينة باتجاه فرح اليوم الذي شوهته المفخخات والقتل العشوائي، ليتندر من عاش مرفها آنذاك بأن الموت ماركة مسجلة للتغيير الجديد، وهذا لم ينبع من فراغ لان كتاب الامس هم كتاب اليوم. ومع ان الفنان ياس خضر دافع عن اسلوبه بالغناء وصمت فترة من الزمن، لكنه خطا خطوات واثقة نحو الفرح في الغناء المتوازن الشفاف مع احتفاظه بالارث الكبير الذي مثلته (مرينه بيكم حمد)، ويبدأ رحلة مع وداعا يا حزن. لننتهي الى ماقال الشاعر: مثل الضوه البنار ضون يل شموع لاحس ولا احاه بس كت الدموع rn
هواء فـي شبك: (وداعا يا حزن)
نشر في: 13 سبتمبر, 2010: 08:28 م